تعرضت مئات الشركات الأمريكية  لهجوم إلكتروني باستخدام ما  تسمى ببرامج الفدية، وفقًا لما أعلنته شركة الأمن السيبراني "Huntress Labs" الأمريكية،إذ يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن ان بلاده سترد على الهجوم في حال  كانت موسكو مسؤولة عنه . 

 وقالت شركة Huntress Labs  إن 200 شركة أمريكية تعرضت لهجوم الكتروني خلال الساعات الماضية  بعد حادثة وقعت في شركة "Kaseya " لتكنولوجيا المعلومات ومقرها ميامي، ومن المحتمل أن تكون تلك الهجمات هي  الأحدث في سلسلة من الاختراقات التي تهدد استقرار الشركات الأمريكية.

وقالت Huntress إنها تعتقد أن الهجوم الإلكتروني على أمريكا مرتبط بعصابة  في روسيا  تقف وراء تفشي برامج الفدية  وهي نفس المجموعة ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي باللوم عليها في شل  مواقع شركة  JBS  البرازيلية لتعبئة اللحوم  في حزيران/يونيو الماضي.

وقد أمتد تأثير تلك الهجمات على المستوى الدولي ففي السويد، لم تتمكن معظم سلسلة  متاجر Coop  السويدية البالغ عددها 800 متجرًا من فتحها  بسبب الشلل الذي أصاب أنشطتها حيث لم تتمكن من فتح سجلاتها  النقدية ،كما تأثرت السكك الحديدية الحكومية وسلسلة صيدليات رئيسية.

وقالت شركة  كاسيا الأمريكية في بيان إن خوادمها  وأجهزة الكمبيوتر المكتبية وأجهزة الشبكة والطابعات ربما تعرضت لهجوم ،وأضافت أن عددًا صغيرًا من عملائها قد تأثروا بالهجمات و قالت الشركة إنها أغلقت بعض أنظمتها وحثت عملائها  في أماكن عملهم على إيقاف تشغيل خوادمهم على الفور.

وتزايدت حوادث هجمات برامج الفدية في العام الماضي مع صعود العملات المشفرة وزيادة العمل من المنزل مما يجعل أجهزة الكمبيوتر أكثر عرضة للخطر.

 و تصدرت  تلك الهجمات قمة أجندة الأمن السيبراني  في الولايات المتحدة بعد اختراق مجموعة  قراصنة يُزعم أنها  تعمل بتوجيه من الحكومة الروسية العبث بالشبكة التي صممتها شركة سولارويندز للبرمجيات في تكساس.

 وقال فريد فوكولا الرئيس التنفيذي لشركة كاسيا التي تزود عدة شركات بخدمة إدارة تكنولوجيا المعلومات  إن الشركة تعتقد أنها حددت مصدر الثغرة الأمنية، وإنها ستعالج الخلل في أسرع وقت ممكن لإعادة تشغيل أنظمة عملائها ، مبينا  أن أقل من 40 عميلًا من عملاء  الشركة قد تأثروا، لكن قد تؤثر فيروسات الفدية على مئات الشركات التي تعتمد على شركة  كاسيا.

وطالبت الشركة "العملاء الذين واجهوا برامج الفدية وتلقوا اتصالاً من المهاجمين أن لا ينقروا على أي روابط  خوفا من قرصنتهم".

و منذ  نيسان / أبريل 2019 ،  ومجموعة  REvil  الروسية تطور برمجيات تشل الشبكة الرئيسية لشركات كبرى تقدم خدمات لمئات الشركات الأخرى  وتحصل على نصيب الأسد من الفدية التي تدفعها تلك الشركات مقابل فك تشفير وإعادة تشغيل أنظمتها ، وقالت شركة جي بي إس، وهي شركة لحوم مقرها البرازيل ، إنها دفعت ما يعادل 11 مليون دولار فدية، مما أدى إلى تصعيد دعوات سلطات إنفاذ القانون الأمريكية لتقديم مثل هذه الجماعات إلى العدالة.

بايدن يوجه بالتحقيق في الهجوم الإلكتروني على أمريكا وعينه على روسيا

 في الأثناء وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت وكالة المخابرات الأمريكية CIA للتحقيق في هجوم الفدية  الذي طال أصاب مئات الشركات الأمريكية مع بدء عطلة نهاية الأسبوع في الرابع من  تموز / يوليو  وأثار الشكوك حول تورط عصابات روسية.

 جو بايدن يغادر طائرة الرئاسة لدى وصوله إلى مدينة ترافيرس سيتي بولاية ميشيغان  السبت-3 تموز

اقرأ المزيد :الأمن السيبراني يحظى بحصة الأسد في قمة بايدن وبوتين

وقال بايدن إن الولايات المتحدة سترد  إذا قررت أن روسيا هي المسؤولة.  و في قمة عُقدت في جنيف في 16  حزيران / يونيو  الماضي حث بايدن  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتخاذ إجراءات صارمة ضد جماعات القرصنة من روسيا وحذر من عواقب استمرار هجمات برامج الفدية.

ومما زاد من تعقيد الاستجابة أن الهجوم وقع في بداية عطلة رئيسية في الولايات المتحدة، عندما لم تكن معظم فرق تكنولوجيا المعلومات في الشركات مجهزة بالكامل.

قال جيمس شانك، محلل استخبارات التهديدات، إن ذلك قد يترك المؤسسات غير قادرة على معالجة الثغرات الأمنية الأخرى. 

واوضحت السلطات الأمريكية والبريطانية ، الخميس، إن الجواسيس الروس المتهمين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 قضوا معظم العامين الماضيين في استغلال الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) لاستهداف المنظمات في جميع أنحاء العالم.

ونفت سفارة روسيا في واشنطن التهمة.