دخل العدوان على غزة يومه الـ46 بعد المئة، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة بعد استهدافه تجمعا لفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول الطحين بالقرب من دوار النابلسي جنوبي مدينة غزة شمالي القطاع، ما خلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ليتجاوز عدد الشهداء منذ بداية العدوان في الـ7 من تشرين أول الماضي إلى أكثر من 30 ألف شهيد. 

ما زالت التحذيرات مستمرة من الآثار الكارثية على أهل قطاع غزة المهددين بالموت جوعا، إلى جانب الدعوات إلى ضرورة تأمين المساعدات الطبية العاجلة، وذلك في ظل الحصار الذي يطبقه الاحتلال على القطاع، ومع منعه إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، بالإضافة إلى استهداف منشآت البنية التحتية بشكل متعمد، لا سيما القطاع الصحي.

مئات الشهداء والجرحى بمجزرة إسرائيلية في مدينة غزة 

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان، اليوم الخميس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة جنوب غرب مدينة غزة حيث استهدف الأهالي الذين كانوا يبحثون عن لقمة العيش وسط أنباء عن ارتقاء 70 شهيدا، فضلا عن أكثر من 250 جريحا.

 وأضاف بيان المكتب الإعلامي: 

"بيَّت الاحتلال النية مسبقا لأن يرتكب هذه المجزرة المروعة، فقد أعدم هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصد في إطار التطهير العرقي والإبادة الجماعية لأهالي قطاع غزة، وقد كان جيش الاحتلال على علم بأن هؤلاء الضحايا وصلوا إلى هذه المنطقة ليحصلوا على الغذاء وعلى المساعدات ومع ذلك فإنه قتلهم بدم بارد".

وحمل البيان الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصيا والمجتمع الدولي والاحتلال والمنظمات الدولية المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة والمروعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن.

كما اشتمل البيان على مناشدة بالتدخل الفوري والعاجل لكل دول العالم والدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وذلك للضغط على الاحتلال كي يوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ولوقف شلال الدم ووقف قتل المدنيين والأطفال والنساء واستهدافهم.

اقرأ المزيد.. وفدا حركتي حماس وفتح يبحثان في موسكو تشكيل حكومة وحدة

الاحتلال يصعد قتل الجياع غرب غزة 

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال إن جيش الاحتلال استهدف آلاف المدنيين الفلسطينيين بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر وهم ينتظرون إدخال المساعدات غرب جنوبي غزة، متسببا بقتل المئات وجرحهم. 

وأضاف الأورومتوسطي، أن فريقه الميداني وثق اقتراف الاحتلال مجزرة دامية عندما أطلقت الدبابات الإسرائيلية في حوالي الساعة 4:30 فجر اليوم الخميس، القذائف والنار بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع الذين انتظروا لعدة ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة. 

وأكد المرصد على استهداف عملية إطلاق النار والقذائف للمدنيين الفلسطينيين بمجرد أن وصلت الشاحنات المحملة بالمساعدات، مبينا ارتقاء العشرات بعد أن صعدوا على الشاحنات وهم يحاولون أخذ كيس طحين، وأضاف باستهداف العشرات وهم يحملون كيس الطحين أو كرتونة فيها معلبات لإطعام أهلهم الذين أنهكهم الجوع.

والليلة الماضية، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان شمالي غزة وفاة 7 أطفال في المستشفى بسبب سوء التغذية والجفاف، وذلك في وقت أعلنت فيه إدارة المستشفى خروجه عن الخدمة بسبب توقف المولد ونفاد الوقود. 

ومستشفى كمال عدوان، هو آخر مستشفى في شمال غزة خرج عن الخدمة، وبتوقف المولد الكهربائي، سيفقد السكان خدمات غسيل الكلى، والعناية المركزة والحضانة والباطنة والقلب والجراحة العامة والمبيت وطوارئ الأطفال. 

وخلال العدوان على غزة أخرج جيش الاحتلال 31 مستشفى عن الخدمة بالقصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود من إجمالي 36، كما استهدفت 152 مؤسسة صحية جزئيا.​​​​​​​

ومساء أمس الأربعاء ارتقى ما لا يقل عن 25 فلسطينيا أغلبهم من الأطفال والنساء، وذلك في قصف إسرائيلي على مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، وقد نقل الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، فيما أكدت مصاد محلية وجود عشرات المفقودين تحت الأنقاض.

وكثفت مدفعية الاحتلال من قصفها لخانيونس جنوب القطاع، وفي عدة مناطق، فيما استقبل مستشفى غزة الأوروبي جثامين 5 شهداء جراء غارات إسرائيلية.

اقرأ المزيد.. تحذيرات أممية: 25% من سكان القطاع على بعد خطوة من المجاعة

تفاقم الكارثة الإنسانية خاصة شمالي غزة

من جهته، أشار المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى كارثية الوضع في غزة وخاصة في الشمال، مبينا أن السكان غير قادرين على مواجهة الأمراض، كما طالب بفتح المعابر البرية السبعة مع غزة وإدخال المساعدات بسرعة، وأضاف أن منع المساعدات هو أمر خطير وخرق للقانون الإنساني الدولي.

جيش الاحتلال يسحب لواء المظليين من غزة

أعلنت إذاعة جيش الاحتلال اليوم الخميس، عن سحب لواء المظليين من قطاع غزة، لتحل محله قوات أخرى، بينما تسيطر كتائب القسام على المعارك في حي الزيتون، وتوقع خسائر في قوات الاحتلال. 

ويأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر عبرية بطرد 9 جنود من لواء غفعاتي وإخراجهم من غزة "بذريعة رفضهم الأوامر". 

في المقابل، قال مصدر قيادي في كتائب القسام إن المقاومة تدير المعركة في حي الزيتون بكل قوة واقتدار، وتوقع خسائر فادحة في آليات جيش الاحتلال وضباطه وجنوده. 

وأضاف المصدر القيادي بأن المعركة في حي الزيتون كانت متوقعة حسب معلومات ووثائق استخبارية، وقد سيطرت القسام عليها، وقال المصدر إنهم تمكنوا من تحديد الأهداف والمسار المتوقع لعملية الاحتلال الجديدة في حي الزيتون، وذلك بناء على الوثائق التي حصلوا عليها، وأكد المصدر القيادي في القسام بوجود خسائر كبيرة من جانب الاحتلال في حي الزيتون، مضيفا بأن المعركة جارية خلف وعلى خط التماس معه. 

وبثت كتائب القسام، أمس الأربعاء، مشاهد جديدة لاستهداف مجاهديها جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في حي الزيتون شرق مدينة غزة. 

وأظهرت المشاهد مجاهدي القسام وهم يستهدفون آليات الاحتلال بالأسلحة المضادة للدروع، كما أظهرت أيضا المجاهدين وهم يدكون قوات راجلة من جنود الاحتلال بقذائف الهاون، مع إظهار وصول الطيران المروحي لنقل قتلى وجرحى الاحتلال خلال العملية.

تطورات الجبهة اللبنانية

أعلنت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الخميس، أنه تم رصد إطلاق 10 صواريخ على موقع للجيش في منطقة رأس الناقورة بالقرب من الحدود مع لبنان. 

بدوره أعلن حزب الله عن استخدام القذائف المدفعية في استهداف انتشار لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام، مشيرا إلى تحقيق إصابات مباشرة. 

ويأتي التصعيد المتواصل على جبهة لبنان، في ظل المخاوف المحلية والدولية بشأن توسع تبادل القصف عبر الحدود، وتحوله إلى مواجهة واسعة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، في حالة تشبه الحرب المدمرة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان صيف 2006.

اقرأ المزيد.. 3 شهداء في الضفة وسجون الاحتلال في اليوم 146 من طوفان الأقصى