يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ433، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي يخلف يوميا عشرات الشهداء والجرحى، فيما تتزايد
حماس تسلم ردها على مقترح باريس ويتضمن إلزام الاحتلال بوقف العدوان على غزة
أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الثلاثاء، أن الدوحة تلقت ردا من حركة حماس على اتفاق الإطار الذي طرح بعد اجتماع في باريس نهاية كانون الثاني المنصرم، مضيفا أنه تم تقديم هذا الرد إلى الجانب الإسرائيلي.
وأشار وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى أن رد حماس يبعث على التفاؤل، مؤكدا أنه يحمل جوانب إيجابية.
وأوضح أنه لن يتطرق إلى التفاصيل الآن نظرا لحساسية المرحلة، لكنه أكد أن هناك تقدما وجهودا مستمرة للتوصل إلى توافق بأقرب وقت ممكن.
حركة حماس تسلم ردها للوسطاء
وكانت الحركة قد أعلنت تسليم ردها على اتفاق الإطار لقطر ومصر، بعد استشارة القيادات الحركية وفصائل المقاومة الأخرى. وأكدت الحركة استجابتها بروح إيجابية للمقترح، بهدف تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء العدوان ورفع الحصار وتبادل الأسرى.
من جانبها، أشارت قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس، نقلا عن مصدر مسؤول، إلى أن المشاورات الفلسطينية أدخلت تعديلات على مقترح باريس، مؤكدة على وجود جداول زمنية واضحة تتضمن نقاطا مثل وقف إطلاق النار والإعمار وعودة النازحين وتوفير الإيواء العاجل وإخراج الجرحى ورفع الحصار.
وأكدت الحركة في بيان أنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وقدرت الحركة جهود مصر وقطر وجميع الدول التي تسعى لوقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني. وأكدت المصادر أن الوسطاء استقبلوا رد حماس بإيجابية وتفهم.
واشنطن تدرس رد الحركة
وفيما يتعلق بالرد الأمريكي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أن الولايات المتحدة تدرس رد حماس على اتفاق الإطار، مشيرا إلى أنها ستناقشه مع الحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، أشار البيت الأبيض إلى وجود مقترح جاد لتسهيل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل هدنة مطولة، معربا عن أمله في إتمام صفقة بين حماس و"إسرائيل" قريبا.
الموساد الإسرائيلي يتلقى رد حماس
وأعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" مساء الثلاثاء أنه تلقى ردا من حركة حماس بخصوص صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، وفقا لاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في باريس يوم 28 من كانون الثاني الماضي، خلال اجتماع بمشاركة الولايات المتحدة وقطر ومصر والاحتلال.
وقال الموساد في تصريحه:
"تم استلام رد حماس من قبل الوسيط القطري، وتتم دراسة تفاصيله بشكل معمق من قبل كافة الأطراف المشاركة في المفاوضات".
من ناحية أخرى، نقلت قناة "كان 11" العبرية عن مسؤولين إسرائيليين لم يتم الكشف عن أسمائهم قولهم:
"حماس قدمت قائمة أولية من المطالب، بعضها مقبول لدينا، وبعضها غير قابل للتفاوض. ونحن نعتبر إجابتها نقطة انطلاق للمفاوضات التي ستجري بشكل مكثف في الفترة القريبة".
كما نقل موقع "والاه" العبري عن مصدر مطلع على التفاصيل ولم يتم الكشف عن اسمه أيضا، أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تحدث مع رئيس "الموساد" ديفيد برنيع في وقت سابق من مساء الثلاثاء، وبعد ذلك نقل له الوثيقة مع رد حماس.
وأفاد المصدر ذاته بأن الوثيقة "مفصلة جدا"، وتتناول بنودها الإطار الذي صيغ في قمة باريس.
وفي الأثناء، أفادت مصادر مصرية بأن القاهرة استلمت ردا من حركة حماس على المقترح المتعلق بالهدنة في قطاع غزة، وتجري حاليا مناقشته بين الأطراف الفنية، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
اقرأ المزيد.. أنتوني بلينكن في المنطقة وتحذير من المراوغة الأمريكية