مقرر أممي: تدمير المنازل في غزة إبادة إسرائيلية والاحتلال يصر على سياسة التجويع

الصورة
فلسطينيتان تسيران في طريق بين ركام ودمار هائل خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة | المصدر: رويترز
فلسطينيتان تسيران في طريق بين ركام ودمار هائل خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة | المصدر: رويترز
آخر تحديث

رغم مرور 46 يوما على بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق الهدنة عبر القصف والنسف والاعتقالات، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى واستمرار المأساة الإنسانية في القطاع، فيما تتصاعد التحذيرات الدولية من جرائم إبادة وتدمير ممنهج للمنازل والبنية السكنية.

هجمات ليلية وصباحية جديدة

واصلت قوات الاحتلال خرق الهدنة بقصف مدفعي فجرا شرقي غزة وخانيونس، إلى جانب غارة جوية استهدفت حي الشيخ ناصر في خانيونس صباح الثلاثاء. كما أصيب طفل في غارة بعد منتصف الليل بمنطقة المشروع غربي خانيونس. 

ونسفت قوات الاحتلال عددا من منازل المواطنين شرقي غزة وشرق حي الشجاعية، وسط اتساع رقعة الهدم في المناطق الشرقية للقطاع. 

وأسفرت هجمات جيش الاحتلال المتفرقة الإثنين، عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين، لترتفع حصيلة خروقات الهدنة منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 347 شهيدا و871 جريحا.

انتشال رفات 14 شهيدا من المغازي

أعلن الدفاع المدني انتشال رفات 14 شهيدا من تحت أنقاض منزل استهدف سابقا في مخيم المغازي، ضمن ما خلفته حرب الإبادة من دمار واسع ومفقودين تحت الركام.

إصرار الاحتلال على سياسة التجويع

كشف مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة أن الاحتلال يسمح بدخول 200 شاحنة فقط يوميا من أصل 600 متفق عليها، مؤكدا أن هذا النقص المتعمد يهدف إلى "إدارة الجوع بشكل مقصود وبطيء". 

أكد الثوابتة أن الاحتلال لا يطبق أي بند من بنود البروتوكول الإنساني، وأن المساعدات التجارية والإنسانية ما تزال أقل من الثلث المطلوب لإنقاذ الوضع المعيشي المتدهور.

تدهور إنساني يهدد صمود الهدنة

قال نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، رامز الأكبروف، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة "لا تزال قاتمة"، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسر باتت عاجزة عن شراء اللحوم والدواجن رغم توفر بعض السلع الأساسية وتحسن أسعارها.

 وخلال إحاطة أمام مجلس الأمن، أوضح الأكبروف أن الأمم المتحدة تواجه صعوبات حادة في توفير مواد الإيواء كالخيام والبطانيات مع اقتراب فصل الشتاء، داعيا إلى حلول عاجلة لتسريع إدخالها. 

وحذر المسؤول الأممي من أن العنف المستمر يهدد وقف إطلاق النار الهش، مطالبا الأطراف كافة بضبط النفس والالتزام بتعهداتها، وداعيا "إسرائيل" إلى توسيع قدرات المعابر وتسريع الموافقات على دخول الإمدادات. 

وقال إن القرارات الراهنة ستحدد ما إذا كانت الهدنة ستصمد أم ستنهار، مؤكدا ضرورة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بالكامل والتوصل سريعا إلى آليات للمراحل التالية، مشيرا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المناطق السكنية تسببت بوقوع ضحايا ودمار واسع.

تحذيرات أممية من إبادة سكنية

قال مقرر الأمم المتحدة الخاص بالحق في السكن، بالاكريشنان راجاغوبال، إن هدم المنازل في غزة "جزء من جريمة الإبادة الجماعية"، مؤكدا أن الهدنة أصبحت "حبرا على ورق" مع استمرار القتل والهدم ومنع المساعدات.

أوضح المقرر الأممي أن غياب آلية رقابية فعالة سمح للاحتلال بمواصلة الانتهاكات، مع توقف الغارات الواسعة فقط، بينما يستمر القتل والاستهداف ومنع المساعدات.

"الخط الأصفر" يزحف نحو الغرب

وتشهد المناطق الشرقية للقطاع توغلات إسرائيلية متصاعدة، مع نقل الاحتلال المكعبات الصفراء المحددة لمناطق سيطرته "الخط الأصفر" إلى مناطق قريبة من شارع صلاح الدين، ما يدفع السكان للنزوح وسط عمليات إطلاق نار وهدم متسارعة.

تصعيد في اعتقال النساء والفتيات

في الأثناء، أكد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن الاحتلال صعد حملة الاعتقالات بحق النساء والفتيات، ليرتفع عدد المعتقلات إلى أكثر من 600 منذ بدء الحرب، فيما تبقى 48 أسيرة في السجون. 

وأشار المركز إلى أن أغلب الاعتقالات جاءت بذريعة "التحريض على مواقع التواصل"، وتشمل ناشطات وأمهات شهداء وطالبات جامعيات، موضحا أن عمليات الاعتقال تمت ليلا عبر اقتحامات عنيفة وتدمير للمنازل ونقل الأسيرات بطرق مهينة. 

اقرأ المزيد.. غارات إسرائيلية وخروقات جديدة

00:00:00