هل سنقول لأطفالنا أننا كنا نقتل بعضنا ابتهاجا بالفرح؟

الصورة
حمزة الفناطسة | كاريكاتير ناصر الجعفري
حمزة الفناطسة | كاريكاتير ناصر الجعفري

الأمن العام يستخدم لهجة غير مسبوقة لنعي حمزة الفناطسة

بأشرطة حمراء ورائحة مسك.. عطرت عروس حمزة الفناطسة حقائبها التي وضبتها استعدادا للانتقال إلى عش الزوجية، فقد كانت تحلم لأشهر وأيام بهذا اليوم وهذه الزغاريد.

حزن واسع على وفاة العريس حمزة الفناطسة

وكان أهالي محافظة معان قد شاركوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عدة للعريس حمزة الفناطسة وعروسه أثناء استعدادهم للفرح، لتتحول هذه المنشورات بأقل من 24 ساعة إلى منشورات نعي وحزن ونحيب.

إبراهيم الزبن: "بلحظة تحولت الأغاني لنحيب.. وحمام العريس كملوه بمغسلة الموتى.."

حمزة الشوابكة: "طلقة قتلت قلب أم.. وطفت روح إخوانه.. ورمّلت فرحة عروس.. ثم قتلت العريس.."

عصام أبو فارس: "تبدلت عزيمة فرحه إلى وليمة عزاء.. والمهنئين الذين يصطفون لنقوطه ستتحول وجهتهم للمقبرة لتقديم العزاء"

هذه بعض من كلمات أهالي المحافظة عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

هل سيكون الحزن دافعا لإنهاء عادة إطلاق العيارات النارية في الأفراح؟

بعد كل حادثة وفاة ناتجة عن إطلاق عيارات نارية في الأفراح، يتم توقيع وثائق الشرف والتعهدات، وتطلق النداءات لوقف هذه العادة. 

فمنذ عام 2015 وقُعِّت عشرات التعهدات والوثائق، في كل من:

  • كفرنجة- عجلون.
  • سوم، زحر، كفرنجة- إربد.
  • محافظة الزرقاء.
  • عشيرة الدباس- السلط.
  • عشيرة العجارمة- ناعور.

جميعها تعهدت بمغادرة المناسبات التي تشهد إطلاق عيارات نارية، وتسليم المستهتر الذي يطلق النار. 

معان اليوم وبعد أن ذاقت مرارة الفقد المفاجئ، قرر أهلها القرار ذاته، وطالب العديد منهم بتوقيع العشائر على وثيقة تقضي عدم إطلاق العيارات النارية في الأفراح وتسليم أي مخالف لذلك.

إبراهيم الزبن: "ترى عمره السلاح ما كان رمز للفرح السلاح ما بينتج عنه إلا القتل والحزن والوجع والقهر"

أم رعد الخلايلة: "كفانا جهل كفانا إجرام"

عبد الله السلايطة: "يجب علينا أن نمنع عن هذه العادة السيئة.. ألا وهي إطلاق العيارات النارية، ويجب أن نتعامل بخلق الإسلام الذي منعنا عن إيذاء الآخرين، ها نحن خسرنا شابا في ليلة حنا".

تمسك بالعادات في غير مكانه

يتمسك الأردنيون بالعديد من العادات الكريمة، يتعصبون لكرم الضيافة، لتأمين الخائف، لحماية العرض، عدم القبول بالظلم، فهل تنسجم هذه العادات مع عادة القتل وقت الفرح؟ يتساءل الناس في منشوراتهم. 

يصف بيان الأمن العام أننا كذبنا الكذبة وصدقناها، فلا العرب ولا العشائر القديمة أو الأصيلة كانوا يردون شبابهم في الأعراس قتلى..

بيان الأمن العام: "قتلناه بطيشنا، وجهلنا، وتعصّبنا لعادات لم تكن يوما من عاداتنا، لكننا كذّبنا وصدّقنا كذبتنا بأن عشائرنا القديمة والأصيلة، والعرب العاربة، والمستعربة، والبائدة، كانوا يطلقون النار في أفراحهم، ولشدّة كذبنا قلنا: إنّ هذه العادة من صميم عروبتنا".

لهجة غير مسبوقة في بيان الأمن العام

واستخدمت مديرية الأمن العام في بيانها لغة غير مسبوقة، مستخدمة كلمات مليئة باللوم والحزن والحزم. وتعزو المديرية ذلك إلى أنها جزء من المجتمع وأنها تشعر بالحزن بل بالألم..

"سيقولون ما بال الأمن العام يكتب بهذه اللهجة؟ وينعى بهذه الحدّة؟ أو ليس الأمن العام مؤسسة أمنيّة رسمية.. فتأتي الإجابة من عندنا: ولمَ لا نفعل؟؟؟ أو لسنا جزءا من المجتمع نألم لألمه، ونحزن لحزنه، ونغضب لغضبه؟ نعم، نحن مديرية الأمن العام نغضب، وسنغضب حتى نأخذ حق عريسنا"

الأمن العام يأمل أن يكون دم الفناطسة بداية لوأد العادة القاتلة

ووعدت مديرية الأمن العام أنها ستنزل مطلقي العيارات النارية منزلة القتلة المجرمين، معلنة الحرب على كل من يقتل الأبرياء من مطلقي العيارات النارية. 

وطالبت المديرية في بيانها أن يقف جميع الأردنيين على قلب رجل واحد ليكون دم حمزة الفناطسة عنوانا لوأد العادة القاتلة، لكي لا يذهب دمه هدرا بل ليكون خاتمة لسلوك نرمي به إلى "مزابل" التاريخ -حسب وصفها-.

اقرأ المزيد..مقتل الشاب صهيب يعيد فتح ملف إطلاق العيارات النارية بالمناسبات

الأكثر قراءة
00:00:00