مع دخول اليوم الـ454 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تستمر آلة الحرب باستهداف المدنيين وسط أوضاع إنسانية كارثية، في ظل الأمطار الغزيرة
كيف اقتحم الاحتلال مستشفى كمال عدوان؟
روبوتات حرقت محيط المستشفى تمهيدا لاقتحامه
لم يكن كمال عدوان المستشفى الأول الذي يتجرأ الاحتلال الاسرائيلي على حرقه واقتحامه وجعله ساحة حرب ضد المرضى والأطباء والممرضين، لكن مستشفى كمال عدوان كان القلعة الصحية الأخيرة التي دنسها الاحتلال شمال القطاع، تاركا شمال القطاع بلا مستشفيات أو خدمات صحية.
شمال غزة بلا مستشفيات بعد إحراق مستشفى كمال عدوان
أصبح شمال قطاع غزة بلا أي خدمات طبية بعد أن أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على حرق آخر مستشفى هناك، وهو مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا والذي كان يعمل بالحد الأدنى من إمكانياته في ظل تدمير أغلب مرافقه في أوقات سابقة من هذه الحرب المسعورة ضد أهالي القطاع.
ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب جرائمه الوحشية المروعة بحق النظام الصحي الفلسطيني في قطاع غزة، حيث أحرق جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان ودمره وأخرجه من الخدمة، ثم اقتاد المئات من الطواقم الطبية والجرحى ومرافقيهم إلى جهة مجهولة مما يهدد حياتهم بالقتل أو التعذيب والاعتقال.
اقرأ المزيد.. مستشفيات غزة.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها
استشهاد عدد من الطواقم الطبية في كمال عدوان
وكانت مصادر صحية قد أعلنت استشهاد خمسة من كوادر الصحة في مستشفى كمال عدوان جراء استهداف إسرائيلي مباشر لهم وهم:
-
الدكتور أحمد سمور (طبيب أطفال).
-
الطبيبة إسراء أبو زايدة (اختصاصية مختبرات).
-
المسعف عبد المجيد أبو العيش.
-
المسعف ماهر العجرمي.
-
مختص الصيانة فارس الهودلي.
وكان الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان قد أعلن قبل اعتقاله أن هناك ما يقارب 50 شهيدا، من بينهم ثلاثة من الكوادر الطبية، تحت أنقاض مبنى مقابل مستشفى كمال عدوان بعد قصف الطائرات الحربية للمكان.
روبوتات لتفجير محيط المستشفى تمهيدا لاقتحامه
وأكد إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في حديث خاص لـ حسنى أمس الأحد أن جيش الاحتلال أقدم -بعد حصار مطبق منذ ساعات الصباح- على إرسال روبوتات محملة بكميات هائلة من المتفجرات لتفجير محيط مستشفى كمال عدوان، أعقبها اقتحام همجي وتفجير أجزاء واسعة من المبنى، وذلك بعد مجزرة مروعة راح ضحيتها خمسة من أفراد الطواقم الطبية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف الثوابتة، أن الاحتلال ارتكب العديد من الانتهاكات الخطيرة التي شملت احتجاز أكثر من 350 شخصا داخل المستشفى، من بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا ومرافقيهم، وأجبر الموجودين على خلع ملابسهم تحت تهديد السلاح واقتادهم إلى جهة مجهولة، مشيرا إلى الانقطاع الكامل للاتصال مع إدارة المستشفى وكوادره منذ ساعات طويلة.
وكانت قوات الاحتلال قد أخلت معظم كوادر المستشفى من النساء والرجال، إلى جانب المرضى وعدد من السكان القاطنين قرب المستشفى، وأجبرتهم على الانتقال إلى مدرسة الفاخورة حيث تم احتجازهم في ساحة المدرسة.
اعتقال المرضى والكوادر الطبية جريمة حرب
وأكد الثوابتة لـ حسنى أن هذا الاعتداء السافر يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وخرقا صارخا للقوانين والأعراف الدولية، ويهدف إلى القضاء التام على النظام الصحي في قطاع غزة، كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني.
كما حمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وتبعاتها الإنسانية والقانونية والأخلاقية، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والصحية في كل العالم بالخروج عن صمتها المريب، واتخاذ خطوات عملية وفورية لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خاصة جرائمه ضد المستشفيات.
وحذر الثوابتة من العواقب الكارثية المترتبة على تدمير المنظومة الصحية الفلسطينية في قطاع غزة، والتي ستمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود قطاع غزة.
اقرأ المزيد.. كارثة إنسانية شمال غزة
حماس تؤكد على عدم وجود مقاومين داخل المستشفيات
من جهتها نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشكل قاطع وجود أي مظهر عسكري أو مقاومين في مستشفى كمال عدوان سواء من كتائب القسام أو من أي فصيل آخر.
وفي بيان لحركة حماس، أكدت أن أكاذيب العدو حول مستشفى كمال عدوان تهدف لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها جيش الاحتلال اليوم.
وأضافت أن مستشفى كمال عدوان كان مفتوحا أمام الجميع، وأن المؤسسات الدولية والأممية تعرفه جيدا. وأشارت حماس في بيانها إلى أن العدو سبق أن روج الادعاءات نفسها عن المستشفيات التي دمرها في قطاع غزة، وأثبتت التحقيقات الدولية زيف ادعائه، وطالبت الأمم المتحدة بإدانة تدمير الاحتلال لمستشفى كمال عدوان وتشكيل لجنة تحقيق في ما ارتكب بشمال غزة.
الجهاد الإسلامي: إحراق كمال عدوان وصمة عار على المجتمع الدولي
من جانبها وصفت حركة الجهاد الإسلامي الاعتداء على كمال عدوان بالجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الهمجية، كما وصفت التنكيل الوحشي الذي طال الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بوصمة عار على جبين كل الحكومات والمؤسسات الصامتة على جرائم الاحتلال والمتقاعسة في محاسبة مجرمي الحرب في حكومة الكيان وجيشه، وطالبت بضرورة إنزال أقسى الجزاءات بالاحتلال وتطهير الإنسانية من دنسهم.
دعوات لتجميد عضوية الاحتلال في الأمم المتحدة
أكد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة جمال عبيد في بيان له أن أكثر من 60% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال، فيما تحولت غزة إلى منطقة منكوبة بلا مستشفيات ولا مساجد أو كنائس، مع انهيار البنية التحتية وشح المياه والكهرباء والاتصالات.
ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية، والتي تشمل تجميد عضوية الاحتلال في الأمم المتحدة لوقف الإبادة المستمرة.