في اليوم الـ234 للعدوان الإسرائيلي على غزة ما زالت الفرق الطبية والدفاع المدني في رفح تبذل جهودها لانتشال جثامين الشهداء التي خلفتها المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال مساء أمس الأحد، حيث قصف مخيما للنازحين قرب مقر وكالة الأونروا غربي المدينة ما أدى لاستشهاد أكثر من 40 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.

محرقة الخيام في رفح 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة بشن غارات على مناطق سبق له أن أجبر النازحين في رفح على التوجه إليها زاعما بأنها مناطق آمنة. 

ووصف ناشطون فلسطينيون المجزرة بـ"محرقة الخيام" كونها استهدفت بشكل مباشر خيام النازحين في منطقة كان جيش الاحتلال قد صنفها ضمن "المناطق الآمنة". 

ووفقا لمصادر إعلامية، قصف طيران الاحتلال بـ8 صواريخ مخيما للنازحين بالقرب من "بركسات" وكالة "الأونروا" غربي رفح، ما أدى لوقوع عدد كبير من الشهداء والمصابين، ووصل عشرات الشهداء إلى المستشفيات الميدانية العاملة غرب المدينة.

في الأثناء، شن طيران الاحتلال سلسلة غارات غرب رفح، استهدفت عدة مواقع منها مركز للشرطة وعدة منازل في مخيم يبنا، بالإضافة لمخيم النازحين قرب "بركسات" الوكالة. 

وقالت لجنة الطوارئ في المدينة، إن ارتكاب المجزرة بحق النازحين، يعكس الإصرار الإسرائيلي على استمرار عمليات القتل والتدمير في رفح وتجاوز كل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف العدوان. 

كما استشهد 35 فلسطينيا، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا يؤوي نازحين بحي تل السلطان غرب رفح.

من ناحية أخرى، استشهد 5 فلسطينيين، بينهم سيدة حامل وطفلة، إثر استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة البطران في منطقة الزرقاء شمال غزة. 

وقالت مصادر إعلامية إن هناك مفقودين تحت الأنقاض يجري البحث عنهم بوسائل بدائية.

وفي وسط غزة استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات، كما أطلقت آليات الاحتلال النار شرق مخيم المغازي.

إدانة واسعة لمجزرة رفح

استنكرت دول عربية وجهات أجنبية المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال في أحد مخيمات النازحين في رفح، حيث عبرت كل من قطر والأردن ومصر والكويت وسلطنة عمان والسعودية عن إدانتهم بأشد العبارات القصف الإسرائيلي، واعتبروه انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر. 

ودعوا جميعا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من المدينة التي تمثل الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة. 

من جانبه استنكر البرلمان العربي مجزرة مخيمات النازحين في رفح، مؤكدا في بيان له اليوم الإثنين، أن "عدم محاسبة الكيان المحتل على جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني يجعله يمعن في القتل والتدمير"، كما حمل البيان مسؤولية تلك الجريمة للولايات المتحدة الأمريكية. 

من جهتها طالبت الرئاسة الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لإيقاف الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني. 

من جانبها، حملت حركة حماس الرئيس الأمريكي جو بايدن وإداراته المسؤولية الكاملة عن مجزرة رفح، ودعت إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة والضغط من أجل وقف العدوان. 

بدورها اعتبرت وكالة الأونروا أن الصور المروعة من مجزرة رفح وسقوط عدد كبير من الضحايا -بينهم أطفال ونساء بين القتلى- دليل على أن غزة "جحيم على الأرض". 

وأكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز أن قصف "إسرائيل" مخيم النازحين في رفح "تحد صارخ للقانون والنظام الدوليين"، ودعت إلى فرض عقوبات على إسرائيل لإنهاء "الإبادة الجماعية".

192 من موظفي الأونروا استشهدوا في قطاع غزة

قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الإثنين، إن الوكالة تكافح من أجل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وبين لازاريني أن 192 من موظفي الوكالة الأممية قتلوا في قطاع غزة وهو أمر غير مسبوق. 

وأضاف لازاريني، أن المعلومات الواردة حول ما حدث في رفح مرعبة، وأن غزة جحيم على الأرض، وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا صعوبة تأكيد موقع موظفي الوكالة في المنطقة المستهدفة.

190 فلسطينيا بين شهيد وجريح في مراكز إيواء

وأفاد المكتب الإعلامي بأن 190 فلسطينيا بين شهيد ومصاب إثر قصف إسرائيلي على مراكز الإيواء بقطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، مطالبا محكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وفتح معبر رفح للمساعدة في علاج الجرحى نظرا لانهيار المنظومة الصحية في القطاع.

اقرأ المزيد.. رفح المهددة بالاجتياح.. ماذا تعرف عنها؟