استنزاف 70% من المستلزمات الطبية ونسبة الإشغال 100% في مستشفيات غزة

الصورة
من أمام أحد مستشفيات غزة
من أمام أحد مستشفيات غزة

مدير مستشفيات غزة لـ حسنى: الوضع مأساوي

المصدر
آخر تحديث

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 313 شهيدا و1990 جريحا حتى اللحظة. إذ تسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ يوم أمس على القطاع بتدمير جزء كبير من البنى التحتية واستنزاف القدرات المادية والبشرية في مستشفيات غزة والمراكز الصحية في القطاع.

حالة استنفار في مستشفيات غزة

مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة في غزة د. محمد زقوت قال في حديث مع حسنى إن حالة الطوارئ استنفرت كافة الطواقم الطبية، وتم فتح مختلف الأقسام وغرف الولادة والعناية المركزة لاستقبال الجرحى. 

وأوضح زقوت أن أعداد الشهداء والجرحى الذين وصلوا إلى مستشفيات غزة منذ يوم أمس كبير، وشكل ضغطا هائلا على المستشفيات التي تعاني شحا في الإمدادات قبل بدء الحرب. 

استهلاك 70% من الأدوية والمستلزمات الطبية 

وتسبب العدوان الإسرائيلي بوقوع مئات الجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات المختلفة، حيث استنزفت غالبية الموارد والمستلزمات الطبية المختلفة خلال الـ 24 ساعة الماضية. 

وبين زقوت أن مستشفيات غزة عانت من نقص في المستلزمات الطبية بلغ 40% قبل بدء الحرب، ومع بدء القصف الإسرائيلي يوم أمس تم استهلاك ما نسبته 70% من المستلزمات والأدوية الطبية المتوفرة، وتابع:

"استهلكنا خلال يوم واحد من الأدوية والمستلزمات الطبية ما يتم استهلاكه خلال شهر كامل، وحجم الإصابات ضخم جدا".

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى تعري وجه الغرب الداعم لإسرائيل

كيف يمكن تزويد الغزيين بالدواء؟

وتحيط بقطاع غزة 7 معابر لا يدخل القطاع شيء إلا من خلال المرور عبر أحدها، حيث تخضع 6 معابر لسيطرة سلطات الاحتلال والمعبر الأخير تحت سيطرة مصر والسلطة الفلسطينية وبراقبة أوروبية. 

وتشدد دولة الاحتلال الإسرائيلي الخناق على الغزيين من خلال إغلاق المعابر التي تخضع لسيطرتها، حيث إن السبيل الوحيد لتوفير الدعم الطبي للقطاع هو معبر رفح. 

زقوت ناشد في حديثه مع حسنى الدول والمنظمات الدولية لتسيير قوافل مساعدات طبية، تشتمل على الأدوية والمستلزمات الطبية بالسرعة القصوى. وأفاد أن الحرب ما زالت في يومها الأول ويحتاج القطاع للمزيد من اللوازم الطبية؛ في ظل استمرار العدوان الذي يوقع مزيدا من الشهداء والجرحى في كل دقيقة. 

ودعا زقوت الدول إلى استخدام معبر رفح لإيصال المساعدات الطبية، إضافة إلى الكوادر الطبية الراغبة بالتطوع لدعم الكوادر العاملة في القطاع. 

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى.. مئات القتلى الإسرائيليين وعشرات الأسرى وصواريخ تدك تل أبيب

انقطاع الكهرباء.. قتل بطيء للمصابين

وزير الطاقة والبنية التحتية في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس صادق يوم أمس على قرار يقضي بقطع الكهرباء عن قطاع غزة، لفرض المزيد من التضييق على الغزيين. وأصبحت الكهرباء شبه مقطوعة داخل قطاع غزة، حيث تمت جدولتها لتأتي 4 ساعات خلال اليوم الواحد؛ نظرا لقطع تل أبيب كافة خطوط الكهرباء. 

زقوت أكد لـ حسنى أن انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيات غزة يعد تهديدا حقيقيا ويمثل قتلا بطيئا للمصابين. وبين أن قطع الكهرباء يؤثر على عمل الأجهزة الطبية، ويعرض المرضى في غرف العناية الحثيثة وغرف العمليات لخطر الموت. 

وأوضح زقوت أن مستشفيات غزة بدأت بالاعتماد على مولدات الطاقة لتوفير الكهرباء بعد قرار إسرائيل بقطع الكهرباء، مشيرا إلى أن المولدات لا يمكن الاعتماد عليها نظرا لتوقفها المتكرر عن العمل. 

وحول مدة استمرار عمل المولدات، قال زقوت إن المستشفيات خلال أيام قليلة لن تكون قادرة على توفير السولار للمولدات، مشيرا في الوقت ذاته إلى مخاطر قطع الكهرباء عن محطات تحلية المياه وآبار المياه التي تزود مواطني القطاع بمياه الشرب، وهو ما سيؤدي إلى كارثة صحية، وفق حديثه. 

نسبة إشغال 100% لمستشفيات القطاع الحكومية

يوجد في قطاع غزة 13 مستشفى حكوميا، منها 6 مستشفيات عامة ومجهزة لاستقبال الجرحى، فيما تعد المستشفيات الـ 7 الأخرى مستشفيات تخصصية تعنى بأمراض العيون والأورام والأطفال والولادة. 

زقوت أشار إلى أن القدرة الاستيعابية في مستشفيات غزة الحكومية تصل إلى 2450 سريرا، مبينا أن نسبة الإشغال بلغت في هذه الأثناء 100%. وأوضح زقوت أن المستشفيات غير الحكومية لا تستطيع استيعاب أعداد كبيرة من الجرحى، حيث يستوعب مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر نحو 150 شخصا، وهو أكبر المستشفيات غير الحكومية التي يمكن الاعتماد عليها في تحويل المرضى. 

إنهاك للكوادر الطبية العاملة 

الكوادر الطبية العاملة في قطاع غزة سيصيبها الإنهاك في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وازدياد أعداد المصابين، وذلك حسب زقوت الذي أكد لـ حسنى أن الكوادر الطبية المتوفرة في مستشفيات غزة مستعدة للتعامل مع الأزمات وقادرة على التحمل، إلا أنَّ استمرار عمليات القصف العشوائي للقطاع سيتسبب بإنهاك الفرق وسيحول دون قدرتها على التعامل مع الحالات الطبية للجرحى. 

وأشار زقوت إلى أن ظروفا عدة تسهم في عدم قدرة الفرق على التعامل مع الجرحى، مثل: 

  • الإنهاك البدني نتيجة العمل لساعات متواصلة. 
  • الظروف العائلية للأطباء مثل استشهاد أحد أفراد عائلته. 
  • تعرض منازل الأطباء للقصف ونزوح عائلاتهم.
  • نقص عدد أطباء الاختصاص.

وطالب زقوت دول العالم والمنظمات الدولية بدعم القطاع طبيا وتوفير أطباء متخصصين قادرين على إجراء عمليات دقيقة ونوعية.

اقرأ المزيد.. اشتباكات مسلحة جديدة والتفاف شعبي خلف المقاومة في طوفان الأقصى

00:00:00