رفعت الحكومة اللبنانية اليوم (الثلاثاء)  أسعار المحروقات بنسبة قاربت الــ35%  وذلك بعد قرار اتخذته الحكومة مؤخرا يقضي  بخفض الدعم المقدم لمادة المحروقات، وبالتزامن مع اندلاع احتجاجات في مناطق متفرة من لبنان ودعوة الرئيس ميشال عون إلى اجتماع طارئ لبحث الأوضاع الأمنية.

ومنذ أسابيع عدة يعاني اللبنانيون  شحاً في الوقود ما يجبرهم على الوقوف في طوابير لساعات أمام محطات بيع الوقود و التي اعتمدت  مؤخرا قرار بتقنين  بيع البنزين والمازوت للبنانيين ، بالتزامن مع تكرار انقطاع الكهرباء في البلاد حيث تراجعت قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التيار لتصل ساعات التقنين يومياً إلى ما يقرب من 21 ساعة.

ومن المتوقع أن ينعكس ارتفاع أسعار المحروقات   على أسعار   السلع الغذائية،  حيث  تتجه الأفران إلى رفع سعر ربطة الخبر. حسبم ما قال نقيب أصحاب المخابز في لبنان  علي إبراهيم  في تصريحات صحفية اليوم (الثلاثاء)  وياتي ذلك وسط مخاوف أن يصل سعر ربطة الخبز إلى حوالي 8000 ليرة لبنانية أي ما يعادل 2 دولار حسب سعر الصرف الحكومي

 في السياق أعلن رئيس تجمّع المزارعين  لصحيفة لـ”النهار”  اللبنانية أن ارتفاع أسعار المحروقات سيؤدّي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية من 5 إلى 10%

اقرأ المزيد : أزمة لبنان الإقتصادية بين الأشد حدة في العالم منذ عام 1850 

احتجاجات وقطع طرقات 

 وعشية قرار الحكومة اللبنانية  خفض الدعم عن المشتقات النفطية ورفع سعر المحروقات أغلق  متظاهرون لبنانيون ليلة أمس عددا من الطرق مستخدمين إطارات السيارات وحاويات القمامة المشتعلة  وذلك رفضا للحالة الاقتصادية والمعيشية المتردية  .

 وأشعل شبان غاضبون في طرابلس (شمالا) إطارات السيارات  في ساحة النور التي شهدت مؤخرا عددا من التظاهرات الكبيرة  احتجاجا  على  تدهور قيمة اليرة اللبنانية أمام الدولار وغلاء أسعار المواد التموينية .

 احتجاجات ساحة النور في طرابلس

ولم تكن بيروت أكثر هدوءا من طرابلس، حيث  أغلق متظاهرون  شوارع رئيسية في العاصمة  منددين بالأزمة المعيشية و قلة الوقود. كذلك بدت الصورة في مدينة  صيدا (جنوبا)، حيث أغلق شبان غاضبون  عددا من الطرق قبل أن تعيد الأجهزة الأمنية فتحها. 

 ونتيجة  حالة التدهور والتوتر الذي تعيشه البلاد  دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع  طارئ اليوم ( الثلاثاء ) وذلك لبحث "الوضع الأمني" في البلاد .