في اليوم الثاني عشر من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يواصل المشهد الإنساني في القطاع كشف فصول مروعة من الدمار والمعاناة، فبينما تبذل المقاومة جهودا شاقة لتسليم جثث قتلى الاحتلال رغم غياب المعدات اللازمة، تتكثف التحركات السياسية في القاهرة وتل أبيب وواشنطن لضمان استمرار التهدئة والوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ.

جهود انتشال الجثامين وسط نقص حاد في المعدات

تواصل فرق الإنقاذ في غزة محاولاتها لانتشال المفقودين من تحت الأنقاض رغم غياب المعدات الثقيلة اللازمة لذلك. 

وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج، إن معظم المفقودين هم من الأطفال والنساء، مؤكدا أن طواقم البلدية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إليهم بسبب محدودية الإمكانات. 

وأضاف أن البلدية تحتاج بشكل عاجل إلى آليات ثقيلة لإزالة الركام وإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي التي تضررت بشدة جراء القصف، مشددا على أن الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورا يوما بعد يوم.

المقاومة تسلم جثث قتلى الاحتلال

تسعى المقاومة الفلسطينية إلى تسليم جثث قتلى الاحتلال الذين قتلوا خلال العدوان على القطاع، وقد سلمت المقاومة أمس الإثنين جثة أحد الجنود الإسرائيليين الذي قتل بنيران جيش الاحتلال نفسه أثناء الحرب، فيما وصل عدد الجثث المسلمة حتى الآن إلى 14 من أصل 28 جثة. 

وتأتي هذه الخطوة رغم صعوبة الحفر تحت الأنقاض ونقص المعدات اللازمة، ما يعكس التزام المقاومة بتنفيذ بنود اتفاق وقف الحرب.

الحية: ملتزمون باتفاق وقف الحرب رغم الصعوبات

أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية، أن الحركة جادة في استخراج جثامين جميع الإسرائيليين وتسليمهم عبر الوسطاء. وقال الحية في تصريحات نشرت أمس: 

"نواجه صعوبة بالغة في استخراج الجثامين، لكننا نواصل محاولاتنا، وواثقون من التزامنا الكامل باتفاق وقف الحرب".

وأضاف أن الحركة تأمل بزيادة كميات المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات السكان في غزة، مشيرا إلى أن ما سمعته الحركة من الوسطاء والرئيس الأمريكي "يطمئن بأن الحرب انتهت".

مشاورات مكثفة حول المرحلة الثانية من الاتفاق

تشهد القاهرة مشاورات مكثفة بين المسؤولين المصريين وقيادة حركة حماس بشأن المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، التي تركز على إعادة فتح معبر رفح بشكل كامل وتسليم ما تبقى من جثامين الأسرى الإسرائيليين قبل الانتقال إلى مفاوضات الدوحة. 

وفي الوقت نفسه، اجتمع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تل أبيب مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، حيث شدد المبعوثان على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار وعدم القيام بأي خطوة قد تهدد استقرار الاتفاق.

ترامب: لن نرسل جنودا إلى غزة

سياسيا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إدارته تعمل على ضمان استقرار وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه لن يرسل جنودا أمريكيين إلى غزة. وفي تعليقه على مزاعم خرق الاتفاق من قبل حركة حماس، قال ترامب: 

"لا أعتقد أن ما جرى مرتبط بقيادات الحركة، بل هناك مجموعات متمردة. لقد قتلوا الكثير، وهذه مجموعة عنيفة، لكننا نسعى للحفاظ على الهدوء".

إبادة ودمار شامل رغم الهدنة

وخلال 735 يوما من العدوان المدعوم أمريكيا وأوروبيا، ارتكب الاحتلال مجازر وعمليات إبادة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تحد صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب. 

ومنذ بدء سريان وقف النار، انتشلت طواقم الإسعاف والطوارئ جثامين 426 شهيدا من مناطق متفرقة في القطاع، ما يكشف حجم الكارثة التي لا تزال تتكشف يوما بعد يوم. 

اقرأ المزيد.. مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط أوضاع إنسانية صعبة