تسعى إسرائيل والولايات المتحدة منذ أمس إلى إنفاذ مخططات كانت دفينة أدراج السياسة منذ سنوات، محاولة استغلال الحرب الدائرة لتهجير أهل غزة إلى سيناء وتوطينهم فيها، حيث أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الثلاثاء، أن أمريكا تجري محادثات جادة مع إسرائيل ومصر بشأن توفير ما أسماه بممر إنساني للمدنيين في قطاع غزة نحو مصر.

ليس ممرا آمنا وإنما تهجير قسري

وكانت الحكومات في عهد كل من حسني مبارك ومحمد مرسي قد رفضتا هذا السيناريو المطروح دائما من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم طرحه في عام 2005 و2013 بحسب وسائل إعلام مصرية، ويؤكد المحللون المصريون عبر المحطات اليوم أن هذا السيناريو ما زال اليوم مرفوضا شعبيا ورسميا. 

ويُذكر أن السلطات المصرية كانت خلال السنوات الأربع الماضية قد شنت حملة عسكرية شاملة على ما أسمتهم بالإرهابيين المتمترسين في سيناء وقامت بمسح عسكري واسع لأماكن سكنية وعسكرية وغيرها.

أمريكا: المشاورات جارية مع مصر 

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة الأمريكية تركز  على توفير ممر للمدنيين في غزة، وإن المشاورات جارية في هذا السياق، مضيفا أن التفاصيل ما زالت محل النقاش بين الوكالات التنفيذية، وأنه لا يريد أن يعلن الكثير بشأنها في الوقت الراهن، حسب وصفه.

وصول أول طائرة أمريكية تحمل الذخيرة لإسرائيل

ونشر الجيش الإسرائيلي صورا تظهر وصول أول طائرة تحمل على متنها ذخيرة أميركية متقدمة، وبين الجيش أن هذه الذخيرة ستسمح بتنفيذ ضربات كبيرة.

المتحدث باسم الأونروا: إسرائيل ترفض فتح ممر إنساني

من جهته أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، أن إسرائيل ترفض فتح ممر إنساني لإدخال المساعدات إلى غزة. وقال أبو حسنة إن الأونروا ستطلق نداء طوارئ موجها إلى العالم كاستجابة إنسانية طارئة لما يحدث في غزة. 

ويقدر عدد النازحين داخل قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر  إلى أكثر من 200 ألف نازح. وقد استهدف الجيش الإسرائيلي ثلاث عشرة منشأة صحية في قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد العشرات من العاملين في القطاع الصحي وتضرر تسع سيارات إسعاف، وثمانية مرافق صحية على الأقل.

فيديو يوثق انسحاب شاحنات وقود ومواد إغاثة مصرية من محيط رفح البري بعد التهديد بقصفها.

منظمات إغاثية ودولية تضغط نحو توفير ممر مساعدات آمن

وتحاول العديد من المنظمات الإغاثية والطبية إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلا أن جيش الاحتلال قام صباح اليوم بإغلاق معبر رفح البري بالقوة وقصف معظم المناطق المحيطة به معلنا عدم سماحه بدخول أي قافلة مساعدات إلى القطاع. 

ويأتي ذلك إنفاذا لما أعلن عنه الناطق باسم جيش الاحتلال بعدم السماح بدخول الماء أو الكهرباء أو الإمدادات الإنسانية إلى القطاع، حيث سيتم فصل التيار الكهربائي بشكل كامل عن قطاع غزة اليوم.

الأردن: نعمل على تسيير طائرة إغاثية إلى غزة اليوم

وأعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية أنه وبتوجيهات من الملك عبد الله الثاني سيتم تسيير طائرة إغاثية، وسيتم التنسيق لدخولها عبر مصر إلى غزة في ظل قصف جيش الاحتلال جميع الممرات التي كانت الهيئة تستخدمها سابقا لإدخال المساعدات.

اقرأ المزيد.. هل تنجح الدبلوماسية الأردنية في إيصال المساعدات لغزة؟

برنامج الأغذية العالمي: نحاول الوصول إلى النازحين داخل القطاع

وتُجري مختلف المنظمات الإغاثية مشاورات مكثفة مع مصر في محاولة لإدخال المساعدات عن طريقها، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي عزمه خلال الأيام القليلة المقبلة تقديم المساعدة لما يزيد على 800 ألف شخص في غزة لجؤوا إلى ملاجئ الأونروا خلال الأيام الماضية، لافتا إلى أن المشاورات تجري مع مصر لتنفيذ ذلك.

منظمة الصحة العالمية: الوضع مقلق 

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس أدهانوم غيبريسيوس خلال بحثه الأوضاع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الوضع داخل قطاع غزة مقلق، كما أنه طلب دعم السيسي لتوصيل الإمدادات الطارئة لمنظمة الصحة العالمية من المركز اللوجيستي في دبي، عبر معبر رفح في مصر إلى غزة. 

ولفت غيبريسيوس إلى أن المنظمة ستعمل مع شركائها كالهلال الأحمر المصري والفلسطيني لتوفير الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها في المنشآت الصحية في غزة، ومشيرا إلى الحاجة الماسة لإقامة ممر إنساني لإيصال الإمدادات الضرورية للقطاع.

قطر: وصول المساعدات الإنسانية ضروري

ودعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة تفعيل آليات العمل الدولي عبر الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين.

حملات تبرعات في العديد من الدول العربية

وأعلنت العديد من الفعاليات والهيئات في عدد من الدول العربية حملات إغاثية لقطاع غزة إلا أنها ما زالت محدودة مقارنة بحجم الكارثة التي ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يقترفها في قطاع غزة. 

وجمعت الحملة الشعبية الكويتية لدعم الفلسطينيين أكثر من 3.3 مليون دولار خلال ست ساعات من إطلاق الحملة أمس. 

فيما أعلنت نقابة المحامين الأردنيين عن التبرع بـ 100 ألف دينار لقطاع غزة، كما فتحت غرف صناعة عمان وإربد والزرقاء صندوقا لجمع التبرعات لإغاثة أبناء قطاع غزة.