الأمم المتحدة تدعو لمحاسبة المتورطين بالاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني

الصورة
أسرى فلسطينيون في ساحة سجن بجنوب إسرائيل في 14/2/2024 | المصدر: الصحافة الإسرائيلية
أسرى فلسطينيون في ساحة سجن بجنوب إسرائيل في 14/2/2024 | المصدر: الصحافة الإسرائيلية
المصدر
آخر تحديث

طالبت منظمة الأمم المتحدة بضمان المساءلة في قضية الفيديوهات المسربة والتي توثق اعتداء جنود الاحتلال جنسيا على أحد الأسرى الفلسطينيين في معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة.

وأشار فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إلى الممارسات غير الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، كما عبر عن قلق المنظمة بشأن وضع الأسرى الفلسطينيين. 

وتداول إعلام عبري خلال اليومين الماضيين، فيديو يوثق جريمة اعتداء عدد من جنود الاحتلال جنسيا على أحد الأسرى الفلسطينيين من غزة في معتقل "سدي تيمان".

الأسرى من غزة رهن الإخفاء القسري

من جهته أكد نادي الأسير الفلسطيني أن غالبية أسرى قطاع غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري وأن المؤسسات الحقوقية تواجه تحديات كبيرة في متابعة شؤونهم أو زيارتهم. 

وأضاف نادي الأسير بأن جريمة الاغتصاب الموثقة بالكاميرات تؤكد أن الاحتلال يملك مزيدا من الأدلة المصورة حول كل الجرائم في "سدي تيمان" وأن الاحتلال تعمد تسريب الفيديو تزامنا مع مناقشة قضية إغلاق ذلك المعتقل. 

وفي الـ29 من تموز الماضي، أثارت القضية ضجة كبيرة في الكيان المحتل بعد وصول عناصر من شرطة الاحتلال العسكرية إلى معتقل سدي تيمان حيث قامت باعتقال 9 من جنود الاحتياط، بتهمة الاعتداء جنسيا على الأسير، وأطلق سراح 5 منهم لاحقا.

تقرير حقوقي.. تعذيب 55 أسيرا فلسطينيا "أهلا بكم في جهنم"

من جهتها أصدرت منظمة "بتسيلم" المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، الإثنين الماضي، تقريرا بعنوان "أهلا بكم في جهنم" حول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. 

وتضمن التقرير شهادات 55 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم من سجون الاحتلال، تؤكد تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة والتجويع.

واقتبست "بتسليم" عنوان تقريرها من موقف تعرض له أسير من مدينة نابلس بعد وصوله إلى سجن مجدو، حيث قال له أحد السجانين: "أهلا بكم في جهنم"، وهو العنوان الذي قررت المنظمة استخدامه لوصف سجون الاحتلال والتعذيب الممنهج بحق الأسرى داخله. 

وتبين من شهادات الأسرى أن أكثر من 12 من مرافق الاعتقال المدنية والعسكرية لدى الاحتلال تحولت إلى شبكة معسكرات تنكل بالفلسطينيين المحتجزين داخلها.

ويفيد التقرير بأن عدد الأسرى الفلسطينيين عشية بدء العدوان على غزة بلغ 5192 أسيرا، من بينهم 1319 أسيرا إداريا دون محاكمة. إلا أنه ومنذ بداية شهر تموز 2024، ارتفع عدد الأسرى إلى 9623، بينهم 4781 أسيرا إداريا، حيث لا يُبلغون بالتهم الموجهة إليهم ولا تمنحهم سلطات الاحتلال حق الدفاع عن أنفسهم. 

كما اعتقلت سلطات الاحتلال خلال الأيام الأولى من العدوان على غزة، آلاف العمال الفلسطينيين من الذين يحملون تصاريح عمل قانونية، حيث نُقل المئات منهم إلى أماكن مجهولة ولا تزال عائلاتهم تجهل مصيرهم بحسب التقرير.

 يقول أحد الأسرى:

"اقتادني الجيش برفقة أسرى آخرين إلى غرفة فيها كثير من الملابس والأحذية والخواتم وساعات اليد... عرونا تماما من الثياب، أجبرونا على خلع ملابسنا الداخلية، فتشونا بواسطة جهاز يدوي لكشف المعادن... ضربونا بجهاز التفتيش على أعضائنا ضربونا دون توقف، ثم أمرونا بأن نؤدي تحية للعلم الإسرائيلي الذي كان معلقا على الحائط".

خلاصة التقرير 

 التنكيل والتعذيب المستمران للأسرى الفلسطينيين هو واقع تحكمه سياسة هيكلية وممنهجة تشمل العنف المتكرر وبشكل قاس وتعسفي والاعتداء الجنسي والإهانة والتحقير والتجويع بشكل متعمد وفرض ظروف نظافة صحية متردية والحرمان من النوم ومنع ممارسة العبادة وفرض عقوبات على ممارستها ومصادرة جميع الأغراض المشتركة والشخصية ومنع العلاج الطبي المناسب هو واقع تحكمه سياسة هيكلية وممنهجة".

استشهاد أسرى من غزة 

إلى ذلك، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الإثنين الماضي تقريرا حول ظروف الأسرى الفلسطينيين من غزة لدى جيش الاحتلال، قالت فيه إن 6 من الأسرى "توفوا" بمعسكر اعتقال للجيش في النقب نتيجة ظروف الأسر القاسية. 

وأشارت "هآرتس" إلى عدم اتضاح ظروف "مقتل" الأسرى بعد، ونقلت عن جيش الاحتلال قوله إنهم "إرهابيون والقضية قيد التحقيق". 

وكشف التقرير أنهم معتقلون في "سدي تيمان" بالقرب من بئر السبع، وهم من فئات عمرية مختلفة.

وأوضحت "هآرتس" أن الأسرى يربطون بالأغلال، وينامون على فراش رقيق على الأرض في 3 مجمعات سجون يتسع كل منها لنحو 200 أسير.

اقرأ المزيد.. ماذا يحدث داخل معتقل سدي تيمان الإسرائيلي؟

دلالات
00:00:00