انطلقت بعد ظهر اليوم السبت في الرياض القمة العربية الإسلامية المشتركة حول غزة وذلك بعد إعلان وزارة الخارجية السعودية في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة عن دمج القمتين الإسلامية والعربية الطارئتين، ليتم عقدهما كقمة واحدة. 

تأتي هذه القمة في اليوم الـ 36 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط توسيع الاحتلال لضرباته البرية والبحرية والجوية مستهدفا المستشفيات، وقد خلفت تلك الضربات آلاف الشهداء والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي. 

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي يرأس هذه القمة: 

"إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية لتبرهن على ازدواجية المعايير".

الرئيس الإيراني: الولايات المتحدة شريكة في الجرائم الإسرائيلية

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أشار في كلمته أمام قمة الرياض، إلى تحول غزة إلى أكبر سجن في العالم بسبب الحصار المفروض عليها خلال العقدين الماضيين. وأكد على انتهاك الكيان الصهيوني لقواعد الحقوق الدولية من خلال هجومه الشامل على القطاع. 

رئيسي أكد أن اليوم هو يوم تاريخي في الدفاع عن المسجد الأقصى، معربا عن شكره للسعودية على إقامة هذا الاجتماع الهام في هذه الظروف. وأكد أيضا على مسؤولية الدول الإسلامية في تسليح الشعب الفلسطيني والدفاع عنه. 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعد شريكة في جرائم "إسرائيل"، متهما إياها بتفضيل الكيان الصهيوني على حياة الأبرياء، ودخولها الحرب لصالح "إسرائيل"، وتقديم الدعم الشامل في مجلس الأمن. كما أدان دعمها "لإسرائيل" بالأسلحة الفتاكة وملء مخزونها للسلاح.

اقرأ المزيد.. السعودية تدمج القمتين العربية والإسلامية في الرياض

أردوغان: يجب وقف إطلاق النار في غزة وبشكل نهائي

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "إسرائيل" تحاول أن تنتقم من أحداث الـ 7 من تشرين الأول الماضي التي لا يؤيدها ربما كثر منا حسب قوله؛ بقتل الأبرياء، والأطفال، والنساء، قائلا: "لا يمكن القبول بما تقوم به إسرائيل والمستوطنون". 

وأضاف أن حالة الجنون هذه لا يمكن تبريرها، مشيرا إلى أن بقاء العالم صامتا أمام هذه الوحشية مخجل، وهذا ليس عجزا، بل حالة جبن، ومن يسكت عن الظلم هو شريك فيه، حسب قوله. 

ولفت أردوغان إلى أن الأساس هو ضرورة وقف إطلاق النار بشكل نهائي وليس مؤقتا، كما شدد على وجوب أن تستمر المساعدات الإنسانية دون توقف المستشفيات، وإيصال الوقود إليها، كما دعا إلى محاسبة "إسرائيل" على جرائمها، والكشف عن الأسلحة النووية التي تمتلكها. وقال أردوغان:

"سنبذل قصارى جهدنا في تركيا لإعادة إعمار غزة، ولا يمكن الحديث عن تطبيع في المنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية".

أمير قطر: إلى متى ستستمر معاملة "إسرائيل" كما لو كانت فوق القانون

أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد في قمة الرياض أن بلاده تواصل دعم كل الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد في قطاع غزة، وحقن الدماء، وحماية المدنيين. وأعرب عن أمله في التوصل لهدنة في القريب العاجل ودعمه للوساطة الإنسانية لإطلاق سراح الرهائن. 

وأشار إلى فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وعدم اتخاذ إجراءات لوقف المجازر التي ترتكب بحجة الدفاع عن النفس. كما استفسر مستنكرا عن مدى استمرار المجتمع الدولي في معاملة "إسرائيل" كما لو كانت فوق القانون الدولي، وتساءل عن سبب السماح لها بخرق القوانين الدولية في حربها الشعواء. 

أمير قطر أعاد التأكيد على موقف بلاده الثابت في إدانة استهداف المدنيين والمنشآت الصحية والتعليمية، وطالب بإرسال طواقم دولية لتحقيق فوري في الادعاءات الإسرائيلية. كما أكد استمرار دعم قطر لصمود الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات الإسرائيلية لتقديم المساعدات للمتضررين. مطالبا بفتح المعابر الإنسانية بشكل آمن لنقل المساعدات دون شروط.

السيسي يدعو لفتح تحقيق دولي بالجرائم التي ارتكبت في غزة

وفي كلمته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر أدانت منذ البداية استهداف الأبرياء وقتلهم وترويع المدنيين من الجانبين، وتؤكد اليوم من جديد هذه الإدانة الواضحة، مع التشديد على أن سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة من قتل وحصار وتهجير قسري غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس، وينبغي وقفها على الفور. 

ودعا إلى وقف كل الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان خارج أرضهم، داعيا المجتمع الدولي إلى ضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني وضمان النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية. كما حمل "إسرائيل" مسؤولية هذا الأمر باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. 

وطالب السيسي بتحقيق دولي بكل ما تم ارتكابه من انتهاكات في غزة، محذرا من أن التخاذل عن وقف الحرب في القطاع ينذر بتوسع المواجهات العسكرية في المنطقة.

عباس: الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قوات الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة في غزة. 

شدد عباس على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ودعا إلى حل سياسي شامل يشمل الضفة والقدس وغزة، مع التأكيد على الحاجة إلى حماية دولية وحل سياسي يستند إلى القرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.

وأشار عباس إلى أن الضفة الغربية والقدس تتعرضان أيضا لجرائم القتل والاعتداءات اليومية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإرهابيين. وطالب الولايات المتحدة بوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال، مؤكدا على أنه لن يتم قبول الحلول العسكرية والأمنية بعد فشلها، وأدان سياسات الاحتلال وأكد على استمرار صمود الشعب الفلسطيني في أرضه.

اقرأ المزيد.. الملك يحذر من صدام كبير بالمنطقة إذا لم تتوقف الحرب