تحذيرات من كارثة صحية: ضحايا شلل الأطفال في غزة قد يفوق عددهم أعداد شهداء العدوان

الصورة
طفلة تنتظر دورها لتعبئة المياه في غزة | المصدر: منظمة الأمم المتحدة
طفلة تنتظر دورها لتعبئة المياه في غزة | المصدر: منظمة الأمم المتحدة
آخر تحديث

في ظل تحذيرات الأمم المتحدة بضرورة وقف إطلاق النار لتمكين حملة تحصين ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، حذر المدير العام للرعاية الصحية الأولية في القطاع، موسى عابد، من أن تفشي الفيروس قد يتسبب في وفاة أعداد تفوق ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين أول الماضي. 

عودة فيروس شلل الأطفال بعد اختفائه 25 سنة

وأعرب عابد عن قلقه من انتشار مزيد من الأمراض في بيئة تعاني من ظروف صحية كارثية، مشيرا إلى إعلان وزارة الصحة في غزة القطاع منطقة وباء في حزيران الماضي، بعد أن اكتشف فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي في دير البلح وخانيونس. 

من جانبه، حذر مدير مستشفى أصدقاء المريض في غزة، سعيد صلاح، من الخطورة التي ستتسبب بها عودة الفيروس بعد أن اختفى من الأراضي الفلسطينية منذ 25 عاما بفضل حملات التحصين. وأكد صلاح أن سكان القطاع يعانون حاليا من ضعف المناعة بسبب سوء التغذية، مما يزيد من خطورة انتشار الأمراض.

أول إصابة بالفيروس في دير البلح

تأتي هذه التحذيرات في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية عن أول إصابة بفيروس شلل الأطفال لدى طفل في دير البلح لم يتلقَّ أي جرعة تحصين، وسط تفاقم الظروف الصحية بسبب العدوان المستمر لأكثر من عشرة أشهر. وأشارت الوزارة إلى أن الظروف الصحية المتدهورة، وانتشار الأمراض المعدية مع غياب مستلزمات النظافة، يهدد بكارثة صحية وشيكة.

في هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى حملة تحصين عاجلة لأكثر من 640 ألف طفل دون العاشرة في قطاع غزة، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني في ظل انتشار شلل الأطفال. تأتي هذه التحذيرات في وقت تسبب فيه العدوان الإسرائيلي المتواصل بانهيار النظام الصحي في القطاع المحاصر، مما أدى إلى تفشي أمراض عديدة نتيجة تردي أوضاع الصرف الصحي وتراكم النفايات. 

وقال غوتيريش: 

"لنكون واضحين: إن اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار الإنساني الفوري. ولكن في كل الأحوال، فإن وقف إطلاق النار ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه".

وأكد أن التوقفات الإنسانية في الحرب على غزة ضرورية للتمكن من تنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لإنقاذ الأرواح.

 وفي تموز الماضي، أوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، أن معدلات تغطية تطعيم شلل الأطفال قبل بدء العدوان كانت مثالية. حيث وصلت إلى ما يقارب 89% في عام 2023 بينما وصلت تغطية التطعيم الروتيني في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى 95% وأكثر عام 2022. 

وقال ليندماير إنه من أجل تخفيف مخاطر انتشار فيروس شلل الأطفال، تحث وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا والشركاء، جميع أصحاب المصلحة على دعم جهود القضاء على شلل الأطفال من خلال ضمان تطعيم جميع الأطفال كلما سنحت الفرصة.

وأضاف: 

"وقف إطلاق النار أمر ضروري للسماح بالتوسع السريع في أنشطة التطعيم لمعالجة الفجوات التي أحدثتها الحرب المستمرة".

اقرأ المزيد.. الاحتلال يتوغل في خانيونس ونزوح من دير البلح

دلالات
00:00:00