أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
شهادات ناجين من الاعتقال في غزة.. التجويع والضرب والدفن أحياء
"لم أرَ من والدي وأخي سوى ملابسهم التي تركوها على الأرض"
انتهج جيش الاحتلال خلال أيامه الأربعة الماضية اقتحام منازل المدنيين في شمال غزة وتنفيذ الاعتقالات بحقهم وإخراجهم من مساكنهم والتنكيل بهم وتعذيبهم، حيث روى من نجا منهم عن أساليب التعذيب الذي استخدمتها قوات الاحتلال ضد المدنيين.
ادعاءات بالتحقيق
ويقول جيش الاحتلال إنه نفذ حملات الاعتقالات هذه للبحث عن أفراد حركة حماس، حيث أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش اعتقل عشرات الرجال في غزة خلال توغل القوات في الأجزاء الشمالية من القطاع، وادعت الهيئة أن عددا من الرجال سلم نفسه طوعا، وأن هذه الخطوة جاءت للتحقيق معهم إذا ما كانوا أفرادا من حركة حماس أو داعمين لها أو ناشطين فيها.
وتناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا مسربة لعشرات الرجال من غزة بعد أن تمت تعريتهم إلا من ملابسهم الداخلية، وقامت قوات الاحتلال بصفهم وتهديدهم بالدفن أحياء.
إجبارهم على حمل السلاح لتبرير الاعتقال
وروى ناجون من اعتقال قوات الاحتلال لهم في حي الزيتون شمال غزة، أن قوات الاحتلال أجبرت البعض على حمل السلاح ثم صورتهم عناصر جيش الاحتلال للادعاء بأن المعتقلين أفراد من حركة حماس، لتبرير هذه الاعتقالات أمام العالم.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد ادعت أن الرجال الذين تم القبض عليهم من قبل جيش الاحتلال في شمال غزة هم أفراد من حركة حماس، وأن الجيش قام بالقبض عليهم وتصفيتهم.
من الجدير بالذكر أن حسنى لم تنشر صور اعتقال الرجال الغزيين من شمال القطاع حفاظا على كرامتهم، والذي تقصد جيش الاعتقال تسريبها ضمن سياسة الإذلال وتخويف الغزيين الصامدين منذ أكثر من ستين يوما.
حركة حماس: فبركة وكذب مستمر للاحتلال
وردت حركة حماس على لسان عضو المكتب السياسي عزت الرشق في بيان اليوم على ادعاءات جيش الاحتلال بأن المدنيين الذين تم اعتقالهم هم مسلحون من حماس، حيث أكد الرشق أن عرض الاحتلال صورا لمدنيين عزل بعد احتجازهم ووضع أسلحة بجانبهم ما هو إلا فصل من فصول مسرحية مكشوفة وسخيفة، من أجل صناعة نصر مزعوم على رجال المقاومة.
خمسة أيام لم نرَ الشمس
وفي مستشفى شهداء الأقصى وصل عدد من الناجين أول أمس وهم في حالة صعبة صحيا، حيث بين بعضهم لوسائل الإعلام ما جرى لهم منذ اعتقالهم قبل نحو خمسة أيام. والتالي جزء من شهادة طفل لا يتجاوز الـ 12 عاما:
"تم اقتيادنا بعد أن داهم الجنود منزلنا، وتم فصل النساء والأطفال عن الرجال والفتيان، وتم اقتيادنا مغمضي الأعين إلى "بركسات"، حيث لم نرَ ضوء الشمس لمدة خمسة أيام، ولم يتم إعطاؤنا أي نوع من الطعام أو الماء، إضافة إلى التنكيل والضرب والسب بجميع أنواع الكلام البذيء".
وأضاف الطفل أنه عقب خمسة أيام تم إطلاق عدد من الرجال الذين تم اعتقالهم، حيث تم تركهم عند مفرق "نتسريم"، ولا يعلم الطفل حتى الآن شيئا عن أفراد عائلته:
"لا أعلم شيئا عن والدتي وإخوتي حتى الآن".
اقرأ المزيد.. الاحتلال يسجل رقما دمويا بقتل الصحفيين لم تشهده الحرب العالمية الثانية
قنص نساء حوامل خلال حملة الاعتقالات في غزة
وروى محمود سليم الذي يتجاوز عمره 50 عاما شهادته قائلا: بعد حصار دام أكثر من أربعة أيام لم نستطع خلاله فتح الأبواب أو الشبابيك خوفا من استهدافنا من قبل القناصة، داهم الجنود المنزل وطلبوا من جميع الرجال نزع ملابسهم، وتم اقتياد نحو 150 رجلا إلى مكان مفتوح، ثم تم رمينا جميعا على الأرض دون طعام أو ماء لمدة خمسة أيام. ويضيف عن تفاصيل الحصار قائلا:
"لم يتم السماح لأي أحد بالتحرك لمدة أربعة أيام، خرج جارنا حاملا راية بيضاء إلا أن قوات الاحتلال قنصته، وحاول آخر إنقاذه ليتم قنصه أيضا، وتم قنص امرأة حامل كانت تحاول الخروج من منزلها".
لم أرَ من والدي سوى ملابسه
وتروي طفلة صغيرة لم تتجاوز 9 أعوام مشهد اعتقال والدها قائلة:
"دخل الجنود وطلبوا من النساء والأطفال أن يذهبوا خلف المنزل، واقتادوا والدي وأخي الذي يبلغ من العمر 10 سنوات إلى الخارج، لم أر من والدي وأخي سوى ملابسهم التي تركوها خلفهم على الأرض، اشتقت لأخي كثيرا".
حطموا المنازل والأثاث
وروى فتى يبلغ من العمر 15 عاما تم الإفراج عنه مؤخرا شهادته:
"عندما داهموا المنزل، بدأ الجنود باتهامنا أننا ننتمي إلى حركة حماس، وبدؤوا بتكسير المنزل والأثاث وضربونا بشدة، لم يراعوا أن والدتي مصابة بالربو وأن إخوتي الصغار مصابون وجرحى، لا أعلم مصيرهم حتى الآن حيث تم اقتيادهم إلى مكان منفصل عنا".
اختطاف النساء
وأكد عدد من الرجال الناجين أنهم لا يعلمون مصير زوجاتهم وبناتهم حتى اليوم، حيث تم اقتيادهن إلى أماكن مجهولة، مضيفين أنه تم الاستيلاء على هواتفهم وهوياتهم الشخصية ومبالغ مالية كانت بحوزتهم وحوزة زوجاتهم، كما كتبوا أرقاما على أيدي المعتقلين غير مفهومة، ولم يعلم المعتقلون ما دلالتها.
وأضاف أحد الناجين لإحدى القنوات التلفزيونية قوله:
"طلبت من الجندي أن يقوم بتغطيتي من البرد أو إعطائي ملابسي بعد أن تركوني مرميا على الأرض الباردة لمدة 3 أيام دون ملابس فرفض وبدأ بركلي وضربي وشتمي".
شهادات عن التهديد بدفن المعتقلين أحياء
وبحسب شهادة الغزّي محمد عودة:
"قام جيش الاحتلال بأخذ عدد من الشبان الذين تم اعتقالهم وتعريتهم إلى أرض منخفضة ورميهم فيها ومن ثم رمي الرمال عليهم وتهديدهم بالدفن أحياء، ثم قام بإخراجهم وقد تعرض جلهم إلى كسور واختناق وحالتهم الصحية كانت سيئة".
اقرأ المزيد.. اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. من أين جاء؟