"حرب المقابر الإسلامية" جرائم إسرائيلية لم ترحم الموتى في القدس

الصورة
مقبرة باب الرحمة الإسلامية  - القدس المحتلة
مقبرة باب الرحمة الإسلامية - القدس المحتلة

الاعتداءات المتكررة على المقابر الإسلامية (مأمن الله، باب الرحمة، اليوسفية) وغيرها، تندرج ضمن مشروع 2020 إلى جانب مخطط "زاموش" الاستيطاني.

المصدر

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي شن حرب على المقابر الإسلامية في مدينة القدس المحتلة حيث أقدمت، اليوم الإثنين، على تجديد أعمال التخريب و التجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة والتي يعود تاريخها إلى مئات السنين منذ عهد الدولة الأيوبية و تبلغ مساحتها 4000م2 عدا عن الاعتداءات المستمرة على مقابر مأمن الله وباب الرحمة من خلال تجريفها لصالح مشاريع استيطانية ،عدا عن زرع آلاف القبور اليهودية الوهمية في المقابر الإسلامية لشرعنة الإستيلاء عليها.

وقالت لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، إن بلدية الاحتلال في القدس أدخلت جرافاتها إلى المقبرة اليوسفية وشرعت بتجريف وتخريب جزء من أرضها.

وأضافت اللجنة أن عملية التجريف تأتي تمهيدا لطمس معالم أجزاء من المقبرة بغية تحويلها إلى حديقة توراتية.

وكانت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة وما تسمى بسلطة الطبيعة قد شرعتا العام الماضي بإقامة حديقة توراتية على جزء من المقبرة اليوسفية، و التي تعتبر من كبرى المقابر الإسلامية في القدس. 

 بدورها قدمت لجنة رعاية المقابر الإسلامية اعتراضات عدة إلى محاكم الاحتلال الإسرائيلية لوقف التجريف كان آخرها قبل أسبوع إلا أن المحكمة رفضت الطلب، وسمحت باستمرار أعمال التجريف”.

وبينت اللجنة ان آليات الاحتلال تقدم على نبش قبور شهداء وموتى مسلمين ما يؤدي إلى ظهور رفاتهم وعظامهم على سطح الأرض، لافتة إلى أن “المقبرة هي أرض وقف إسلامي، ويجب وقف الاعتداء عليها”.

الاعتداءات تندرج ضمن مشروع 2020 الاستيطاني

مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي قال في تصريحات صحفية إن الاعتداءات المتكررة على المقابر الإسلامية (مأمن الله، باب الرحمة، اليوسفية) وغيرها، لتنفيذ مشروع 2020 الاستيطاني إلى جانب مخطط "زاموش" الذي يطال السور الشرقي لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، بهدف وقف تمدد مقبرتي باب الرحمة واليوسفية ووقف الدفن فيهما.

"متحف التسامح" الإسرائيلي يبتلع مقبرة مأمن الله

 ومؤخرا افتتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما أسمته "متحف التسامح" والذي اقامته على أرضٍ اقتُطِعَت من "مأمن الله" الإسلامية التاريخية، حيث كانت تقدر مساحتها بـ 200 ألف متر، وسيطرة الاحتلال على نحو 60% من مساحتها في أوائل الستينيات، وأقامت عليها ما تسمى بـ "حديقة الاستقلال"، ثم واصلت الاعتداء عليها ببناء مقاهي وفنادق ومواقف سيارات على أرض المقبرة، ولم يتبقَ منها الآن سوى 10 آلاف م2 فقط.

وشدد جهات فلسطينية عدة على ضرورة تحويل ملف مقبرة مأمن الله إلى محكمة الجنايات الدولية، لأنها جزء من الأملاك الوقفية في القدس، وبموجب الاتفاقيات بين "إسرائيل" والأردن، تخضع هذه الأملاك للحكومة الأردنية، مؤكدين أن وجود المقبرة في القسم الغربي من القدس المحتلة لا يعني أنها تابعة لسيطرة الاحتلال فالأملاك الوقفية لا تخضع لسيطرة الدول وفقاً للقانون الدولي

جمعية "عيمق شافيه" الإسرائيلية، أفادت في تقرير سابق أنه أثناء تأسيس "متحف التسامح" تم كشف نحو 100 رفاة في أرض المقبرة مضيفة أن أصحاب تلك الجثامين دفنوا خلال حقب إسلاميّة متفاوتة امتدّت على مدى نحو 10 قرون، كما اعترف مدير سلطة الآثار التابعة للاحتلال بتدمير مئات القبور الإسلامية في مقبرة "مأمن الله" لصالح المتحف.

مقدسيون يلجؤون إلى قبور عشوائية

و تبلغ مساحة مقابر باب الرحمة واليوسفية و المجاهدين مجتمعة 700 ألف م2، تخدم نحو 370 ألف مقدسي، وفي المقابل، تبلغ مساحة مقبرة يهودية واحد إلى ثلاثة أضعاف المقبرة الإسلامية، وهو ما دفع بعشرات المقدسيين لدفن موتاهم في قبور عشوائية كدفن الجثامين فوق بعضها إذا مرت 8 سنوات على الدفن السابق.

زرع قبور وهمية في القدس لليهود

وأشارت لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس المحتلة، إلى أن حكومة الاحتلال تزرع آلاف القبور الوهمية لليهود في منطقة سلوان جنوب المسجد الأقصى، والتي تمتد من جبل الزيتون شرق المسجد الأقصى، إلى بلدة سلوان ووادي الربابة جنوب غربي المسجد.

اللجنة أكدت أن سياسة زرع قبور وهمية في القدس المحتلة ليست جديدة على الاحتلال الإسرائيلي، لكنها تجرى بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة، حيث يتم زرع قبور بعمق 35 سم وقطرها 40سم ثم يصب الإسمنت ويوضع حجر فوقه يحمل نجمة داوود، ثم يقومون بوضع تراب قديم حول تلك القبور لتظهر وكأنها قبور منذ مئات السنين.

"إسرائيل" تحول الآثار الإسلامية إلى أماكن يهودية

واتهمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" إسرائيل " عام 2016 بزرع قبور يهودية وهمية في مقابر المسلمين"، و تحويل كثير من الآثار الإسلامية والبيزنطية، إلى ما يسمى بالحمامات اليهودية الطقوسية أو إلى أماكن صلاة يهودية، وتمت المصادقة على القرار آنذاك بتصويت 33 بلداً من أصل الأعضاء البالغ عددهم 58.

عشرات ملايين الدولارات ترصد لترميم مقابر يهودية

ورصدت لجان وزارية تابعة لسلطات الاحتلال أكثر من 100 مليون دولار أمريكي تحت مسمى "إنقاذ مقبرة جبل الزيتون بهدف ترميم المقبرة اليهودية واستصلاحها، وإقامة مركز معلومات لها، وتركيب عشرات كاميرات المراقبة داخلها لحمايتها.

00:00:00