هنية: نرفض التوطين وأي مشاريع تهدف لضرب السيادة الأردنية

الصورة

الدعم الأردني للقدس يعكس المصير المشترك للشعبين الشقيقين

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في لقاء مع حسنى اليوم، رفض حركة حماس رفضا قاطعا للوطن البديل ومشاريع التوطين وأي حل سياسي على حساب الأردن، وأي مشاريع تهدف لضرب السيادة الأردنية.

هنية يشير لـ صفقة تبادل أسرى

وأشار هنية إلى أن هناك مفاوضات غير مباشرة بمساعدة دول عربية لإتمام عملية تبادل الأسرى مع الكيان المحتل وجميع الأسرى من فلسطينيين وغيرهم على طاولة المفاوضات، لافتا أن حماس لن تفرق بين أسير أردني وعربي وفلسطيني وستعمل على إخراجهم من سجون الاحتلال.

دور الوصاية الهاشمية

وأكد هنية في لقائه الذي جاء بمناسبة حملة "فلنشعل قناديل صمودها" لدعم صمود المقدسيين، تمسك حركة حماس بالدور الأردني والولاية الهاشمية ووصايتها على المقدسات في القدس الشريف.

وقال إن الدعم الأردني للقدس يعكس المصير المشترك للشعبين الشقيقين، والمواقف الايمانية تربط الأردن وفلسطين ماضيا وحاضرا ومستقبلا لدعم القدس وفلسطين، معتبرا أن الحملات التي تنفذ لدعم القدس في غاية الأهمية حيث تكتسب أهميتها في ناحيتين؛ الأولى أنها تشكل دعما سياسيا ومعنويا لأهلنا في القدس والمرابطين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وتؤكد على التموضع الاستراتيجي للأردن تجاه القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس، وهي تأكيد على الدور الأردني والمسؤولية التاريخية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات في القدس وهي مسؤولية غير قابلة للتصرف، "ونحن في حركة حماس نتمسك بدور الأردن التاريخي والولاية الهاشمية على المقدسات في القدس".

أهمية الدعم المالي

أما الناحية الثانية التي أشار إليها هنية هي الدعم المالي، الذي لا يقل أهمية من الناحية السياسية وخاصة في هذه الفترة، التي نشهد فيها هجمة على أهلنا في القدس ومحاولات تحطيم صمودهم، ومحاولات التضييق عليهم في جميع مسارات الحياة سواء من ناحية التهجير وفرض الضرائب وعدم البناء والترخيص وهدم البيوت.

وقال هنية إن الشعب الأردني والشعوب العربية غنية بتقاليدها وتاريخها ومخزونها الحضاري، وتستطيع أن تشكل بدعمها سندا لأهلنا في القدس لتثبيتهم في بيوتهم وتعزيز صمودهم في وجه السياسات الإسرائيلية، لافتا إلى ما يقوم به الصهاينة الذين يعيشون في الخارج ويقومون بتقديم الدعم المالي وتثبيت الباطل الصهيوني، مؤكدا أننا كعرب ومسلمين أولى من غيرها بدعم وتثبيت أهلنا في القدس بتقديم الدعم المالي والمعنوي لهم.

خطاب للأمة العربية الإسلامية

وقال " نحن كشعب فلسطيني قلنا لأمتنا أن علينا المقاومة وأننا لا نتنازل عن أي شبر من أرضنا وأننا لا نعترف بهذا الكيان المحتل، ولكم علينا أن لا نفرط، لكن لنا عليكم حق الدعم والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وخاصة أننا نواجه المشروع الصهيوني الاستيطاني الذي لا يؤمن بوجود الشعب الفلسطيني ويعمل ضمن سياسة التهجير والإحلال".

ووجه نداء للأمة "لا تتركوا إخوانكم في القدس وحدهم وهم يواجهون مخططا صهيونيا شرسا تقف خلفه قوى عظمى"، وعبر عن امتنانه لكل القائمين على هذه الحملة من القائمين على الإذاعة ونقابة المهندسين والشعب الأردني بأكمله.

في ضوء الزيارة الأخيرة لـ عمّان

واستذكر زيارته الأخيرة إلى عمان عندما قدم التعازي بوفاة القيادي إبراهيم غوشة، حيث قال: "رأيت في عيون الأردنيين كل الحماسة والالتزام والحمية تجاه فلسطين والقدس، فنحن شعب واحد، نحن جسدين في روح واحدة، فعمان نبض القدس ونحن نتطلع إلى أن نحسم الصراع التاريخي معا"، مؤكدا أن المستقبل واعد للامة العربية.

خطورة صفقة القرن على الأردن

وفيما يتعلق بالمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، أكد أن ما طرح مؤخرا من مشروع لتصفية القضية الفلسطينية متمثلا بصفقة القرن، لا يقل خطورة على الأردن، كما أنه خطر على فلسطين، لأنه يستهدف القدس والأرض والشعب والمصير المشترك، "لذلك أعلنا في حركة حماس رفضنا للوطن البديل والتوطين والتهجير، كما أننا نرفض رفضا قاطعا أن يتم حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن. ونرفض التماشي مع أي مشاريع سواء محلية أو إقليمية تهدف إلى خلط الأوراق وتصفية القضية الفلسطينية، وضرب السيادة الأردنية وهذه مشاريع لا يمكن التعامل معها أو قبولها".

اتفاق مع خطاب الملك

وقال هنية "إننا نقف مع الشعب الأردني في خندق واحد، ونعتبر المساس بها خط أحمر كما قال سابقا الملك عبدالله الثاني أن لا مساس بالقدس ولا للوطن البديل والتوطين، وهذه الخطوط هي خطوطنا ولا يمكن أن نتجاوزها".

وقال إن الشعب الأردني والشعوب العربية لا يمكن أن تسلم بالمشاريع الاستيطانية مهما بلغت قوى الضغط والدعم الدولي عليها.

وفيما يتعلق بالخلافات العربية العربية والصراع الذي مر في المنطقة خلال الفترة الماضية، أكد هنية أنه شكل وضعا ذهبيا للكيان الصهيوني، الذي استطاع أن يخرج مشاريعه الخطيرة من الأدراج، بالاتفاق مع الأمريكان للاعتداء على ركائز الأمة العربية، فأطلقوا سعار الاستيطان والتهويد في القدس ومحاولات تهجير السكان في حي الشيخ جراح ومحاولات ضم أراض فلسطينية، كما استمروا في سياسات البطش ضد الأسرى داخل السجون.

خطورة الخلافات العربية 

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي استطاع أن يستثمر الخلافات العربية العربية لتنفيذ مشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية والمضي في سياسة التطبيع الذي وصل إلى مرحلة جنونية في العالم العربي، والذي كادت أن تسقط فيه العديد من الدول العربية لولا التغيير الذي حصل في الإدارة الأميركية، والأخطر تلك التحالفات بين الإسرائيليين ودول عربية وما حدث أيضا من سلام إقليمي مع بعض الدول العربية.

وقال نحن نجد الخلافات العربية العربية خطيرة داعيا إلى إعادة وحدة الشعب العربي وإيجاد مصالحات بين الدول العربية من أجل حقوقنا وإنهاء الصراعات الإقليمية وإلى حوار بين مكونات الأمة من أجل القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن معركة سيف القدس التي أعادت الاعتبار إلى الأمة العربية.

وراهن في ذلك على وعي الشعوب العربية التي ما زالت تتدفق حيوية ولا يمكن أن تفرط في القدس وفلسطين.

ووجه رسالة إلى الشعب الأردني الذي يحمل مخزونا فكريا وتاريخيا تجاه فلسطين وهو الذي احتضن الجرح الفلسطيني على مدى أكثر من 70 عاما وموقفه من صفقة القرن وهو الذي قال لا لهذه الصفقة، وما دفعه من ثمن تجاه القضية الفلسطينية أن يمضي صامدا في مواجهة هذه التداعيات الذي تحول دون المس بكل الحقوق الفلسطينية.

00:00:00