طوفان الأقصى في يومها الـ 15 قصف مستمر.. والملك عبد الله الثاني يحذر من كارثة إنسانية

الصورة
القادة المشاركون في قمة القاهرة للسلام 21 تشرين أول 2023
القادة المشاركون في قمة القاهرة للسلام 21 تشرين أول 2023
المصدر

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس عشر على التوالي قصف المنازل واستهداف سكانها في قطاع غزة وذلك منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول لعام 2023، وانتهك جيش الاحتلال جميع القوانين والقيم الإنسانية بارتكابه مجازر وحشية بحق المدنيين وتجاوزه إلى تدمير المستشفيات والكنائس والمساجد بل وحتى المخابز. 

قمة القاهرة للسلام لبحث حل للعدوان على غزة

ويأتي ذلك في وقت تحتضن فيه مصر قمة القاهرة للسلام بمشاركة الملك عبد الله الثاني وعدد من قادة الدول ورؤساء العالم وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفي كلمته حذر الملك عبد الله من كارثة إنسانية في حال تقاعس المجتمع الدولي عن إيجاد حل عاجل يوقف الحرب على غزة. 

وقد أفلحت جهود دبلوماسية بإدخال 20 شاحنة محملة بمواد طبية وغذائية إلى القطاع الذي عاقبته دولة الاحتلال بقطع الماء والكهرباء عنه ومنع دخول الإغاثات.

ومنذ فجر اليوم السبت، أدت سلسلة من الغارات الجوية التي نفذها طيران الاحتلال إلى استشهاد عشرات المدنيين وإصابة آخرين في مناطق مختلفة بقطاع غزة. 

وأفاد مسؤول مكتب الإعلام الحكومي في غزة، سلامة معروف، بأنه تم دفن عشرات الشهداء مجهولي الهوية في مقبرة الطوارئ الجماعية بعد تدهور الأوضاع الإنسانية داخل المستشفيات، حيث لم تعد ثلاجات الموتى فيها تتسع لأعداد الشهداء الكبيرة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى 4385 شهيدا، بينهم 1756 طفلا، و976 امرأة، إضافة إلى 13561 مصابا. وأوضحت الوزارة أن 70% من الضحايا الفلسطينيين من الأطفال والنساء والمسنين. 

أكد الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، في مؤتمر صحفي، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر ضد 521 عائلة، حيث بلغ عدد الشهداء فيها 3109، وبين أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض. كما أبلغ عن فقدان 1400 شخص، بما في ذلك 720 طفلا.

وزادت طائرات الاحتلال من حدة قصفها على منازل وتجمعات سكنية قبيل ظهر اليوم السبت في مدينة غزة، واستمر القصف أيضا على باقي المحافظات في القطاع. 

وأعلن الدفاع المدني استشهاد أحد أفراده وإصابة 4 آخرين في قصف إسرائيلي استهدفهم أثناء أداء واجبهم في منطقة خربة العدس شرق رفح جنوب قطاع غزة. 

ووفقا للمصادر المحلية، قصفت طائرات الاحتلال نقطة بديلة للدفاع المدني في رفح، مما أسفر عن إصابة 11 شخصا، من بينهم 3 في حالة خطيرة، واستشهد أحدهم لاحقا. كما تسبب القصف بتدمير الموقع وسيارات الإنقاذ.

وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الجخلب في محيط مسجد المتقين بخانيونس، وشنت عشرات الغارات على غزة. 

وأفادت مصادر فلسطينية، باستشهاد المزارعين نضال ونائل قديح في قصف إسرائيلي استهدفهما خلال توجههما لتفقد أرضهما الزراعية شرق خانيونس. 

ونعت قناة الأقصى الفضائية أحد العاملين فيها وهو هاني المدهون وزوجته وأبناؤه وأحفاده الذين قضوا نحبهم خلال معركة طوفان الأقصى، صباح اليوم السبت، بعد تعرض منزلهم للقصف. 

وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات على رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 30 فلسطينيا على الأقل، وإصابة عدد آخر مع وجود مفقودين، واستشهد 39 مواطنا على الأقل في غارات على شمال القطاع. وشنت طائرات الاحتلال غارة على منطقة السوق في مشروع بيت لاهيا. كما قصفت طائرات الاحتلال منازل في الصفطاوي وحي التفاح بغزة.

وفي مأساة أخرى، استشهد إمام مسجد قباء، إبراهيم ماهر المطوق، إلى جانب جميع أفراد عائلته في مجزرة نفذها الاحتلال ضد عائلة المطوق في مدينة جباليا، حيث فقدوا 25 من أفرادهم، غالبيتهم من الأطفال والنساء. 

طائرات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 25 برجا سكنيا في مدينة الزهراء شمال غرب المحافظة الوسطى، وذلك بعد تنفيذ الاحتلال لعشرات الغارات خلال اليومين الماضيين. 

وأفاد رئيس بلدية الزهراء، مروان حمد، بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت ليلة الجمعة 25 برجا سكنيا في المدينة، وتسببت في تدميرها بشكل كامل وجعلتها أنقاضا بعد أن كانت مجرد هياكل.

رشقات صاروخية على دولة الاحتلال

كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شنت ليلة أمس هجمات صاروخية قوية على مستوطنات الاحتلال، في إطار معركة طوفان الأقصى التي دخلت يومها الخامس عشر. وتمكنت كتائب القسام من التحكم في الميدان، مما أرهق الاحتلال وأفشل خططه، ليسجل الاحتلال ارتفاعا جديدا في عدد القتلى والجرحى. 

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد الجرحى الإسرائيليين إلى 5007 شخص منذ بداية الحرب في الـ 7 من تشرين الأول، حيث أعلن جيش الاحتلال أن عدد جنوده وضباطه القتلى بلغ 308، وأكد وجود 210 أسرى محتجزين في غزة. 

قصفت كتائب القسام مدينة عسقلان ردا على استهداف المدنيين، واستهدفت تحشدات للعدو قرب "مفكعيم" وأسدود المحتلة. وفي هجمة أخرى، قصفت مغتصبة "سديروت" وتحشدات للعدو قرب "مفكعيم" برشقات صاروخية. وأكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تأثير صاروخ في بناية في سديروت. 

وبقيت الجبهة اللبنانية مشتعلة، حيث استمرت الاشتباكات وإطلاق القذائف الصاروخية نحو آليات ومواقع الاحتلال، مسجلة قتلى وجرحى.

وفي تطور لاحق، أفرجت كتائب القسام عن امرأتين أمريكيتين (أم وابنتها) لدواع إنسانية، وذلك بعد جهود قطرية.

أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم الكتائب، عبر حسابه على تليجرام، أن إطلاق المحتجزتين جاء أيضا لنثبت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات بايدن وإدارته الفاشية هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.

اقرأ المزيد.. بايدن يردد كذب الاحتلال ويتهم المقاومة بارتكاب مجزرة المعمداني

ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين

وارتفعت حصيلة القتلى في صفوف الاحتلال إلى أكثر من 1500، في حين بلغ عدد النازحين من المستوطنين نصف مليون. 

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أمس الجمعة بالعثور على 3 جثث جديدة لجنود ومستوطنين خلف سياج كيبوتس مفلاسيم في غلاف غزة، حيث تم نقلها إلى مجمع شورى داخل الكيان. 

ووفقا لوسائل إعلام عبرية، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الاحتلال أكثر من 1500، من بينهم أكثر من 300 جندي وضابط. ويتوقع ارتفاع هذا العدد مع اكتشاف جثث إضافية في الساعات الأخيرة، بالإضافة إلى وجود إصابات خطيرة. 

أجبرت صواريخ المقاومة من فلسطين وجنوب لبنان أكثر من نصف مليون إسرائيلي على النزوح من مستوطنات غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة. واستخدمت المقاومة ضربات مكثفة لاستهداف مستوطنات محددة بهدف إجبار الاحتلال على إخلائها من المستوطنين ردا على التهجير القسري داخل قطاع غزة. إذ أعلن الاحتلال إخلاء مستوطنات سديروت وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة، بالإضافة إلى المستوطنين في عمق يتجاوز 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة. 

وأفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن عدد الجنود والضباط القتلى منذ بداية الحرب وصل إلى 308، مؤكدا هذا الرقم الذي يعكس حجم الخسائر التي تكبدها الاحتلال. وتأكد الجيش أيضا من وجود 210 رهائن محتجزين في غزة. 

من جهة أخرى، أفاد المتحدث بأن نحو 700 ألف فلسطيني غادروا المناطق الشمالية من قطاع غزة حتى الآن. وأكد أن جيش الاحتلال مستمر في توجيه ضربات لمواقع وقواعد تابعة لحزب الله. 

طلب مجلس الأمن القومي في دولة الاحتلال من رعاياه المقيمين في تركيا والإمارات والبحرين وماليزيا وإندونيسيا وجزر المالديف مغادرة هذه البلدان فورا. يأتي هذا الإعلان بعد أن دعا المجلس في وقت سابق الرعايا الإسرائيليين في الأردن ومصر إلى المغادرة فورا، وأوصى بعدم السفر إلى المغرب.

الاتحاد الدولي للصحفيين: ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 16 صحفيا

أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين مساء أمس الجمعة ارتفاع عدد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة إلى 16 منذ بداية العدوان الإسرائيلي في الـ 7 من تشرين الأول لعام 2023. وأكد الاتحاد في بيان أن هؤلاء الصحفيين إما استشهدوا أو أصيبوا خلال المواجهات بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وأدرجت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أسماء الصحفيين الذين استشهدوا، من بينهم محمد علي، وخليل أبو عاذرة، وسميح النادي، وغيرهم، بينما يظل الاتصال قائما مع عدد قليل من الصحفيين الآخرين الذين ما يزالون مفقودين، ومن بينهم نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد.

قمة القاهرة للسلام تأكيد على دعم حقوق الفلسطينيين ودعوة لحل عادل

في افتتاح "قمة القاهرة للسلام" أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن وضوح تام في إدانته لاستهداف المدنيين وقتلهم وترويعهم، مع التأكيد على ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وكل المدنيين. وأشار السيسي إلى الجهود المضنية التي بذلتها مصر لتنسيق أمور المساعدات الإنسانية وإرسالها، مع التأكيد على أن معبر رفح لم يتم إغلاقه من قبل مصر، بل تعرض لقصف إسرائيلي، وتم التوافق مع الرئيس الأميركي للإبقاء على المعبر مفتوحا. 

وأكد الرئيس المصري على رفضه للتهجير القسري للفلسطينيين، معتبرا ذلك تصفية نهائية لقضيتهم، وشدد على أن الشعب الفلسطيني الصامد لا يرغب بمغادرة أرضه حتى وإن كانت تحت الاحتلال. وختم السيسي بتأكيد أن تصفية القضية دون حل عادل لن يحدث، وأنه سيعمل على التوافق لوضع خارطة طريق تسعى لإحياء مسار السلام، بداية من وقف إطلاق نار فوري وصولا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

الملك عبد الله الثاني يحذر من عواقب التقاعس الدولي بشأن غزة 

في كلمته خلال "قمة القاهرة للسلام"، أعرب الملك عبد الله الثاني، عن قلقه العميق إزاء الكارثة الإنسانية في غزة وحذر من أن التقاعس الدولي ستكون له عواقب كارثية. وأدان الملك الأعمال العنفية التي استهدفت المدنيين في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، ووصف استهداف المدنيين في غزة وحرمانهم من الاحتياجات الأساسية بأنه جريمة حرب.

وشدد الملك على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود والدواء. وشدد على أن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين، داعيا إلى رسالة واضحة للإسرائيليين بأن الرغبة في السلام والأمان مشتركة بين الشعبين، واتهم سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة بتعطيل فرص حل الدولتين وجعلها مستحيلة.

اقرأ المزيد.. بعد تصريحات الصفدي كيف سيستعد الأردن لما هو أسوأ؟

محمود عباس يحذر من تهجير الفلسطينيين

في كلمته خلال "قمة القاهرة للسلام"، حذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من تهجير الفلسطينيين من غزة والقدس والضفة الغربية، مشددا على استهداف إسرائيل آلاف المدنيين والمشافي والمدارس ومراكز الإيواء دون تمييز. وأكد رفضه لقتل المدنيين من الجانبين، مشيرا إلى أن دوامة العنف تجددت بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين. 

وطالب محمود عباس مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنهم لن يرحلوا وسيبقوا في أرضهم. وأكد أن تحقيق السلام يتأتى من خلال تنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وحل قضية اللاجئين.

غوتيريش: حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس

في كلمته بـ "قمة القاهرة للسلام"، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى حاجة سكان قطاع غزة لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، مؤكدا على ضرورة تطبيق القانون الدولي وتجنب مهاجمة المدنيين والمدارس والمستشفيات. ودعا إلى وقف إطلاق النار لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، مع التأكيد على أهمية إنهاء هذا الكابوس الذي يهدد حياة الأطفال.

مكتب الإعلام الحكومي بغزة: قافلة المساعدات الأولى نقطة في بحر الاحتياجات

رئيس المكتب الإعلامي بقطاع غزة دعا إلى إدخال المساعدات العاجلة وإجلاء الجرحى، مشيرا إلى أنه إذا لم تكن المساعدات وفق احتياجات القطاع الهائلة، فلا جدوى منها ولا قيمة لها. وأكد أن القطاع يعاني من نقص الوقود، الذي يعد عصب المستشفيات ومحطات تحلية المياه والمرافق الحيوية. وأشار إلى أن القافلة التي دخلت اليوم تعد نقطة في بحر احتياجات القطاع المنكوب.

 

00:00:00