تأثيرات التغير المناخي تشعل حرائق الغابات في مناطق العالم

الصورة
آخر تحديث

يرى خبراء في مجال البيئة أن انتشار حرائق الغابات وتزايد الفيضانات خلال صيف هذا العام بسبب تغير المناخ، وستصبح موجات الحرارة المميتة والأعاصير الهائلة والظروف الجوية المتقلبة أكثر شدة مع السنوات المقبلة، بحسب ما أظهر التقرير العالمي حول تغير المناخ الصادر يوم الإثنين الماضي عن الأمم المتحدة.

ووصف الخبراء هذه الظواهر غير العادية التي تحدث في العالم، بأنها "ظواهر متطرفة"، حيث سيؤدي ارتفاع الحرارة المستمر إلى تسارع "الأحداث المتطرفة غير المسبوقة في سجل الرصد الجوي"، وهو تحديث لكيفية تغير مناخ الأرض، مؤكدين أن الاحتباس الحراري يقترب بشكل خطير من الخروج عن نطاق السيطرة.

ويوضح التقرير أن التأثير البشري أدى إلى تدفئة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض، كما حذر من أن التغييرات التي حدثت على كوكب الأرض ستكون "لا رجعة فيها لعدة قرون إلى آلاف السنين".

الأمور أكثر سوءًا مع ارتفاع درجة حرارة

في هذا الصيف تسببت النيران المشتعلة في حرق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والغابات في العديد من البلدان، بعد أن ضربت العديد من المناطق، وستكون الأمور أكثر سوءًا مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

يؤكد الخبير البيئي والمحاضر في الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية جمال الموسى، أن هذه الظواهر التي حدثت في الفترة الأخيرة من حرائق وفيضانات وأعاصير وانهيار جليدي وجفاف، هي بسبب التغير المناخي الذي حدث بالكرة الأرضية.

ظاهرة "القبة الحرارية" سبب في حرائق الغابات

ويشير الموسى إلى حرائق الغابات هذا العام التي اجتاحت العديد من المناطق في العالم مثل تركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والجزائر، بينما اجتاحت موجات الحر الشديدة عبر المحيط الأطلسي أجزاء من كندا والولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، بسبب ظاهرة جوية نادرة تعرف باسم "القبة الحرارية"، وهي مسؤولة عن درجات الحرارة الشديدة الارتفاع التي أشعلت حرائق الغابات ووضعت ملايين الأشخاص في حالة تأهب حراري، كما سجلت مئات "الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة" بسبب الإجهاد الحراري.

غازات دفيئة في محيط الأرض

ويقول الموسى أن ارتفاع الحرارة أدى إلى تشكل غازات دفيئة في محيط الأرض، التي اكتسبت حرارة أسرع من أي وقت مضى، حيث تم تخزين حوالي 90٪ من الحرارة الزائدة المحتبسة في نظام الأرض، لافتا إلى أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر هو الأعلى منذ 3000 عام على الأقل.

ومع زيادة درجات حرارة الهواء، يمكن أن يحتفظ الغلاف الجوي بمزيد من الرطوبة وبالتالي ينتج عنه هطول أمطار غزيرة، ونتيجة لذلك، ازدادت أحداث الهطول الغزير من حيث تواترها وشدتها خلال السنوات الماضية.

تأثيرات تغير المناخ لم تعد خفية

يقول أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية بنسلفانيا مايكل مان، لصحيفة الغارديان، إن أحداث الطقس في صيف عام 2021 تظهر أن "تأثيرات تغير المناخ لم تعد خفية، وأصبحت على شكل كوارث مناخية قاسية غير مسبوقة".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اعتبر التقرير العالمي بأنه "رمز أحمر للإنسانية" ويعطي جرس إنذار يصم الآذان، لافتا إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات تخنق كوكبنا وتعرض مليارات البشر لخطر فوري.

ويشير تقرير الأمم المتحدة، إلى ارتفاع درجات الحرارة على مدى الخمسين عامًا الماضية بمعدل أسرع من أي وقت خلال الألفي عام الماضية، وأن الحرارة الزائدة المحتسبة يتم تخزين حوالي 90٪ منها في نظام الأرض في محيطاتنا، الأمر الذي يكتسب فيه المحيط حرارة أسرع من أي وقت مضى.

ظواهر تحدث مع التغير المناخي

ظواهر قد تحدث مع تغير المناخ مثل زيادة درجات حرارة الهواء، حيث يحتفظ الغلاف الجوي بمزيد من الرطوبة وبالتالي ينتج عنه هطول أمطار غزيرة، ونتيجة لذلك، يزداد الهطول المطري، كما يسهم تغير المناخ في حالات الجفاف، وما يزيد من التبخر في التربة والغطاء النباتي، وكذلك مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة الرطوبة الجوية المتاحة، تشهد الأعاصير المدارية والأعاصير تغيرات، كما يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى زيادة هطول الأمطار الغزيرة المرتبطة بها.

لكن التقرير يرى أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لاتخاذ إجراءات بشأن أزمة المناخ، لأن أي انخفاض على درجة الحرارة سيساعد في تقليل الكارثة، ويتطلب ذلك خطوات مثل التقليل السريع لانبعاثات الميثان على المدى القصير والغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل عام.

دعوة للاستيقاظ

ويرى الخبير جمال الموسى أن التغير المناخي الذي حدث في دول العالم، ليس ببعيد عن أي منطقة في العالم، ونحن في منطقة الشرق الأوسط جزء من هذا العالم، إذ أن احتمالية أن تحدث بعض الظواهر في المنطقة في أي وقت، وخاصة أن الخبراء اكدوا أن التغير المناخي واسع الانتشار ويزداد شدة، مع احتمالية تزايد درجات الحرارة عن معدلاتها السنوية بمعدل درجة ونصف إلى درجتين.

ويأمل العلماء أن يكون إصدار التقرير بمثابة "دعوة للاستيقاظ"، حيث تحذر النتائج من ارتفاع درجات الحرارة وتواتر وشدة الطقس، وفي بعض الحالات - أضرار مناخية لا رجعة فيها، محذرين مما هو أسوأ مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، ورؤية "أحداث متطرفة غير مسبوقة في سجل الرصد".

اقرأالأرض في أزمة احترار عالمي وتغير في المناخ

00:00:00