لاقى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، الذي أعلن فجر اليوم الخميس، ترحيبا دوليا
اتفاق شرم الشيخ يمهد لإنهاء حرب غزة: وقف إطلاق نار وتبادل أسرى وانسحاب الاحتلال

في تطور وصف بالتاريخي بعد 734 يوما من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم الخميس، عن موافقة "إسرائيل" وحركة حماس على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية، بعد مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ بمشاركة وسطاء من مصر وقطر وتركيا. ويمثل اتفاق شرم الشيخ أول اتفاق فعلي منذ اندلاع الحرب قبل عامين، إذ يتضمن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وانسحاب الاحتلال تدريجيا من القطاع، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية.
تفاصيل اتفاق شرم الشيخ
ينص اتفاق شرم الشيخ بحسب مصادر فلسطينية مطلعة على ما يلي:
-
تسليم 20 أسيرا إسرائيليا أحياء دفعة واحدة خلال المرحلة الأولى.
-
إفراج الاحتلال عن أكثر من 2000 أسير فلسطيني، بينهم 250 محكوما بالمؤبد و1700 اعتقلوا منذ بدء الحرب.
-
إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين على مراحل، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق السكنية في القطاع.
-
إدخال 400 شاحنة مساعدات يوميا على الأقل إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من وقف إطلاق النار، على أن ترتفع تدريجيا في المراحل التالية.
-
السماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة ومناطق الشمال فور بدء تنفيذ الاتفاق.
وأكد مصدر فلسطيني أن عملية التبادل ستبدأ خلال 72 ساعة من سريان وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن التنفيذ تم بموافقة الفصائل الفلسطينية كافة.
موقف الأطراف الضامنة
قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الأطراف وافقت على "كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ بما يؤدي إلى وقف الحرب والإفراج عن "المحتجزين" ودخول المساعدات"، مضيفا أن التفاصيل النهائية سيعلن عنها لاحقا.
من جهته، أكد مصدر فلسطيني أن الاتفاق تم بضمانة مباشرة من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، التي تعهدت جميعها بعدم السماح بالعودة إلى الحرب طالما التزم الطرفان ببنوده.
تفاصيل الانسحاب من غزة
أفادت شبكة "آي بي سي" الأمريكية بأن انسحاب الجيش الإسرائيلي نحو الخط الفاصل في غزة سيستغرق أقل من 24 ساعة من المصادقة على الاتفاق.
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول مطلع أن رفات نحو 28 محتجزا إسرائيليا سيعاد على مراحل بسبب صعوبة تحديد أماكن بعضهم.
المرحلة الثانية من خطة ترامب
بحسب ما نقلته "فرانس برس" عن قيادي في حركة حماس، فإن المفاوضات حول المرحلة الثانية ستبدأ فور بدء تنفيذ المرحلة الأولى.
وتتضمن الخطة المكونة من 20 بندا وقف إطلاق النار الدائم، وتبادل جميع الأسرى، وانسحاب "إسرائيل" الكامل من القطاع، ونزع سلاح الفصائل، وإنشاء حكومة تكنوقراط فلسطينية بإشراف دولي.
تفاصيل غير محسومة
رغم التفاؤل الحذر، لا تزال هناك قضايا جوهرية غير محسومة، أبرزها مستقبل إدارة القطاع ومصير حركة حماس.
وتلمح الخطة الأمريكية إلى دور محتمل للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحات داخلية واسعة، لكن لا يوجد توافق حول الجهة التي ستتولى الحكم فعليا في غزة بعد الحرب.
كما تبقى آلية "نزع سلاح حماس" وجدول الانسحاب الإسرائيلي نقاطا خلافية رئيسية، إذ ترفض حماس تسليم سلاحها طالما بقي الاحتلال على أراضي القطاع.
مخاطر تهدد الخطة
يرى مراقبون أن أبرز المخاطر التي تهدد اتفاق شرم الشيخ تتمثل في غياب الثقة بين الطرفين وتباين الأهداف النهائية؛ فبينما تصر "إسرائيل" على نزع سلاح المقاومة، تؤكد حماس أن هدفها تحرير الأسرى وإنهاء الاحتلال لا أكثر.
كما تخشى الأطراف العربية أن يتم الالتفاف على بنود الاتفاق أو استغلاله لتكريس واقع سياسي جديد في غزة لا يفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يرفضه نتنياهو صراحة.
مع توقيع اتفاق شرم الشيخ المنتظر، يقف قطاع غزة على أعتاب مرحلة جديدة تتقاطع فيها وعود السلام مع هشاشة الواقع الميداني؛ فبين التفاؤل الحذر والدمار العميق، ينتظر الفلسطينيون أن تتحول الكلمات إلى أفعال، وأن يكون هذا الاتفاق نهاية للحرب لا بداية لصفقة جديدة في سجل المعاناة الطويلة.
اقرأ المزيد.. قصف متواصل رغم الإعلان عن اتفاق يمهد لإنهاء الحرب على غزة