خاشقجي من مستشار إلى معارض ثم قتيل

الصورة

خاشقجي تحدث مرارا عن حقبة سعودية جديدة من "الخوف والترهيب والاعتقالات " في مقال نُشر في "واشنطن بوست" عام 2017.

آخر تحديث

 جمال خاشقجي الصحافي الذي تحوّل من مقرّب من دوائر الحكم في الرياض إلى أحد أبرز منتقدي سياساتها في وسائل اعلام عالمية بينها صحيفة "واشنطن بوست " الأمريكية 

المولد والنشأة

ولد جمال خاشقجي يوم 13 أكتوبر/تشر ين الأول 1958 في المدينة المنورة لأسرة ذات أصول تركية استقرت في المنطقة قبل خمسة قرون.

دراسته

درس في ثانوية "طيبة"، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لدراسة الصحافة في جامعة إنديانا التي تخرج فيها عام 1983.

 مسيرته في عالم الصحافة 

بدأ خاشقجي مراسلا في صحيفة "سعودي غازيت" الإنجليزية، ثم مراسلا لعدد من الصحف العربية اليومية والأسبوعية ومنها "الشرق الأوسط" في الفترة بين عامي 1987 و1999، واشتهر حينها بتغطياته الميدانية للحرب الأفغانية ضد السوفيات، والتحول الديمقراطي القصير الأجل في الجزائر، وحرب الخليج الثانية، أجرى خلال مسيرته الصحفية عددا من المقابلات أشهرها مع زعيم تنظيم القاعدةة" أسامة بن لادن " في أفغانستان والسودان  .

 عيّن نائبا لرئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" عام 1999 واستمر في المنصب حتى العام 2003، تولى بعدها رئاسة تحرير جريدة "الوطن" لمدة لم تدم أكثر من شهرين حتى أقيل مباشرة.

اختاره الأمير تركي الفيصل مستشارا إعلاميا حين كان سفيرا في لندن ثم واشنطن، واستمر كذلك حتى العام 2007.

عيّن مرة أخرى عام 2007 رئيسا لتحرير جريدة "الوطن" المثيرة للجدل -حينها- خاصة في ما يتصل بمناكفاتها مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المدعومة من وزارة الداخلية آنذاك. 

في صيف 2008 كان خاشقجي صاحب حظوة لدى البلاط الملكي حين رافق الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في زيارته إلى لندن، وقتئذ قدمه الملك في حفل الاستقبال بقصر باكنغهام إلى ملكة بريطانيا على أنه "أهم صحفي سعودي".

لاحقا استدعاه الملياردير الوليد بن طلال ، لتأسيس قناة "العرب" التي وُئدت بعد يوم واحد من عملها عام 2015 انطلاقا من العاصمة البحرينية المنامة بعد خلاف مع السلطات البحرينية حول السياسة التحريرية للقناة.

ظل خاشقجي يكتب في صحيفة "الحياة" مؤيدا لرؤية المملكة 2030 التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، كما كان يدافع عن سياسة المملكة الخارجية خاصة انخراطها في حرب اليمن تحت اسم " عاصفة الحزم "

بالتزامن، استمر خاشقجي في الكتابة والتعبير عن آرائه التي كان يدافع في بعضها عن فكر الإخوان المسلمين رغم انتقاده لسياساتهم، وكان يدعو إلى استيعاب موجات الربيع العربي ومحاولة دعمها.

كما حذر -في تغريدات ومحاضرات بمراكز فكر غربية- بلاده من التماهي مع سياسات الرئيس الأميركي  السابق دونالد ترامب، فسارعت خارجية المملكة لإصدار بيان قالت فيه، إن آراء جمال خاشقجي تعبر عن وجهة نظره الشخصية فقط .

اعتقالات في السعودية وجمال يغادرها

 قرر خاشقجي في أيلوم 2017 مغادرة بلاده إلى الولايات المتحدة ، بعد أن  استعرت حملة اعتقالات امتدت إلى رموز دينية واجتماعية وثقافية في السعودية.

انضم جال الى صحيفة " واشنطن بوست الأمريكية " وبدأ يكتب مقالات صحيفة  ينتقد فيها سياسة تكميم الأفواه واعتقال كل من له رأي مخالف في المملكة، كما انتقد محاربتها لجماعات الإسلام السياسي ومعارضتها للربيع العربي.

وعن ظروف مغادرته لموطنه كتب في الصحيفة قائلا "تركتُ ورائي بيتي وأسرتي وعملي، وأنا الآن أرفع صوتي، لأن التزام الصمت خذلان لمن يعاني خلف القضبان.. أنا الآن في موضع القادر على الحديث بينما كثيرون لا يستطيعون".

 كتب مقالا مشتركاً مع روبرت لايسي بصحيفة "ذي غارديان" البريطانية  أورد المقال أن ولي العهد "ينقل البلاد من التطرف الديني إلى نسخته الخاصة من التطرف المبنية على وجوب قبولكم إصلاحي بدون أي تشاور، مصحوبا باعتقالات واختفاء منتقديه".

في تشرين الثاني 2017 كتب مقالا جديدا بعنوان "ولي العهد السعودي يتصرف مثل بوتين"، جاء فيه "حتى الآن، أود أن أقول إن محمد بن سلمان يتصرف مثل بوتين.. يفرض عدلا انتقائيا للغاية. الحملة تستهدف حتى أكثر الانتقادات البناءة. المطالبة بالولاء الكامل وإلا… لا تزال تمثل تحديا  خطيرا لرغبة ولي العهد في أن يُنظر إليه على أنه زعيم عصري ومستنير".

كما انتقد احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض وإعلانه منها تقديم استقالة حكومته، وكتب بهذا الخصوص مقالا يوم 13 من تشرين الثاني 2017 بعنوان "السعودية تثير فوضى كاملة في لبنان".

النهاية المؤلمة 

قام خاشقجي  في 2 تشرين أول من عام 2018 بزيارته المشؤومة للقنصلية في اسطنبول بهدف الحصول على الأوراق اللازمة لإتمام زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز، فحدثت واحدة من أغرب الجرائم التي تعرض لها الصحفيون عبر العالم، والتي يعرفها الجميع،  حيث قتل في عملية "أجازها" ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق وكالة الاستخبارات الأميركية.

المؤلفات

من مؤلفات خاشقجي "علاقات حرجة.. السعودية بعد 11 سبتمبر"، و"ربيع العرب.. زمن الإخوان" (2013)، بالإضافة إلى كتاب "احتلال السوق السعودي" الذي يروي -حسب مؤلفه- "قصة استيلاء الأجانب على السوق السعودي، مما ولد أزمة البطالة".

00:00:00