صواريخ على "إسرائيل" وتل أبيب تعلن اغتيال رئيس هيئة الأركان في إيران

الصورة
صواريخ دفاع جوي إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق الأراضي اللبنانية | المصدر: المركزية
صواريخ دفاع جوي إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق الأراضي اللبنانية | المصدر: المركزية
آخر تحديث

دخل الصراع الإسرائيلي الإيراني يومه الخامس بتصعيد واسع، حيث شنت إيران هجوما صاروخيا عنيفا على مناطق وسط دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مدينة تل أبيب. 

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أطلقت إيران دفعة صواريخ تراوحت بين 20 و30 صاروخا، استهدفت مباني سكنية في منطقة هرتسيليا، حيث سقط أحدها على مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، وتحدثت التقارير عن وجود عالقين تحت الأنقاض.

الإسعاف الإسرائيلي أكد سقوط خمسة جرحى، فيما أصيب عشرة آخرون خلال تدافعهم للوصول إلى الملاجئ. ودوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة شملت تل أبيب الكبرى، وحيفا، وبئر السبع، والقدس، ومستعمرات غرب رام الله، وسط حالة من الذعر والانفجارات العنيفة التي هزت المناطق الشرقية لتل أبيب.

هجمات إسرائيلية مكثفة على قلب طهران 

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية على العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت مقرات عسكرية وصواريخ أرض-أرض ومخازن مسيرات، وأسفرت –بحسب الرواية الإسرائيلية– عن اغتيال رئيس أركان الحرب الجديد في إيران، الجنرال علي شادماني، والذي وصف بأنه "أعلى قائد عسكري في النظام الإيراني" والأقرب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأوضح بيان جيش الاحتلال أن شادماني تولى قيادة القوات المسلحة الإيرانية بعد مقتل سلفه غلام علي رشيد في الضربة الافتتاحية للحرب، وكان يشرف على الخطط الهجومية الإيرانية وعلى الحرس الثوري.

خسائر إيران وتفعيل الدفاعات الجوية 

ردا على القصف، أعلنت إيران تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في طهران "بأعلى درجات التأهب"، بينما أفادت وكالة "فارس" بإطلاق دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه "إسرائيل"، في إطار ما أسمته "الموجة التاسعة من عملية الوعد الصادق"، التي تهدف –وفق المتحدث باسم الحرس الثوري– إلى حرمان العدو من لحظة هدوء.

محافظة لرستان الإيرانية شهدت هجوما بثلاث مسيرات إسرائيلية، أدت إلى مقتل 21 شخصا بحسب نائب برلماني إيراني، إلى جانب استهداف نقطة تفتيش في كاشان، أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة أربعة آخرين. كما سجلت انفجارات في تبريز شمال غرب إيران، وذكرت وكالة "تسنيم" أن مسيرة إسرائيلية أطلقت أربعة صواريخ على منطقة صناعية بالمدينة.

موقف أمريكي: دعوة للإخلاء وتعزيزات عسكرية 

على الجانب الأمريكي، فجر الرئيس دونالد ترامب مفاجأة حين دعا فجر اليوم الثلاثاء إلى "إخلاء العاصمة الإيرانية طهران فورا"، دون أن يوضح الأسباب، وتزامن ذلك مع إعلان البنتاغون إرسال حاملة الطائرات "نيميتز" ومجموعتها الضاربة إلى المنطقة، لحماية المصالح الأمريكية، رغم التأكيد على أن القوات الأمريكية لم تشارك في الضربات. 

ترامب، الذي حضر قمة مجموعة السبع في كندا، أعلن عن مغادرته المبكرة وطلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات. ونقلت "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب وجه مساعديه لترتيب لقاء سريع مع مسؤولين إيرانيين، في محاولة لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.

طهران تتهم تل أبيب وتلوح بالقانون الدولي 

في نيويورك، قال مندوب إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن بلاده تمارس حقها في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، متهما "إسرائيل" بارتكاب عدوان صارخ استهدف منشآت نووية مدنية ومناطق سكنية ومستشفيات، أدى إلى مقتل 224 مدنيا بينهم نساء وأطفال، وجرح 1480 شخصا. 

ووصف الهجمات بأنها "جرائم حرب"، متهما "إسرائيل" باستهداف متعمد لمكتب وكالة أنباء إيرانية أثناء بث مباشر، ما عده "اعتداء سافرا على حرية الصحافة".

مواقف دولية: تحذير أوروبي وإنكار باكستاني 

كثفت الدول الأوروبية تحركاتها الدبلوماسية لاحتواء التصعيد وتجنب انفجار أوسع في المنطقة، فقد أجرى وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا اتصالات هاتفية مع نظرائهم الإيرانيين، دعوا خلالها إلى التهدئة وتفادي أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إقليمي أو تهور نووي، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". 

مصدر دبلوماسي فرنسي كشف أن الوزراء الثلاثة: جان نويل بارو (فرنسا)، وديفيد لامي (بريطانيا)، ويوهان فاديبول (ألمانيا)، حثوا طهران على العودة "بأسرع ما يمكن، ومن دون شروط مسبقة، إلى طاولة المفاوضات" بشأن برنامجها النووي.

كما دعوا إلى وقف أي أنشطة قد تمثل "هروبا إلى الأمام"، خصوصا ما يتعارض مع مصالح الدول الغربية، مثل التلويح بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، أو وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو رفع نسب تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتجاوز المسموح به دوليا.

وفي تحذير مزدوج، نقل الوزراء الأوروبيون رسائل مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية، شددوا فيها على "ضرورة تجنب استهداف المدنيين أو البنى التحتية الحيوية" خلال الضربات الموجهة إلى داخل إيران، مؤكدين أهمية احترام القانون الدولي في العمليات العسكرية.

وجاءت هذه الاتصالات عقب مشاورات أجراها الوزراء الثلاثة مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس مساء أمس الإثنين، في محاولة من الأوروبيين لإحياء مسار دبلوماسي متوقف منذ سنوات، عقب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي كانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أطرافا فيه إلى جانب الصين وروسيا.

من جانبها، أصدرت باكستان بيانا نفت فيه أي دور لها في النزاع الجاري، وأكدت أن ترسانتها النووية "مخصصة فقط للدفاع عن أمن البلاد وسيادتها"، محذرة من خطورة التلاعب بهذا الملف في سياق الصراع القائم، ومشددة على ضرورة عدم توريط المنطقة في حسابات نووية كارثية.

اقرأ المزيد.. طهران تشن هجوما مدمرا على تل أبيب

دلالات
00:00:00