ما مدى تأثر الأردن بتوقف الملاحة البحرية في مضيق باب المندب؟

الصورة
سفينة تابعة لشركة ميرسك التي علقت رحلاتها عبر مضيق باب المندب إثر تهديد الحوثيين | المصدر: Shutterstock
سفينة تابعة لشركة ميرسك التي علقت رحلاتها عبر مضيق باب المندب إثر تهديد الحوثيين | المصدر: Shutterstock

الكيان المحتل الأكثر تأثرا في المنطقة جراء توقف الملاحة في مضيق باب المندب

آخر تحديث

أعلنت أكبر أربع شركات ملاحة بحرية تعليق خدماتها ورحلاتها عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر وهي: "هاباغ لويد، ميرسك، MSC ،CMA CGM" وذلك على إثر ازدياد استهداف حركة الحوثي في اليمن للسفن والبواخر التي تحمل بضائع نحو الكيان المحتل، كان آخرها تعرض باخرتين لشركة "ميرسك" لصاروخين بحريين كانا في طريقهما إلى الكيان المحتل الجمعة الماضية. 

ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر أن حركة السفن إلى ميناء إيلات في الكيان المحتل قد توقفت بشكل شبه كامل جراء تكرار هجمات الحوثيين. 

ويعد مضيق باب المندب بوابة عبور السفن والبضائع من جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى نحو البحر الأحمر، ومن ثم إلى قناة السويس نحو أوروبا وأمريكا وغيرها، فهو يربط ما بين جنوب العالم وشماله.

كيف سيتأثر الأردن بتعليق حركة الملاحة في باب المندب

بتعليق الشركات الأربعة ملاحتها في البحر الأحمر، ستتأثر موانئ عدة على رأسها المصرية واليمنية والسعودية والأردنية، ويقول النائب الأول لرئيس غرفة تجارة عمان ونقيب النقابة اللوجستية في الأردن نبيل الخطيب إن الأردن يستورد نحو 45-47% من بضائعه من جنوب شرق آسيا، ما يعني أن تأثره بتعليق حركة الملاحة سيكون كبيرا جدا. 

البواخر التي تمر من باب المندب تحمل البضائع من جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى وشبه القارة الهندية وموانئ الخليج العربي والصين واليابان والهند وكوريا الفلبين وماليزيا وإندونيسيا، وبحسب ما قال الخطيب لـ حسنى فسيتأثر التزود بالبضائع من كافة هذه الدول بمجرد توقف الملاحة في باب المندب.

ماذا يستورد الأردن عبر مضيق باب المندب؟

وبحسب الخطيب، فإن السفن القادمة عبر مضيق باب المندب تحمل كافة أشكال البضائع للشرق الأوسط بشكل عام، حيث يستورد الأردن عددا من حاجاته الأساسية من دول شرق آسيا، منها: الأرز القادم من الهند وباكستان، والزيوت، والسيارات، والملابس وخاصة القادمة من الصين.

الطريق البديل 

وعن الطريق البديل يقول الخطيب، إنه في حال قررت الدول الاستمرار في نقل البضائع من شرق آسيا واستخدام بواخر أخرى تابعة لشركات ما زالت عاملة، فإنها ستضطر إلى تغيير مسارها تجنبا لضربات الحوثي، حيث يمكن أن تسلك طريقا تلتف فيه حول رأس الرجاء الصالح نحو جبل طارق شمالا ومن ثم نحو البحر الأحمر. 

ويقدر الخطيب أن الطريق البديل سيستغرق 3 أسابيع إضافية ما سيرفع الكلفة المالية على المستوردين نحو 35% إضافة إلى رفع نسبة التأمين، ما سينعكس على سعر السلعة النهائية.

ما يفعله الحوثيون يشكل ضغطا عالميا

ولا تعد خطوة الحوثي مجرد قطع الإمدادات والبضائع عن الكيان المحتل فقط، وإنما ستشكل خطوة تعليق الشركات الكبرى ملاحتها في باب المندب ضغطا على كافة حكومات العالم التي باتت استثماراتها واقتصادها على المحك بحسب الخطيب، الذي تحدث آسفا عن عدم تأثر العالم أو تحرك إنسانيته عند استشهاد ما يزيد على 18 ألف غزي فيما يتحرك اليوم خوفا على التجارة العالمية. 

ويقول الخطيب إن الضغط الذي ستمارسه الشركات الكبرى على الحكومات قد يؤتي ثماره في وقف إطلاق النار أكثر من أي خطوة سياسية أخرى، فالكيان المحتل ليس المتضرر الوحيد من هذه الخطوة رغم أنه المتأثر الأكبر في المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي. 

وقال الخطيب إن تعليق الشركات الأربعة الكبرى ملاحتها سيعمل على تشويش سلسلة التزويد والإمداد في جميع موانئ العالم التي ترسم زمنيا بشكل كلي، مبينا أن تزويد البضائع حول العالم سيتأثر بشكل كبير وسيرفع سعر البضائع في بلد المقصد نظرا لشح التزويد.

اقرأ المزيد.. المقاطعة.. سلاح لضرب داعمي الاحتلال ورافعة للاقتصاد الوطني

مسار السفن في قناة السويس سيتأثر جزئيا

ورغم أن السفن التي تنقل البضائع من أوروبا وأمريكا نحو الشرق الأوسط لن تتأثر بشكل كبير إلا أن معظم السفن التي تمر بهذا الممر كانت فيما مضى تكمل طريقها نحو البحر الأحمر ومضيق باب المندب ناقلة عددا كبيرا من البضائع من الشرق الأوسط نحو جنوب آسيا، ما سيعطل استمرار عملها على هذا النحو اليوم بحسب الخطيب. 

وتمر السفن من أوروبا وأمريكا نحو قناة السويس لتفرغ حمولتها وتحمل أخرى نحو موانئ السعودية والسودان واليمن وغيرها، وستتأثر مصر بشكل كبير من حيث انحسار رسوم عبور السفن من خلالها نحو البحر الأحمر ومضيق باب المندب. 

وتقدر رسوم عبور البواخر الكبيرة في قناة السويس ما بين 20 ألف دولار وقد تصل إلى نحو نصف مليون دولار، خاصة تلك السفن التي تنقل الوقود والمشتقات النفطية.

صورة تبين قناة السويس شمالا ومضيق باب المندب جنوبا

التدخل العسكري غير مجدٍ 

وحول أنباء بتدخل أمريكي لحماية مسار السفن في البحر الأحمر، علق الخطيب على ذلك برؤيته أن الأمر غير مجد على صعيد التجارة والاقتصاد؛ فالتخوفات ستبقى قائمة لدى كبرى الشركات من تأثرها جراء الاشتباك العسكري في البحر الأحمر، ويعتقد الخطيب أنه لن تكون هناك خطوة حقيقة على أرض الواقع نحو حماية عسكرية للبحر الأحمر، مرجحا أن يكون الضغط الأكبر نحو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات نحو غزة لحسم الأمر وعودة الأمور في البحر الأحمر إلى نصابها.

اقرأ المزيد.. كيف يستطيع الأردنيون كسر حصار غزة عبر البحر؟

00:00:00