استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
مساعٍ دبلوماسية مكثّفة بالتزامن مع تصاعد العدوان على غزة
تكثف الاسرة الدولية اليوم حملة المساعي الدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دون أن تلوح بوادر تهدئة مع دخول العدوان الاسرائيلي على غزة أسبوعه الثاني .
و تسبب العدوان على القطاع منذ العاشر من أيّار/مايو، وحتى اللحظة باستشهاد 212 فلسطينيا، بينهم طبيبان وما لا يقلّ عن 61 طفلاً، إضافة إلى أكثر من 1400 جريح، على ما أكّدت وزارة الصحّة الفلسطينيّة.
أمّا في الجانب الإسرائيليّ، فقُتل 10 أشخاص وأصيب 331 شخصا.
جلسة طارئة لمجلس الأمن وبايدن منحاز
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم (الثلاثاء) هو الرابع لبحث التصعيد في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، بينما لا تزال الولايات المتحدة ترفض المصادقة على بيان يدعو إلى وقف العدوان.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن المتهم داخل أوساطه بالافتقار إلى الحزم حيال الكيان المحتل، عن تأييده لوقف إطلاق نار خلال مكالمة هاتفية جديدة أجراها أمس (الإثنين) مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو والذي أكد بدوره "المضي في العمليات العسكرية "
وبحسب بيان للبيت الأبيض، فإن بايدن "شجّع "إسرائيل" على بذل كل جهد ممكن لضمان حماية المدنيين الأبرياء".
وأضاف البيان أن بايدن "أعرب عن دعمه لوقف إطلاق النار وناقش مشاركة الولايات المتحدة مع مصر وشركاء آخرين لتحقيق هذه الغاية".
رغم ذلك، وافق بايدن على صفقة بيع أسلحة للاحتلال بقيمة 735 مليون دولار.
طائرات الاحتلال تدمّر العيادة الوحيدة التي تجري فحوص كورونا
هذا وقد تواصلت غارات طائرات الاحتلال الإسرائيلي ليلا على القطاع ، وبعيد منتصف الليل ألقت المقاتلات عدة صواريخ على مبان في مدينة غزة متسببة بانفجارات كبيرة. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الأحد الإثنين عشرات الغارات على قطاع غزة، ما الحق أضرارا بصورة خاصة بعيادة هي الوحيدة التي تجري فحوص كشف الإصابة بكوفيد-19 ومكاتب الهلال الأحمر القطري ومباني وزارة الصحّة في قطاع غزّة الفقير والمحاصر منذ حوالى 15 عاما.
اقرأ المزيد: غزة 15 عاما ً ..حصارٌ لا يطاق معه العيش
و زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في تغريدة أنه أحصى تسعين عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة بين الساعة 19,00 الإثنين والساعة 7,00 الثلاثاء باتجاه المدن المحتلة، وأنه قصف "65 هدفا للمقاومة بواسطة 67 طائرة حربية".
ودمّر القصف الإسرائيلي الطرقات والشوارع الرئيسة في بعض المواقع و ألحق أضرارا جسيمة بالشبكة الكهربائية ما أدى إلى إغراق القطاع في الظلمة.
قطاع غزة صمود ومقاومة
من جانبه أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية استمراراها في التصدي للعدوان الاسرائيلي مهددة بشنّ ضربات على تلّ أبيب إذا لم يتوقّف استهداف المدنيين الأبرياء في القطاع، كما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، أن المقاومة مصممة على الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات وصد العدوان .
وفي كلمة مقتضبة عبر تطبيق تليغرام أمس حذّر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس جيش الاحتلال الاسرائيلي إن لم يتوقف عن قصف البيوت الامنة فإن المقاومة ستعاود قصف تل أبيب.
جبهة لبنان
نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن يكون “حزب الله” اللبناني مسؤولا عن إطلاق 6 صواريخ مساء أمس (الإثنين) تجاه الأراضي المحتلة شمال فلسطين .
ورد جيش الاحتلال بقصف مدفعي على مصادر إطلاق النار، دون مزيد من التفاصيل.
ولاحقا، أصدر جيش الاحتلال تعليمات بفتح الملاجئ في منطقة “إصبع الجليل” وحتى مسافة 4 كم من الحدود مع لبنان، بحسب قناة “كان” الرسمية.
ولم يصدر على الفور تعقيب من السلطات اللبنانية.
- دبلوماسية "متكتمة" -
محمود عباس خلال لقائه المبعوث الأمريكي هادي عمرو - رام الله 17 أذار 2021
في رام الله بالضفّة الغربيّة المحتلّة، حضّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس المبعوث الأميركي هادي عمرو لدى استقباله، على ضرورة "تدخّل الإدارة الأميركيّة لوضع حدّ للعدوان الإسرائيلي"، وفق ما أوردت وكالة "وفا".
من جهتها، دافعت المتحدثة باسم البيت الابيض جين ساكي عن النهج الدبلوماسي "المتكتم" إنما "المكثف" الذي تتبعه واشنطن حيال هذا الملف.
وسط هذه التطوّرات، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الإثنين أنّه بحث ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في تفاصيل وساطة ترمي للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين الكيان المحتل والفلسطينيّين، و أنّهما يسعيان للحصول على دعم الأردن لهذه المبادرة.
كما باشرت الأمم المتحدة بمساعدة قطر و مصر مبادرة ترمي إلى احتواء التصعيد.
وستبحث بروكسل أيضا المواجهات الجارية، وهي الأعنف منذ صيف 2014، خلال اجتماع طارئ يعقده وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عبر الفيديو.