يستمر العدوان الغاشم على قطاع غزة لليوم الـ 96 في ظل توسيع جيش الاحتلال عملياته العسكرية جنوبي القطاع واستهداف محيط المستشفيات في خانيونس، بينما كبدت المقاومة الجيش المحتل خسائر كبيرة كان ذروتها مقتل 9 من الضباط والجنود خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

إطلاق النار والقصف مستمر وسط وجنوب غزة

ارتقى منذ أمس 58 شهيدا وأصيب عشرات الجرحى في قصف طائرات الاحتلال وسط قطاع غزة، كما كثف الاحتلال من عمليات إطلاق النار وقنابل الإنارة في محيط مناطق توغل آلياته في مخيم المغازي وسط القطاع. 

وفجر اليوم ارتقى 15 فلسطينيا في قصف مفاجئ استهدف منزلا في حي تل السلطان في منطقة رفح جنوب القطاع، كما ارتقى شهداء آخرون ووقع مصابون في قصف إسرائيلي في منطقة الزوايدة وسط القطاع.

كما بينت فيديوهات لناشطين من غزة إطلاق النار من مسيّرات إسرائيلية على أماكن وجود النازحين في محيط مستشفى ناصر ومدارس الإيواء في خانيونس جنوبي القطاع. 

ونقلت قناة الأقصى عن مراسلها أن عددا من الشهداء والمصابين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى صباح اليوم جراء قصف الاحتلال منزلا في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة. 

ولم يتوقف القصف حتى في شمال القطاع حيث استهدفت طائرات الاحتلال ليلة أمس منزل عائلة في مخيم جباليا شمال القطاع، كما واصلت مدفعية الاحتلال قصف مناطق بيت لاهيا واستهداف مواطنين فجر اليوم، كما تم انتشال جثامين 5 شهداء في حي الزيتون بعد أن تم استهدافهم في غارة إسرائيلية.

غزة مكان غير صالح للعيش 

وجددت وكالة الأونروا قولها في بيان أمس إن "قطاع غزة يتحول إلى مكان غير صالح للعيش" وذلك في ظل استمرار العدوان لأكثر من ثلاثة أشهر. وأضافت المنظمة:

"غزة هي المكان الأسوأ على الأرض، ومعظم سكان القطاع يتم دفعهم نحو مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية".

ووصل عدد سكان منطقة رفح إلى 1.4 مليون بما فيهم النازحين، وسط غياب للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية. 

من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع في قطاع غزة عصيب وخاصة على العائلات المدنية والمرضى والفرق الطبية، وبينت المنظمة أن بإمكانها تقديم الأدوية والاحتياجات الطبية اللازمة لكن بعد وقف إطلاق النار الذي يحول دون ذلك، مضيفة:

"نخشى أن يتكرر في جنوب غزة ما جرى في شمالها وخاصة على صعيد المستشفيات ونحن نرى على الأرض أمرا مخالفا لما نسمعه من الجانب الإسرائيلي والدول الأخرى من حيث دخول المساعدات خاصة".

اقرأ المزيد.. اعتداءات جديدة بحق مدن الضفة واستمرار هدم المنازل في القدس

حديث عن سيناريوهات تمهد لعودة الغزيين إلى الشمال 

وفي ظل جولة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط، نقل موقع أكسيوس الأمريكي القول إن بلينكن نقل إلى تل أبيب رغبة واشنطن ببدء عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة في أقرب وقت، فيما نقل الموقع عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أن عودة الغزيين إلى الشمال غير ممكنة قبل إحراز تقدم في ملف الأسرى والمحتجزين.

وكان بلينكن قد وصل إلى تل أبيب أمس وصرح حول عدة نقاط أبرزها:

• الاتفاق مع تل أبيب على دخول بعثة أممية إلى شمال القطاع لضمان عودة الغزيين إلى هناك، حيث ستبدأ هذه البعثة في تقييم الأمور.

• تجديد دعم أمريكا "لإسرائيل" لضمان حدودها الشمالية.

• دعوة "إسرائيل" إلى التوقف عن اتخاذ خطوات باتجاه تقويض السلطة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان.

الجيش الإسرائيلي يخسر مزيدا من الضباط والجنود

عسكريا أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط احتياط خلال معارك في جنوب القطاع أمس، كما أعلن مقتل ضابط احتياط خلال المعارك الدائرة وسط القطاع، وفقا لذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي المعلن عنه إلى 520 منذ بدء عدوانه على القطاع. 

من جهتها قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت مقر قيادة لقوات الاحتلال شرق خانيونس، وبيّن أبو حمزة الناطق باسم الحركة أن هدف الاحتلال بالقضاء على المقاومة لن يتحقق مؤكدا استمرار الحركة في خوض معارك ضارية ضد جيش الاحتلال، معلنا إسقاط طائرة استخباراتية لجيش الاحتلال في سماء خانيونس والإجهاز على قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في أحد المباني. 

من جهتها أعلنت كتائب القسام تدمير 42 آلية عسكرية للاحتلال كليا أو جزئيا خلال الأسبوع الماضي، والإجهاز على 22 جنديا من نقط الصفر. 

وقالت حركة حماس في بيان أجملت فيه عملياتها أمس، إنها قامت بـ 52 مهمة عسكرية مختلفة استهدفت فيها جنود الاحتلال المتحصنين، وذلك عبر قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة وأسلحة القنص، كما أعلنت نسف منزل وتفجير 4 مداخل أنفاق وحقل ألغام في جنود الجيش الإسرائيلي. 

وأطلقت الحركة أيضا صاروخ أرض- جو تجاه مروحية في سماء القطاع وأسقطت طائرة استطلاع من طراز "هيرمز 900" واستولت على طائرتي "دورن" كما وجهت الحركة رشقات صاروخية مكثفة نحو "تل أبيب" ومحيطها.

جبهة لبنان تصعيد محتمل

على صعيد الجبهة الشمالية، فقد أوعزت وزارة الصحة في الكيان المحتل إلى كافة المستشفيات في الجانب الشمالي الانتقال لحالة الطوارئ تحسبا لاندلاع حرب واسعة، خاصة بعد أن ادعى جيش الاحتلال تصفية مسؤول وحدة المسيّرات في حزب الله علي حسين في قصف جوي داخل الجنوب اللبناني أمس، الأمر الذي نفاه الحزب مؤكدا أن جيش الاحتلال يكذب في ذلك.

اقرأ المزيد.. قراءة قانونية لدعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية