محرر ومذيع أخبار
ليبيا: مباحثات أميركية لرحيل القوات الأجنبية وتعثر فتح الطريق الساحلي
قال مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية الخاص لليبيا إن بلاده تجري محادثات مع بعض الأطراف المهمة في ليبيا بشأن انسحاب قوات أجنبية قبل الانتخابات المقررة في كانون الأول/ ديسمبر 2021 وذلك بالتزامن مع تأجيل فتح الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب.
وقال ريتشارد نورلاند للصحفيين (الإثنين) إن جزءا من أهمية الانتخابات في ليبيا يكمن في أن حكومة قوية مشروعة ويعتد بها قد تضغط على الأطراف الأجنبية لسحب قواتها.
وأضاف قبل توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الثاني بشأن ليبيا "سيكون ذلك تطورا مهما للغاية ومؤثرا جدا لكننا لا نقترح الانتظار حتى العام المقبل في محاولة لتحقيق بعض التقدم".
وأضاف "هناك مفاوضات جارية مع بعض الأطراف المهمة تهدف إلى محاولة دفع بعض المرتزقة والمقاتلين الأجانب للرحيل".
مؤتمر برلين
وعلى صعيد متصل، يشارك الأمين العام المساعد بالجامعة العربية حسام زكي في ألمانيا بفعاليات مؤتمر "برلين 2" حول ليبيا، والتي تبدأ اليوم (الثلاثاء) ومن المقرر أن يلتحق الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بالوفد اليوم.
ويأتي حضور الجامعة العربية ضمن مشاركة عدد من المنظمات في المؤتمر قامت الخارجية الألمانية بتوجيه الدعوة إليها، في إطار حرصها على دعم جهود فرض الاستقرار بالأراضي الليبية، ومناقشة الخطوات القادمة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار دائم في ليبيا والتحضير للانتخابات.
وقد عقد مؤتمر "برلين 1" بشأن ليبيا في 19 كانون الثاني / يناير 2020 بحضور عدد من قيادات ليبيا والدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
اقرأ المزيد: جولة جديدة من مباحثات السلام الليبية في برلين
زعماء الدول المشاركة في مؤتمر برلين للسلام في ليبيا 19 كانون الثاني 2020
وعانت ليبيا من الفوضى والعنف لمدة عقد منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 بالزعيم الراحل آنذاك معمر القذافي، لكن الطرفين المتحاربين الرئيسيين وافقا هذا العام على تشكيل حكومة جديدة.
ورغم أنه ينظر لتشكيل حكومة موحدة والضغط من أجل إجراء انتخابات عامة نهاية العام الجاري على أنه أفضل أمل منذ سنوات للتوصل إلى حل سياسي مستدام، فلا تزال تلك العملية تواجه تحديات.
ولا تزال معظم الأراضي خاضعة لسيطرة جماعات محلية مسلحة، كما لم تسحب قوى أجنبية كبرى مرتزقتها من خطوط القتال وفضلا عن ذلك، لا يزال هناك خلاف بين شخصيات كبرى بشأن إدارة موارد ليبيا الاقتصادية.
تأجيل فتح الطريق الساحلي
في الأثناء أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة (5+1) عن تأجيل فتحِ الطريق الساحلي الرابط بين شرق ليبيا وغربها لأنه بحاجة إلى إصلاحات.
وتُعقد، في مدينة سرت وسط ليبيا، اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، الممثلة لحكومة الوحدة الوطنية وحفتر، بحضور البعثة الأممية، لمناقشة آليات فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها، خاصة تلك المتعلقة بالترتيبات الأمنية.
والطريق الساحلي "مصراتة - سرت" هو طريق مهم للتجارة، ومغلق منذ أن شنت مليشيات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، عام 2019، هجوما فاشلا للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.
وشدد المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، على أهمية انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة كافة من ليبيا.
واعتبر دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، أن إعادة فتح الطريق الساحلي هو أمرا بالغ الأهمية لتنفيذ اتفاق تشرين أول / أكتوبر الماضي المتعلق بوقف إطلاق النار.
وبرعاية الأمم المتحدة، وقع طرفا النزاع هذا الاتفاق، وينص على انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 3 أشهر من تاريخ التوقيع، وهو ما لم يتم على أرض الواقع.
ويتمركز في مدينة سرت (وسط) ومطارها مرتزقة من شركة "فاغنر" الروسية، الداعمة لمليشيا حفتر.
وأثنى دوجاريك على "الجهود القوية المبذولة من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والعمل مع السلطة التنفيذية المؤقتة لضمان فتح الطريق الساحلي".
وتضم هذه اللجنة 5 أعضاء من الحكومة الليبية الشرعية و5 من طرف مليشيات حفتر وتابع: "الأهم من ذلك كله هو ضرورة بدء انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة والقوات الأخرى، من دون تأخير أكثر من ذلك".
وأردف: "نواصل عزمنا على دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك من خلال النشر التدريجي لعناصر مراقبة وقف إطلاق النار، التابعين للأمم المتحدة".