عند كل منعطف في القضية الفلسطينية نجد من يخرج علينا يطالب الأردن بالكف عن الشجب والاستنكار والمطالبة باستخدام الخيار العسكري أو التغافل عن
بعد انتقادات.. مركز الدراسات الاستراتيجية يقول لا أحد يتدخل في عمل الاستطلاعات
أثارت الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول السياسة الخارجية الأردنية والعلاقات الدولية، العديد من ردود الفعل للهيئات والفعاليات الوطنية، منتقدة نتائجها وبالذات الجانب المتعلق بالعلاقة مع الكيان الصهيوني.
وعلق مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية د. زيد العيادات على الانتقادات التي وجهت لنتائج الاستطلاع بقوله "في جميع استطلاعات الرأي هناك أشخاص لا تعجبهم النتائج، وهذا هو الفرق بين العلم والموضوعية وبين الرأي الشخصي".
"النتائج لا تمت للواقع بصلة"
وانتقد تجمع "اتحرّك" لمجابهة التطبيع مع العدو الصهيوني، نتائج الدراسة حول السياسات الخارجية وتحديدا العلاقة مع الكيان الصهيوني، معتبرا أنها لا تمت للواقع بصلة.
واستهجن التجمع النتائج التي أطلقها المركز، حيث انتقد تكرار اسم "إسرائيل" في الدراسة دون وضعها بين مزدوجين ودون وصفها بأي حال لما تمثله من احتلال، بالإضافة لبعض الاقتباسات من الدراسة وذلك على النحو التالي:
- "53% من الأردنيين يعتقدون أن مصلحة الأردن بالحفاظ على الحد الأدنى من العلاقة مع إسرائيل".
- "اعتبر الأردنيون أن إسرائيل هي الأكثر تهديداً للوطن العربي 46%".
- "يرى الأردنيون أن إسرائيل هي الأكثر تهديداً للأمن الوطني الأردني، حيث يعتقد 32% من الأردنيين بذلك".
- "يعتقد 48% من الأردنيين أن إسرائيل هي الأكثر مسؤولية عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
واعتبر التجمع أن انخفاض النسب التي عبّرت عن الحالة العدائية النسبية للكيان الصهيوني، بعيدة كل البعد عن الواقع، ولا تمس له بأي صلة، وبأن هذه النتائج "مثار للشك، وتضرب أصول الموضوعية والمهنية التي لطالما تمتع بها مركز الدراسات ، كذلك فإن الأجوبة من الأساس جاءت نتيجة لأسئلة أراد من خلالها القائمون على الاستطلاع العمل على تخفيض حالة العداء والمزاج العام والموقف الشعبي بأغلبيته الساحقة الذي يرفض تلك العلاقات من الأساس".
"الشعب يرفض العلاقة مع الاحتلال"
ولا يرى التجمع أن الدراسة محايدة وتُعبر عن موقف الشعب الأردني، فالتعامل مع العلاقات على أنها قائمة والأسئلة حول العلاقة مع الكيان الصهيوني من منطلق الحفاظ على الحد الأدنى أو الأعلى منها، هذا وحده يعني قبول تلك العلاقات، وهذا ليس صحيحا من الأساس، فالعلاقات كلها مرفوضة ولطالما عبر الشعب الأردني عن رفضها.
مركز الدراسات ينفي وجود تدخل
من جهته، نفى العيادات أن تكون أي جهة رسمية اطلعت على الاستطلاع، قائلا "لا أحد من الدولة والأجهزة الرسمية يعرف بالاستطلاع لا قبل ولا بعد إعداده، وعلموا فيه من خلال وسائل الإعلام".
وأضاف العيادات لـ حسنى بأن نتائج استطلاع رأي السياسة الخارجية الأردنية والعلاقات الدولية تدعو للحيرة والفزع والذهول، فالأردنيون يبدون تفهمهم للعلاقات السياسية بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها حليفا استراتيجيا لها، وفي نفس الوقت لا يرضون عن سياستها، وهذا ما يمكن تسميته بحكمة المجاميع.
من هي العينة الوطنية؟
وأوضح العيادات أن العينة الممثلة بالدراسة هي ما بين 1200 و 1800 شخص، وهي عينة غير متكررة ومتغيرة باستمرار، ويتم سحبها من دائرة الإحصاءات العامة، منوها أن تكرار نفس الشخص في الاستطلاع قليل جدا جدا، حيث أنه ورغم أنه مدير مركز دراسات وأستاذ جامعي لم يتم استطلاع رأيه سابقا في أي استطلاع للمركز.
وقال هناك نوعان من عينات الدراسات، العينة الوطنية العامة وتمثل الناس العاديين دون تخصيص، وعينة الرأي وتشمل النواب والوزراء والأعيان والمهندسين والأطباء والنقابيين والحزبيين.
وأكد أن اختيار العينة الوطنية يتم وفق مجموعة من الخصائص مثل العمر، ومستوى التعليم، ومستوى الدخل، والعمل، ومكان السكن.
وأضاف أن عمل الاستطلاع يتم من خلال 200 باحث متدرب في مركز الدراسات، ويعملون بالمركز لسنوات ويخضعون للتدريب اللازم للالتزام بسرية وموضوعية وخصوصية الاستطلاعات، كما يُراقب عليهم مراقبون لضمان ذلك، حيث يتم ربط الجهاز اللوحي معهم مع المركز من خلال موقعه الجغرافي للتأكد من تحقيق أعلى درجات المصداقية في الاستطلاع.
لغز ثلثي الأردنيين..
وأشار العيادات بأنه إذا تعمقنا في الدراسات السابقة والحالية سوف نجد أن ثلثي الأردنيين أي ما نسبته 75% فما فوق يعني غالبية الأردنيين خارج اللعبة دائما، وهو ما يسمى لغز ثلثي الأردنيين، فهذه الفئة دائما غير مهتمة بالمنظومة السياسية وبمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ولا تشارك بالانتخابات ولديها عزوف عن حضور الهيئات العامة في النقابات المهنية، ولا ترغب بالانضمام للأحزاب السياسية ولا تثق بالحكومة ولا ترى أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح وأن الأمور تسير بالاتجاه السلبي.
وبين العيادات أن النخب السياسية فشلت بالتواصل مع نسبة ال 75%، وافترض أن هذه الفئة مع أصواتها العالية هي الرأي العام الأردني وهي ليست كذلك على الإطلاق، والمذهل أكثر من الدراسة أن 25% من الأردنيين المهتمين بالسياسة ثلثهم فقط هم من يتابعون الأخبار السياسية.