مع دخول العدوان على قطاع غزة يومه الـ 76، يواصل طيران الاحتلال غاراته العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، مخلفا المزيد من الشهداء والجرحى، وآلاف المفقودين، ومئات آلاف النازحين، وسط تصاعد القلق من تفاقم الأزمة الإنسانية بفعل شح المواد الطبية والمساعدات الغذائية والتي يمنع جيش الاحتلال دخولها إلى غزة، فيما تخوض المقاومة الفلسطينية معركتها ببسالة في مواجهة قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من القطاع. 

وواصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها اليوم الخميس، على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث استهدفت منازل وتجمعات سكنية ومنشآت وشوارع، كما شنت زوارق الاحتلال هجمات كثيفة على شواطئ رفح وخانيونس.

وفي استمرار للتصعيد، قصفت طائرات الاحتلال منطقة الزنة وعبسان الجديدة شرق خانيونس، بينما نفذت عدة غارات على منطقة معن شرقي خانيونس. 

في سياق متصل، شهدت جباليا شمال قطاع غزة غارات مكثفة فجر اليوم، وأفاد الصحفي أنس الشريف أن الليلة الماضية وصباح اليوم شهدت أعنف قصف إسرائيلي على جباليا ومعسكر جباليا، مشيرا إلى منع الاحتلال للتحرك بين جباليا البلد والمعسكر بواسطة إطلاق النار.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 55 شخصا وإصابة العديد جراء القصف الإسرائيلي على منازل المواطنين في خانيونس خلال الساعات الـ 24 الماضية. 

وفي سياق آخر، قطعت قوات الاحتلال الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. 

في إعلان لها، طالبت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بفتح تحقيق شامل ومستقل في استشهاد ما لا يقل عن 11 فلسطينيا أعزل في حي الرمال في غزة، مشيرة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن تلك المجزرة.

وفي حصيلة غير نهائية، تجاوز عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان في تشرين أول الماضي أكثر من 20 ألف شهيد، بينهم 8000 طفل و6200 امرأة، وعدد الجرحى بلغ 52.600 وتعكس هذه الأرقام الحجم الكبير للكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة. 

كما واصلت قوات الاحتلال محاصرتها لمبنى الهلال الأحمر في جباليا، مما يهدد سلامة 127 فلسطينيا، بينهم كوادر طبية و22 جريحا.

 3 شهداء بمستشفى الشفاء بسبب نقص الإمدادات الطبية

ونقلت مصادر صحفية عن مصدر طبي استشهاد 3 جرحى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة بسبب نقص الإمدادات الطبية، وأن الوضع في المستشفى أكثر من كارثي نتيجة عدم توفر المياه ونقص الطاقم الطبي واستمرار نزوح السكان نحو المستشفى. 

وكان الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء، قد قصف مأوى للنازحين قرب مستشفى الشفاء.

ملاحم بطولية في غزة والاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وجندي 

واصلت كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، خوض معارك بطولية في مواجهة قوات الاحتلال بمحاور التوغل في قطاع غزة. وأكدت مصادر استمرار المقاومة في الاشتباكات الضارية في عدة محاور من جباليا ومخيمها، وفي مناطق متفرقة في غزة وشرق خانيونس. 

وأفادت مصادر الاحتلال اليوم بمقتل ضابطين وجندي، وإصابة 8 جنود آخرين، بينهم ضابط من سلاح المدرعات، بجراح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة. لم تقدم القوات الإسرائيلية تفاصيل إضافية حول ظروف المعارك التي أدت لتلك الخسائر. 

وارتفع بذلك عدد القتلى الإسرائيليين منذ بداية معركة طوفان الأقصى في الـ 7 من تشرين أول إلى 469 قتيلا، بما في ذلك 143 منذ بداية العملية البرية في القطاع المحاصر. وتشير المصادر إلى أن الاحتلال يخفي حجم خسائره الفعلية. 

في تصريح مساء أمس الأربعاء، أكد المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة، أن المقاومة تمكنت خلال الساعات الـ 72 الماضية من تدمير 41 آلية عسكرية وقتل 25 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة. وأشار إلى أن المجاهدين دمروا 41 آلية بشكل كلي أو جزئي، مع تأكيد قتل 25 جنديا وإصابة العديد بجروح متفاوتة.

تستمر المعركة الشرسة بين المقاومة وقوات الاحتلال، حيث يتوقع أن تكون الخسائر في صفوف الاحتلال أكبر مما يتم الإعلان عنه، مما يجسد إصرار وقوة المقاومة في مواجهة التحديات المستمرة.

اقرأ المزيد.. شهادات ناجين من الاعتقال في القطاع.. التجويع والضرب والدفن أحياء

مطالبات للكونغرس بالرقابة على مساعدات الاحتلال

في الأثناء قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن مشرعين من الحزب الديمقراطي طالبوا برقابة أكبر للكونغرس على المساعدات العسكرية الأمريكية المرسلة "لإسرائيل". 

ويأتي ذلك في إطار تزايد الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تصر على تقديم دعم غير مشروط لدولة الاحتلال في عدوانها على قطاع غزة.

غوتيريش يطالب بإفساح المجال لعمليات إنسانية فورا

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القتال العنيف في غزة وانعدام الكهرباء وشح الوقود وانقطاع الاتصالات يحد من جهود المنظمة الدولية لإغاثة الفلسطينيين في القطاع، مشددا على ما يأتي: 

"من الضروري تهيئة الظروف التي تسمح بتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق في غزة على الفور".

غريفيث: استمرار الحرب في غزة وصمة عار لا تمحى

من جهته قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن السماح باستمرار ما وصفه بالصراع الوحشي في غزة "وصمة عار لا تمحى".

ودعا غريفيث إلى ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية وإطلاق سراح الرهائن.

اقرأ المزيد.. إدانات المنظمات الإنسانية.. هل تتجاوز الورق لتردع الاحتلال؟

إعلام عبري: حماس تصر على وقف إطلاق النار

وفي ظل الحديث المتصاعد حول مفاوضات لعقد صفقة تبادل جديدة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلا عن مصادر إن حركة حماس متشددة في مواقفها وتطرح مطالب "منفصلة عن الواقع" حيث تصر على وقف إطلاق النار وهي غير مستعدة للعودة إلى وقف مؤقت. 

وأضافت يديعوت أن التقديرات في "إسرائيل" تشير إلى أن صفقة جديدة بشأن "الرهائن" لن تنضج قبل الأسبوع الأول من كانون الثاني 2024، مضيفة أن اجتماعا متوقعا لفرق التفاوض في الأيام المقبلة سيكشف إن كان هناك من يمكن الحديث معه. بحسب الصحيفة.

تطورات جبهة لبنان

أعلن حزب الله في وقت مبكر من اليوم الخميس، قصف مستوطنة كريات شمونة ومنطقة أحراج برانيت على الحدود مع لبنان بصلية صواريخ كاتيوشا، ردا على استهداف الاحتلال لمدنيين. جاء هذا الإعلان بعد ساعات من تنفيذ حزب الله 4 عمليات ضد مواقع للاحتلال خلال نهار أمس الأربعاء. 

كما تعرضت أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي، ودوت صافرات الإنذار في مقر "اليونيفيل". وأسفر قصف مدفعي إسرائيلي عن استشهاد مسنة وإصابة زوجها في بلدة مارون الراس. 

كما قصف الاحتلال بثلاثة صواريخ بلدة كفركلا وأحراج جبل اللبونة والعلام وعلما الشعب في جنوب لبنان، وتجدر الإشارة إلى أن صفارات الإنذار دوت في منطقة الجليل على الحدود الشمالية. 

وأعلن حزب الله قصف "أحراج برانيت" قرب الحدود مع لبنان بصواريخ حارقة ردا على قيام العدو بإحراق حرج الراهب، مؤكدا أنه لن يتهاون في الدفاع عن القرى والبلدات اللبنانية.

في سياق متصل، قصف جيش الاحتلال منزلا فارغا في بلدة كفركلا بثلاثة صواريخ، بينما دوت صفارات الإنذار في منطقة الجليل على الحدود الشمالية.

اقرأ المزيد.. واشنطن تعرقل التصويت للمرة الـ 5 على مشروع قرار بشأن القطاع