أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، اغتيال رئيس الحركة إسماعيل هنية والذي كان في زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة
بايدن يضع بوتين وحماس في صف واحد ويؤكد على مواجهتهما
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده لن تتراجع عن تحدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.
وزعم بايدن في مقاله الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن بوتين وحماس يقاتلان من أجل محو دولة ديمقراطية عن الخارطة، وفي ذلك إشارة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي من منظور غربي، وأضاف أن حماس وبوتين يأملان في انهيار الاستقرار والتكامل الإقليمي، والاستفادة من الفوضى التي تترتب على ذلك.
وأكد الرئيس بايدن أنه لا يمكن لأمريكا أن تسمح بذلك؛ من أجل مصالحها القومية، ومن أجل الخير للعالم أجمع، حسب قوله.
الولايات المتحدة شرطي العالم
وحديث بايدن في هذه الجزئية يدلل على محاولة واشنطن تعزيز دورها بلعب دور "شرطي العالم" والتي طالما روجت له واشنطن وتحاول أن تكرسه في الأزمات.
وكتب بايدن في مقاله واصفا الدور القيادي لبلاده:
"إدراكا من الولايات المتحدة لدورها كدولة أساسية، فإنها تتعاون مع شركائها وحلفائها لمواجهة هؤلاء المعتدين وبناء مستقبل أكثر سلاما. إن العالم يتطلع إلى الولايات المتحدة من أجل التصدي للتحديات المعاصرة، ومن واجبنا أن نتولى القيادة، لأننا إذا ابتعدنا عن تحديات اليوم، فإن خطر الصراع قد ينتشر، وسوف ترتفع تكاليف التصدي له، وهذا ما لن نسمح بحدوثه".
وبدأ بايدن مقالته بحديثه عن التحولات الكبيرة التي يواجهها العالم والخيارات التي يجب القيام بها إزاء تلك التحولات، خاصة فيما يتعلق بالأزمتين الأوكرانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما طرح أسئلة حول شكل العالم بعد انتهاء هذه الصراعات، وتطرق إلى قضايا مثل تعايش الإسرائيليين والفلسطينيين. وتساءل بايدن:
"كيف سيكون شكل العالم بمجرد انتهاء هذه الصراعات؟ هل سنتمكن من منع حماس من أن ترتكب أعمال عنف متطرفة؟ هل يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين التعايش بسلام في ظل دولتين منفصلتين لشعبين مختلفين؟ هل سنتمكن من تحميل بوتين المسؤولية عن عدوانه، لكي يستطيع شعب أوكرانيا أن يعيش حرا وتظل أوروبا مرساة للسلام والأمن العالميين؟".
وطرح بايدن السؤال الأكبر حسب قوله:
"هل سنتمكن من مواصلة تحقيق رؤيتنا الإيجابية للمستقبل بإصرار وتصميم، أم أننا سنسمح للذين لا يشاركوننا قيمنا أن يجروا العالم إلى مكان أكثر خطورة وانقساما؟".
وأكد بايدن على التعاون مع الحلفاء والشركاء لمواجهة التهديدات. وتناول قضية أوكرانيا والدفاع عن حريتها ضد بوتين، مؤكدا على تقديم الدعم الأمريكي للأوكرانيين دون تدخل القوات الأمريكية في الصراع. كما أشار أيضا إلى تضافر الجهود العالمية في دعم أوكرانيا، وتعزيز حلف شمال الأطلسي.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أعرب بايدن عن تضامنه مع "الشعب الإسرائيلي" واستنكاره لما وصفها "أعمال العنف التي ارتكبتها حماس"، وأكد على دعم الولايات المتحدة لإطلاق سراح الرهائن.
بايدن أشار إلى أهمية فهم التأثير العابر للصراعات في الشرق الأوسط على مستوى عالمي، كما أكد على حق الشعب الفلسطيني في دولة خاصة بهم، وعبر عن الحاجة للعمل نحو حل الدولتين وإنهاء الحرب بشكل دائم في المنطقة.
بايدن يقترح سلطة فلسطينية متجددة ومستقبل بلا حركة حماس
وقدم بايدن مقترحات لتحقيق ذلك، كتوحيد غزة والضفة الغربية، وتحسين الوضع الاقتصادي والأمني، وقال في هذا الشأن:
"وسعيا للوصول إلى هذا الهدف.. يجب ألا تستخدم غزة مرة أخرى كواجهة للإرهاب. ويجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال، ولا حصار، ولا تقليص في الأراضي. ولا بد من إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعا نحو حل الدولتين. لقد كنت أؤكد في لقاءاتي مع قادة "إسرائيل" أن العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف، ولا بد لأولئك الذين يرتكبون أعمال العنف من أن يخضعوا للمساءلة. والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواتنا الخاصة، بما في ذلك إصدار حظر على تأشيرات الدخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية كما أنه يجب على المجتمع الدولي تخصيص الموارد لدعم سكان غزة، بما في ذلك التدابير الأمنية المؤقتة، وإنشاء آلية لإعادة الإعمار. ومن الضروري ألا تنطلق أي تهديدات "إرهابية" مرة أخرى من غزة أو الضفة الغربية، وإذا تمكنا من الاتفاق على هذه الخطوات الأولى، وأخذناها مجتمعة، فيمكننا أن نبدأ في تصور مستقبل مختلف. وفي الأشهر المقبلة، سوف تضاعف الولايات المتحدة جهودها لإقامة شرق أوسط أكثر سلما وتكاملا وازدهارا، منطقة لا يمكن أن يتكرر فيها يوم مثل السابع من تشرين الأول".
كما تحدث عن الجهود الرامية إلى منع انتشار الصراع وتصعيده في المنطقة، مع إرسال مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية لتعزيز الردع، كما جدد التزام الولايات المتحدة بما سماه "مكافحة حماس" والجهات التي تمولها وتسهل إرهابها، حسب زعمه، مع فرض عقوبات تعيق عمليات تمويلها ماليا وتمنع وصولها إلى التمويل الخارجي.
كما يذكر بايدن زيارته الفورية إلى دولة الاحتلال خلال العدوان لإظهار التضامن وتأكيد دعم الولايات المتحدة "لإسرائيل" مشددا على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، كما تطرق للجهود الإنسانية لتقديم المساعدات للمدنيين في غزة.
وقال في مقاله بهذا الشأن:
"سنواصل العمل لمنع انتشار هذا الصراع. لقد أمرت مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية بالذهاب إلى المنطقة لتعزيز الردع، نحن نلاحق حماس وأولئك الذين يمولون "إرهابها" ويسهلونه، ونفرض عقوبات لإضعاف الهيكل المالي لحماس، وقطعها عن التمويل الخارجي ومنع الوصول إلى مصادر التمويل الجديدة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. وقد سافرت على الفور إلى "إسرائيل" وكنت الرئيس الأمريكي الأول الذي يفعل ذلك أثناء الحرب لإبداء التضامن مع الشعب الإسرائيلي، وإظهار دعم الولايات المتحدة "لإسرائيل". إن من واجب "إسرائيل" ومن حقها أيضا أن تدافع عن نفسها. منذ البداية، دعت إدارتي إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتقليل الخسائر في الأرواح البريئة إلى الحد الأدنى، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين".
وفي مقالته ردد من جديد الرئيس الأمريكي الأكاذيب التي روجتها حكومة بنيامين نتنياهو لتبرير مجازرها في غزة حيث اتهم حركة حماس بالاختباء بين المدنيين الأبرياء وفي المستشفيات والمدارس وقال:
"تتعارض هذه الجهود تعارضا حادا مع التكتيكات البغيضة التي تتبعها حماس، والمتمثلة بالتخفي بين المدنيين الفلسطينيين واستخدام الأطفال والأبرياء كدروع بشرية وزرع أنفاق إرهابية تحت المستشفيات والمدارس والمساجد والمباني السكنية، وكلها تؤدي إلى حصيلة مأساوية من الموت.. لو كانت حماس مهتمة حقا بحياة الفلسطينيين، لأطلقت سراح جميع الرهائن، ونزعت سلاح المسؤولين عن حادثة الـ 7 من تشرين الأول، وسلمتهم للمحاسبة".
وبرر بايدن موقف واشنطن الرافض لإطلاق النار في غزة على اعتبار أنه سيمثل فرصة لحماس من أجل إعادة ترتيب قوتها قائلا:
"طالما أن حماس متمسكة بأيديولوجية التدمير، فلا يمكن لوقف إطلاق النار أن يصنع السلام. وبالنسبة لأعضاء حماس فإنهم يتعاملون مع وقف إطلاق النار كفرصة لإعادة بناء مخزونهم من الصواريخ، وإعادة تمركز المقاتلين، وبدء عمليات القتل من خلال مهاجمة الأبرياء مرة أخرى".
تحديات داخلية وكراهية متصاعدة
ينتقل بايدن إلى التحديات الداخلية في الولايات المتحدة، حيث يتحدث عن زيادة الكراهية ومعاداة السامية في أمريكا ويدعو إلى نبذها، مع التأكيد على أهمية الحرية وحق التعبير. وإن ما وصفها بلحظات الخوف والشك والغضب على أشدها، تستدعي ضرورة العمل على تجاوزها للحفاظ على القيم الأمريكية حسب قوله، زاعما أن بلاده هي أمة الحرية الدينية والتعبير، كما تطرق في حديثه إلى تعاظم معاداة "السامية" والإسلاموفوبيا في بلاده مشددا على أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي عندما تطل الكراهية برأسها، متهما "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس بتصاعد تلك الكراهية، قائلا:
"يجب علينا أن نعمل بجد أكبر للتمسك بالقيم التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه. نحن أمة الحرية الدينية وحرية التعبير. لدينا جميعا الحق في النقاش والاختلاف والاحتجاج السلمي، لكن دون خوف من استهداف المدارس أو أماكن العمل. في السنوات الأخيرة، تم توفير الكثير من الأكسجين للكثير من الكراهية، مما أدى إلى تأجيج العنصرية وارتفاع القلق في معاداة السامية في أمريكا. وقد تكثف ذلك في أعقاب هجمات الـ 7 من تشرين الأول، إذ تشعر العائلات اليهودية بالقلق من استهدافها في المدرسة، ويشعر عدد كبير جدا من الأمريكيين المسلمين والأمريكيين العرب والأمريكيين الفلسطينيين، بالغضب والألم، خوفا من عودة كراهية الإسلام وانعدام الثقة التي شهدناها بعد الـ 11 من أيلول. ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي عندما تطل الكراهية برأسها. ويجب أن ندين معاداة السامية وكراهية الإسلام، كما يجب أن ننبذ العنف وأن ننظر إلى بعضنا كمواطنين أمريكيين وليس كأعداء".
وفي ختام مقالته عبر بايدن عن أمله بالخروج من دوامة العنف من خلال المزيد من الأمل والحرية، وتقليل الغضب والمظالم والصراع. خاصة في هذه اللحظة حيث تشتد الحاجة إلى رؤية واضحة، وأفكار طموحة، وشجاعة سياسية، قائلا إن هذه هي الاستراتيجية التي ستستمر إدارته في اتباعها سواء في الشرق الأوسط، أو في أوروبا، أو في مختلف أنحاء العالم.
اقرأ المزيد.. الرئيس الأمريكي يردد كذب الاحتلال ويتهم المقاومة بارتكاب مجزرة المعمداني