73 عاما على النكبة و الفلسطينيون في مقاومة و صمود

الصورة
آخر تحديث

منذ تاريخ  15 من آيار/ مايو لعام 1948  وحتى اليوم  ثلاثة و سبعون عاما مرت على النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني،  سبعة عقود ونيف وفلسطين مثقلة بكيان دخيل تغلغل في أحشائها ونهش أراضيها وارتكب فيها أبشع المجازر .

مع تمام الساعة الرابعة من عصر يوم الجمعة، الموافق 14 آيار/ مايو 1948، وقف دافيد بن غوريون، أول رئيس لحكومة الاحتلال ، أمام قيادة المجلس اليهودي في مدينة تل أبيب، مُعلنًا قيام «دولة إسرائيل» في تل أبيب، و بعد عشر دقائق من إعلان قيام الدولة الناشئة اعترف بها الرئيس الأمريكي هاري ترومان.

 

نذير الحرب: محطات ما قبل 1948

17 أيلول /سبتمبر 1947

توجست الدول العربية من تزايد الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية، وفي خطوة أولى لمجابهة ذلك، حاولت الجامعة العربية توفير الاحتياجات الدفاعية للفلسطينيين، فشكّلت «اللجنة العسكرية الفنية» لتقييم الوضع العسكري، ودعت الدول العربية للتعبئة الكاملة، كما وضعت مبلغ مليون جنيه إسترليني، وعشرة آلاف بندقية، وثلاثة آلاف متطوع بينهم نحو 500 فلسطيني، تحت تصرف اللجنة العسكرية الفنية.

29  تشرين ثاني/ نوفمبر 1947

بصورة رسميةٍ و بقرارٍ أممي تمَّ تقسيم فلسطين، حيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار  181 بتقسيم بموافقة 23 دولة و رفض 13 دولة و امتناع 10 عن التصويت و صارت الخريطة تشمل دولة يهودية على 56% من مساحة فلسطين الكلية، ودولة عربية على 43% منها، وتدويل منطقة القدس البالغة نسبتها 1%.

 

و بينما رحب اليهود بالقرار، أعلن العرب و الفلسطينيون رفضهم له، و شكلوا «جيش الإنقاذ» المكون من متطوعين عرب غير نظاميين بقيادة الضابط السوري «فوزي القاوقجي»، لطرد الجماعات اليهودية من فلسطين.

ومع إعلان العرب عزمهم التدخل في فلسطين، تم تكليف «يغال يادين» القائد العام المساعد للجيش الإسرائيلي، بوضع خطة لمواجهة هذا التدخل، عرفت بالخطة «دالت»، التي نصت على فرض الوجود العسكري للمنطقة التي خصصتها الأمم المتحدة للدولة العبرية، بالإضافة إلى الاستيلاء على أجزاء كبيرة من الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية.

 كانون الثاني / يناير 1948

عاد قائد الثوار الفلسطيني «عبد القادر الحسيني» سراً الى فلسطين بعد عشر سنوات في المنفى، لتنظيم المقاومة ضد قرار التقسيم، وتولى قيادة كتائب جيش الإنقاذ في جنين ونابلس وطولكرم داخل المساحة المُخصصة للدولة العربية.

وفي غضون ذلك، صدر تقرير بريطاني للأمم المتحدة يُقدر مقتل وإصابة 1974 شخصاً في فلسطين في الفترة من 30 تشرين الثاني / نوفمبر 1947 إلى 10 كانون الثاني / يناير 1948.

9 نيسان/ أبريل 1948

أرجع بعض المؤرخين سبب نكبة عام 1948 إلى هذا التاريخ؛ حينما قام تنظيم الهاغانا بقيادة «مناحم بيغن» باقتراف مذبحة ضد المدنيين في قرية دير ياسين، غربي القدس الشريف قرب الأسطل، واحتلالها، وقتل فيها أكثر من 95 فلسطينيًا من المدنيين، مما أصاب العرب بهلع حيث كانوا يفرون من أمام اليهود.

مذبحة دير ياسين تعد منعطفا مهما وخطيرا في حياة الشعب الفلسطيني لأن اليهود استخدموها كأكبر و سيلة لتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين، لأن الكثير من الفلسطينيين فروا للمحافظة على الأرواح والأعراض.

اقرأ المزيد: 73 عاماً على مذبحة دير ياسين الشاهدة على الإجرام الصهيوني

30 نيسان/ أبريل 1948

احتلت منظمة الهاغانا الصهيونية المناطق الاستراتيجية في القدس الغربية التي أخلاها الجيش البريطاني، وقاموا بتطهير المنطقة عرقياً من سكانها الفلسطينيين، مما صاحبه فرار حوالي (175 إلى 200) ألف لاجئ فلسطيني من المناطق التي احتلها اليهود، كما تمكنت المنظمات الصهيونية من احتلال حيفا وطرد سكانها منها.

نكبة العرب و فلسطين

 

15  آيار / مايو  1948 

 بعد أن أدركت بريطانيا أن الحركة الصهيونية أصبحت قادرة على شق طريقها بنفسها دون الحاجة إلى مساعدتها، وأن تنفيذ وعد بلفور بات وشيكاً  أعلنت الحكومة البريطانية انتهاء الانتداب على فلسطين، وبهذا الإعلان يكون قيام دولة "إسرائيل" قد دخل حيز التنفيذ.

فيما نددت الحكومات العربية، وأذاعت في بيان مشترك إعلان دخول قواتها إلى فلسطين، وبدأت الجيوش تعبر الحدود من كل ناحية، لتبدأ حرب 1948، في وقت كانت عصابات «الهاغانا» الصهيونية، تسيطر على رقاع متعددة في البلاد وتضم أغلبية المستعمرات اليهودية والمدن الرئيسية.

16 مايو/آيار 1948

شهد اليوم الذي تلا إنهاء الانتداب البريطاني و إعلان قيام دولة "إسرائيل" ، تحركا عربيا واضحا شمل دخول الجيوش العربية السبعة إلى فلسطين، حيث عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، ثم عبر لواء رابع وعدد من كتائب المشاة خلال الحرب، آنذاك كانت الجبهة الأردنية أقوى الجبهات وأهمها، نظرًا لارتفاع مستوى تدريبات الجيش الأردني وتكتيكاته التي مكنته من خوض ثلاث معارك كبرى (باب الواد، و اللطرون، وجنين).

بعض من شهداء الجيش الأردني اللذين ارتقوا في معركتي باب الواد واللطرون 1948

بينما عانت باقي الجيوش العربية ضعفًا شديدًا في اتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى التكتيكي، وعجزت عن القيام بمناورات عسكرية، كما ضم الجيش الأردني نحو خمسين ضابطا بريطانيا، وألحق بالإسرائيليين خسائر كبيرة في بداية الحرب.

وفي الجانب المصري، دفع نقص التسليح و ضيق الوقت القيادة المصرية لتشكيل لجنة «احتياجات الجيش» ومنحها الملك فاروق صلاحيات واسعة لشراء السلاح و تحديد مصادره و أنواعه، في أقرب وقت، دون رقابة، ومع حظر مجلس الأمن بيع الأسلحة للدول المتحاربة في فلسطين؛ لتحجيم قدرة الدول العربية على القتال، لجأت الحكومة المصرية لعقد صفقات مع شركات السلاح تحت غطاء أسماء وسطاء مصريين وأجانب، للتحايل على القرار.

وقد أرسل الأمين العام لجامعة الدول العربية حينئذ، «عبد الرحمن عزام»، إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يبلغه قرار الدول العربية التي وجدت نفسها مضطرة إلى التدخل لإعادة السلام إلى نصابه و لإقرار الأمن و النظام في فلسطين، ولمنع انتشار الفوضى في الأراضي العربية المجاورة، ولملئ الفراغ الذي خلّفه إنهاء الانتداب، وهذه الدول هي مصر وسوريا ولبنان وشرق الأردن والعراق، كما اشتركت كل من السعودية واليمن وليبيا بقوات رمزية من جيوشها.

ولكن رغم ذلك، استطاعت الجيوش العربية أن تحقق تقدما على كل المسارات و الجبهات في المرحلة الأولى من القتال التي امتدت من 15 آيار/ مايو   إلى 10  حزيران /يونيو، فقد وصل الجيش العراقي حتى مسافة 10 كيلو مترات جنوب تل أبيب، و وصل الجيش الأردني إلى القدس، كما أن الجيش السوري و اللبناني حققا تقدماً جيداً في الشمال و الجليل.

10 حزيران/ يونيو 1948

بعدما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على لبنان قرار وقف إطلاق النار و حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة، فتوقف القتال بين جيش الاحتلال و الجيوش العربية النظامية، بينما واصل جيش الإنقاذ عملياته العسكرية في منطقة الجليل.

تم تحديد هدنة لمدة أربعة أسابيع تحت رعاية أممية، و على الرغم من حظر التسليح أو إرسال أي قوات جديدة لجبهات القتال، فإن الاحتلال لم يلتزم بهذا الشرط، و سعت لتعويض خسائرها، وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة و خصوصا الطائرات، كما تطوع كثيرون من يهود أوروبا للقتال.

8 تموز /يوليو 1948

عندما تجدد الحرب في الجولة القتالية الثانية، استأنف جيش الاحتلال القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة تمديد الهدنة، وفي هذه الأثناء كانت العصابات الصهيونية قد استكملت تسليحها و تدريبها و تعبئة كل الطاقات البشرية القادرة على حمل السلاح، حتى وصل عدد المقاتلين اليهود إلى 106 آلاف مقاتل، الكثير منهم شارك في الحرب العالمية الثانية، ويتمتع بقدرة عالية على استيعاب العلوم العسكرية، في مقابل 67 ألف جندي عربي نظامي وغير نظامي.

رئيس حكومة الاحتلال ديفيد بن غوريون وعدد من افراد عصابات الهاجاناه التي شكلت نواة الجيش الاسرائيلي لاحقا عام 1948

 

أمام هذا الاختلال في موازين القوى في العدد والعتاد والكفاءة القتالية، استطاعت المنظمات الصهيونية أن تستولي على 80% من مساحة فلسطين، و مع انتهاء الهدنة اتخذت المعارك مساراً مختلفاً، وتعرّضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم، مكّنت قوات الاحتلال من بسط سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية، واستطاعوا فك الحصار العربي عن القدس.

21  تموز / يوليو 1948

أصدر مجلس الأمن نداء لوقف إطلاق النار وضغطوا على الدول العربية، بفرض عقوبات قاسية على طرفي المعركة وقد قبل العرب هدنة ثانية، و كان هذا القبول بمثابة اعتراف بالهزيمة، وانسحب جيش الإنقاذ من فلسطين بنفس اليوم، بينما استمرت المعارك مع المتطوعين فقط، وانسحبت الجيوش العربية.

كما تم اغتيال وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت في القدس من قبل منظمة شتيرن الصهيونية، وخلفه نائبه الأمريكي رالف بانش .

7  كانون الثاني / يناير 1949

انتهى القتال بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب، وطوّق القوات المصرية التي كانت موجودة حول الفالوجة في النقب الشمالي، ثم بدأت المفاوضات في جزيرة رودس اليونانية، حيث توسطت الأمم المتحدة بين الكيان المحتل من جانب، وكل من مصر و  الأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر، وتم الاتفاق على الهدنة بين مصر و الاحتلال، ثم وقع كل من لبنان و الأردن على الهدنة.

من 24  شباط / فبراير إلى 20 تموز /  يوليو 1949

تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع مع الدول العربية، وعقبها تحديد الخط الأخضر الذي شهد اعترافا دوليّا، وسُمي «خط هدنة» لعام 1949،.

وعلى صعيد آخر، أوصى مجلس الأمن في 7 آذار / مارس  1949 بقبول "إسرائيل" عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.

وفي 11  أيار/ مايو 1949 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه التوصية.

تسببت هذه الحروب بتمزيق فلسطين الوطن والشعب، وخلّفت نحو مليون لاجئ فلسطيني، عاشوا في البلدان العربية المجاورة، وانتهت الحرب التي صنعت مأساة فلسطين، تلك الحرب التي بدأت عربية وانتهت بمعاهدات هدنة فردية مع الأنظمة، ليدفع ثمنها شعب فلسطين من دمه وكيانه ووجوده على خارطة العالم يومًا ما.

منذ النكبة  وحتى اليوم 

لم يتغيّر شيء منذ نكبة 48، وهنا النكبة الحقيقيّة، وهي تكمن في العامل الذاتي العربي، في التفكك، في الكيانات الإقليميّة المتذابحة، في الجيوش التي لا تحشد لفلسطين - كنّا بسبعة جيوش في ال48، وها ( لدولنا) 22 جيشا تشترى لها أسلحة بالمليارات!- ..في الجهل والفساد وغياب احترام الشعوب، وتغييب الشعور بخطر العدو الصهيوني عن وعي الأمّة، وإحلال الأحقاد الطائفيّة والإقليميّة لإشغال الأمّة وإنهاكها واستنفاد طاقاتها.

في الذكرى الـ 73 للنكبة يتضاعف عدد الفلسطينيون أكثر من 9 مرات

 استعرض مركز الإحصاء الفلسطيني، من خلال الأرقام والحقائق والمعطيات التاريخية والحالية من النواحي الجغرافية والديمغرافية والاقتصادية أوضاع  الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة والسبعين لنكبة فلسطيني، وذلك على النحو الآتي:

النكبة: تطهير عرقي وإحلال سكاني وسيطرة على الأرض

 شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، حيث انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم  داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.

سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه إقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.

الواقع الديمغرافي: بعد 73 عام على النكبة تضاعف الفلسطينيون أكثر من 9 مرات

بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود الى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.

بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم في نهاية العام 2020 حوالي 13.7 مليون نسمة

وعلى الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم الى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم في نهاية العام 2020 حوالي 13.7 مليون نسمة، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.8 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.6 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)، وتشير التقديرات السكانية أن عدد السكان نهاية 2020 في الضفة الغربية "بما فيها القدس"  3.1مليون نسمة، وحوالي 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 467 ألف نسمة في نهاية العام 2020، منهم حوالي 65% (حوالي 301 الف نسمة) يقيمون في مناطق القدس ((J1، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967.  وبناء على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون 49.7% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.3% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها وتجدر الإشارة إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1,682  كم2 من أرض فلسطين التاريخية وتشكل ما نسبته 6.2%.

واقع اللاجئين الفلسطينيين

أشارت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الى أن عدد اللاجئين المسجلين  وذلك في كانون ثاني 2020، حوالي 6.3 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.  وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين  باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف الأونروا" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا. 

 

الكثافة السكانية: نكبة فلسطين حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان

بلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين في نهاية العام 2020 حوالي 857 فرد/ كم2 بواقع 545 فرد/كم2 في الضفة الغربية و5,693 فرد/كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين الى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان،  ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اقام منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 م على طول الحدود الشرقية للقطاع وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة حيث بلغت 47%، ويتبين أن معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15-24 سنة بواقع 72% للعام 2020، هذا بدوره ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، مما حوّل ما يزيد عن نصف السكان في قطاع غزة الى فقراء، حيث بلغت نسبة الفقر في العام 2017 في قطاع غزة 53%.

 

ما يزيد عن مائة ألف استشهدوا دفاعا عن الحق الفلسطيني منذ نكبة 1948

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو  مائة ألف شهيد،[1] فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,969 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2020، ويشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2020 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 43 شهيداً منهم 9 شهداء من الأطفال وثلاث سيدات، فيما بلغ عدد الجرحى خلال العام 2019 حوالي 1,650 جريحاً، ومنذ بداية العام 2021 وثق استشهاد 18 شهيدا في فلسطين، بينهم أسيرين، وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

نحو مليون حالة اعتقال منذ العام 1967

26 أسيراً أمضوا في سجون الإحتلال ما يزيد على ربع قرن

بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي 4,500 أسيراً نهاية العام 2020 (منهم 140 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 41 أسيرة من بينهن 12 أسيرة أمهات)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2020 حوالي 4,634 حالة، من بينهم 543 طفلاً و128 إمرأة، كما تشير البيانات الى وجود 570 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و650 معتقلا إداريا، كما وتشير البيانات الى أن اسرائيل تعتقل ما يزد على 700 أسير من المرضى وستة أسرى من النواب بالمجلس التشريعي، بالإضافة لوجود 25 أسيراً اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993 وما زالوا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية.

ويتضح من البيانات أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 226 أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي بحق الأسرى، وتشير البيانات إلى استشهاد 103 أسرى منذ أيلول عام 2000، وقد شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية حيث استشهد سبعة أسرى، خمسة منهم نتيجة الإهمال الطبي.

تواصل التوسع الاستعماري للإحتلال الاسرائيلي

بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2019 في الضفة الغربية 461 موقعاً، منها 151 مستعمرة و26 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و140 بؤرة استعمارية، أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 688,262 مستعمراً وذلك في نهاية العام 2019، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.6%، ويشكل استقدام اليهود من الخارج أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني بدولة الاحتلال، ويتضح من البيانات أن حوالي 46% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم 316,176 مستعمراً منهم 232,093 مستعمراً في القدس J1 (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي اليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني. وشهد العام 2020 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 6,719 وحدة استعمارية في عام 2020، كما تمت المصادقة على مخططات تتضمن 12,159 وحدة استعمارية أخرى خلال العام نفسه، بالإضافة الى إقامة 11 بؤرة استعمارية جديدة.

 

مصادرة مستمرة  للأراضي

استغل الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأمن والتخطيط والبناء، حيث يستغل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، تسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها، فيما بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية (تشمل المساحات المغلقة والمخصصة لتوسيع هذه المستعمرات) نحو 542 كم2 كما هو الحال في نهاية العام 2019، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع والذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية،  وتضرر ما يزيد على 219 تجمع فلسطيني من إقامة الجدار، كما ويضع الاحتلال الإسرائيلي كافة العراقيل لتشديد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصة في القدس والمناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية والتي ما زالت تقبع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي الكاملة. 

         

القدس: تهويد مكثف وممنهج

قام الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2020 بهدم وتدمير 976 مبنى، منها حوالي 30% في محافظة القدس بواقع 296 عملية هدم، منها 180 مبنى داخل أحياء مدينة القدس، وبلغ عدد عمليات الهدم الذاتي 89 عملية هدم ذاتي للمباني الفلسطينية يقع معظمها في محافظة القدس، كما أصدر الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2020 أوامر بالهدم ووقف البناء والترميم  لنحو 1,012 مبنى في الضفة الغربية والقدس بزيادة مقدارها حوالي 45% عن العام 2019، كما تقوم سلطات الاحتلال بوضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين.

لم تتوقف سياسة قوات الاحتلال عن هدم المباني المملوكة للفلسطينيين وما نتج عنه من تهجير للسكان من منازلهم في جميع أنحاء الضفة الغربية، إذ وثق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا) منذ عام 2009، أن قوات الاحتلال دمرت 7,514 منزلا او منشأة منذ عام 2009 منها 1,343 منشأة ممولة من المانحين مما أدى لتهجير 11,356 مواطنا، وتوزعت عمليات الهدم بواقع 19% في القدس الشرقية، بالإضافة الى 79% في المناطق المصنفة ج  ونحو 2% من عمليات الهدم في المناطق المصنفة أ و ب،  ووثقت أوتشا أن نحو 851 منشأة تم هدمها خلال العام 2020، منها 157 منشأة ممولة من المانحين مما أدى لتهجير 1,001 مواطن، ومثلت خربة حمصة بغور الأردن الصورة الحية لعمليات الهدم الممنهجة والتي تم هدمها ثلاث مرات خلال الربع الأخير من عام 2020 حيث يقطن في خربة حمصة عشرات العائلات من بينهم ما يزيد على 40 طفلا.

 

أكثر من 1,000 إعتداء للمستعمرين

نفذ المستعمرون تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي 1,090 اعتداءً بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العام 2020، بزيادة بلغت 9% عن العام 2019، وتنوعت الاعتداءات بين إقتلاع وتدمير وحرق 8,925 شجرة، وتنفيذ 21 عملية دهس، و8 محاولات إختطاف، و26 عملية أطلاق نار، و47 عملية تجريف لإراضي المواطنين، ولم تسلم المواشي من هذه الاعتداءات حيث تم قتل وسرقة 445 رأس من الماشية، بالاضافة الى حرق وتدمير وأعطاب 350 سيارة ومركبة للمواطنين.

 

واقع مرير للمياه في فلسطين 20% من المياه المتاحة في فلسطين يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"

تسهم الإجراءات الإسرائيلية بالحد من قدرة الفلسطينيين من استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصا المياه وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت", حيث وصلت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي 84.2 مليون م3عام 2019، وهي تشكل ما نسبته 20% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 417.9 مليون م3، جاءت من 40.6 مليون م3مياه متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و289 مليون م3مياه متدفقة من الآبار الجوفية، و4.1 ملايين م3مياه شرب محلاة. وبطرح ما نسبته 45.5% من المياه المتاحة للفلسطينيين غير الصالحة للاستخدام الآدمي، وذلك بربطها بكميات المياه الملوثة في غزة، فإن كميات المياه الصالحة للاستخدام المنزلي المتاحة للفلسطينيين فقط 219.8 مليون م3وتشمل المياه المشتراة والمحلاة.

                                       

79% من المياه المتاحة مأخوذة من المياه الجوفية

تعتمد فلسطين بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية، والتي تبلغ نسبتها 79% من مجمل المياه المتاحة. وقد بلغت كمية المياه المضخوخة من آبار الأحواض الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة الغربية للعام 2019 نحو 101.3 مليون م3. ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية، هو سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مياه نهر الأردن والبحر الميت، وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967 والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.  ووفق بيانات 2019 فقد بدأت فلسطين بانتاج كميات من المياه المحلاة، والتي من المتوقع زيادة نسبتها بالأعوام القادمة، مع البدء بتشغيل محطات التحلية محدودة الكمية في غزة، لترتفع بنسبة كبيرة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.

بلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 187.6 مليون م3خلال العام 2019، وتعتبر هذه الكمية ضخاً جائراً، حيث يجب ألا تتجاوز 50-60 مليون متر مكعب في السنة، الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه إلى ما دون مستوى 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، كما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.

وتحل الذكرى الــ73 للنكبة بنكهة الدم والمقاومة 

و يحي الفلسطينوين ذكرى النكبة هذا العام وهم يسطرون ملاحم البطولة في وجه الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى جاهدا على تغيير الوضع في القدس والمسجد الأقصى المبارك، الذي شهد مؤخرا مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي عمدت إلى اقتحامه وتدنسيه واستفزاز مشاعر المصلين فيه من خلال سعيها لتامين اقتحامات المستوطنين اليهود لباحاته في ذكرى ما يسمى زورا "يوم توحيد القدس"

وما يتعرض له أهالي حي الشيخ جراح بالمدينة المقدسة من خطر الطرد والتشريد من منازلهم لصالح المستوطنين والجممعيات الاستيطانية 

وحتى اللحظة ومنذ عدة أيام لازالت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر تسطر أروع ملاحم البطولة في التصدي للعنجهية الإسرائيلية بكل بسالة وصمود  دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك و أهالي حي الشيخ جراح وهي اليوم تقدم في سبيل ذلك الشهداء وتعمّد القصى بدمائهم على طريق التحرير والخلاص . 

  الأضرار التي ألحقتها صواريخ المقاومة الفلسطينية التي استهدفت تل أبيب

 

رشقات من صواريخ المقاومة الفلسطينية تجاه تل أبيب 

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00