في ظل تعثر المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية، يواصل قطاع غزة دفع ثمن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط تصعيد
غارات إسرائيلية وقصف مدفعي على غزة
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والخروق المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة تتصاعد التطورات الميدانية والإنسانية والسياسية على نحو متزامن، مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي، وسقوط مزيد من الشهداء، وتفاقم مأساة النازحين بفعل الظروف الجوية القاسية، بالتوازي مع حراك سياسي دولي مرتبط بمستقبل الاتفاق ومرحلة ما بعد الحرب.
خروق ميدانية متواصلة في غزة وتصعيد جوي ومدفعي
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ81 على التوالي، خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال تكثيف القصف المدفعي وتدمير المنازل، إلى جانب شن غارات جوية على مناطق متفرقة في القطاع.
غارات على رفح وبيت لاهيا والمغازي
وشن طيران الاحتلال الحربي، فجر اليوم الثلاثاء، غارة جوية استهدفت المنطقة الغربية من مدينة رفح جنوب القطاع، بالتزامن مع غارة أخرى على بلدة بيت لاهيا شمالي غزة.
كما أفادت مصادر ميدانية بوقوع إطلاق نار من آليات الجيش شمال مدينة رفح، في وقت واصلت فيه الطائرات الحربية شن غارة جوية شرقي مخيم المغازي وسط القطاع، في إطار تصعيد متواصل يستهدف عدة مناطق.
شهداء البرد وانهيار المباني
واستشهد، أمس الإثنين، طفل يبلغ من العمر شهرين، نتيجة البرد الشديد في قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء جراء البرد والمنخفضات الجوية إلى ثلاثة شهداء.
كما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة شهداء انهيار المباني بفعل المنخفض الجوي إلى 17 شهيدا، بعد استشهاد مواطن جراء انهيار أحد المباني.
حصيلة ثقيلة لضحايا الخروق والحرب
وارتفعت حصيلة ضحايا الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار منذ الـ10 من تشرين الأول 2025 إلى 414 شهيدا و1145 إصابة، إضافة إلى انتشال جثامين 680 شهيدا.
وبذلك ترتفع الحصيلة التراكمية منذ بدء حرب الإبادة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 71.266 شهيدا و171.222 إصابة.
مأساة النازحين تتجدد مع الأمطار والرياح
وتجددت معاناة النازحين في قطاع غزة، بعدما أدت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية وأمواج البحر إلى غرق خيامهم، حيث اقتحمت المياه خيام العائلات وأتلفت ما تبقى من مقتنياتهم، في ظل أوضاع إنسانية بالغة القسوة ونقص حاد في مقومات الحياة الأساسية.
حراك سياسي دولي على وقع الخروق
وبالتزامن مع التصعيد الميداني، تتكثف التطورات السياسية، لا سيما بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن ترامب أبلغ نتنياهو، خلال محادثاتهما أمس الإثنين في منتجع مارآلاغو بولاية فلوريدا، بأن المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة يجب أن تبدأ في 15 كانون الثاني المقبل.
ترامب: الإعمار قريب ونزع سلاح حماس شرط
وقال ترامب، خلال استقباله نتنياهو، إن إعمار غزة سيبدأ "قريبا"، واصفا القطاع المدمر بأنه "مكان صعب"، مشيرا إلى أنه سيبحث مشاركة قوات تركية ضمن قوة الاستقرار الدولية المقترحة في غزة.
وكرر تأكيده على ضرورة نزع سلاح حركة حماس للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتا إلى أنه سيبذل جهده لاستعادة رفات آخر أسير إسرائيلي في غزة، الجندي ران غفيلي.
وردا على سؤال حول بدء الإعمار قبل نزع السلاح، قال ترامب:
"أعتقد أننا سنبدأ سريعا جدا… نحن بدأنا بالفعل بعض الأشياء".
شروط "إسرائيل" وموقف حماس من المرحلة الثانية
ورغم حديث الوسطاء عن مساع للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، تشترط "إسرائيل" استلام جثة الأسير الإسرائيلي الأخير في غزة، فيما تؤكد حركة حماس أن استخراج الجثمان قد يستغرق وقتا بسبب الدمار الهائل.
وتشمل المرحلة الثانية توسيع انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، إضافة إلى ملفات تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة القطاع، والإعمار، وتشكيل مجلس سلام، وإنشاء قوة دولية، ونزع سلاح حماس.
حماس: اغتيال القادة لا يهز الحركة
من جهته، قال القيادي في حركة حماس ومسؤول مكتب التمثيل في الجزائر، يوسف حمدان، إن إعلان الحركة نعي المسؤول الإعلامي أبو عبيدة يؤكد أن اغتيال القادة لا يؤثر في بنيان الحركة ولا يزعزعها، بل يشكل "جدار صد منيعا" يحمي مشروعها من أي تنازل.
وأكد حمدان أن رسالة القسام لشعب فلسطين والأمة وأحرار العالم هي أن الحركة وذراعها العسكرية ثابتتان على العهد والطريق ذاته، مشددا على استمرار مواجهة "المشروع الصهيوني".
القسام تؤكد استشهاد أبو عبيدة وقادة بارزين
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أكدت أمس الإثنين استشهاد الناطق باسمها أبو عبيدة في غارة إسرائيلية قبل عدة شهور في مدينة غزة.
وقال الناطق الجديد باسم القسام إن الكتائب "تزف أبو عبيدة صوت الأمة الهادر ورجل الكلمة"، موضحا أن اسمه الحقيقي هو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت.
كما نعت القسام أربعة قادة عسكريين بارزين هم: قائد الأركان محمد السنوار (أبو إبراهيم)، وقائد لواء رفح محمد شبانة (أبو أنس)، والقائد حكم العيسى (أبو عمر)، وقائد التصنيع العسكري رائد سعد.
تأكيد حق المقاومة في الرد
وأشار الناطق باسم القسام إلى أن المقاومة، رغم كل الخروق والاعتداءات الإسرائيلية بعد توقف الحرب، التزمت بمسؤولياتها مراعاة لمصالح الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن حق الرد على جرائم الاحتلال "حق أصيل ومكفول"، داعيا جميع المعنيين إلى لجم الاحتلال وإجباره على الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
اقرأ المزيد.. خروقات إسرائيلية وأزمة إنسانية وخلافات تسبق لقاء ترامب–نتنياهو