كيف يستطيع الأردنيون كسر حصار غزة عبر البحر؟

الصورة
تظاهرة بحرية للمطالبة بإنهاء الحصار وفتح موانئ غزة - أيلول 2023
تظاهرة بحرية للمطالبة بإنهاء الحصار وفتح موانئ غزة - أيلول 2023
المصدر
آخر تحديث

حاصرت دولة الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة برا وبحرا وجوا منذ 16 عاما، وأطبقت الحصار منذ بدء عدوانها على القطاع قبل 61 يوما، لتمنع دخول الغذاء والدواء والوقود إلا بكميات محدودة جدا. 

وفشلت الدول العربية ومنظمات الإغاثة الدولية بكسر الحصار وإدخال المساعدات إلا ضمن حدودها الدنيا، مما دعا أردنيين إلى التفكير بجدية باستئجار سفينة؛ لنقل المساعدات على متنها وكسر حصار القطاع من خلالها، فما مدى إمكانية تطبيق ذلك على أرض الواقع؟ 

نشطاء أردنيون يدعون لكسر الحصار على غزة بحرا

أعاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إحياء فكرة سفن كسر الحصار عن غزة من خلال إطلاق دعوة لاستئجار سفن وتزويدها بالماء والغذاء والدواء إضافة إلى متطوعين؛ لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، عبر تسييرها من ميناء العقبة في البحر الأحمر إلى خليج السويس ثم إلى قناة السويس وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط لتشق طريقها إلى شواطئ غزة. 

وكانت دول أوروبية أعلنت عن إرسالها مستشفيات عائمة عبر سفن إلى سواحل غزة الشهر الماضي لتقديم الرعاية الطبية للمصابين، إلا أنه لا يوجد أي دليل ملموس حتى اليوم على وصولها إلى شواطئ القطاع. 

صورة خريطة توضح مسار السفن لكسر حصار غزة

من أين يمكن استئجار السفن؟ 

النائب الأول لرئيس إدارة غرفة تجارة عمان والنقيب السابق للنقابة اللوجستية الأردنية نبيل الخطيب قال إن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة بحق المدنيين لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وتستدعي وقوفا موحدا لدعم الأشقاء في فلسطين في مواجهة العدو الصهيوني. 

الخطيب أوضح لـ حسنى وجود أسواق عالمية أو ما يسمى بـ "بورصة بواخر" يمكن من خلالها طلب السفن المراد استئجارها، كما يمكن وضع تفاصيل المزايا المطلوبة بالسفينة، من حيث المساحة ووزن الحمولة بالأطنان وغيره. 

وبين الخطيب أنه لا يمكن استئجار أية سفينة لتأدية هذه المهمة؛ حيث توجد شروط للسفن التي يسمح بتنقلها من مكان إلى آخر وتتضمن الشروط ما يأتي:

  • أن تكون السفينة مسجلة بإحدى الدول العالمية.

  • أن تحمل السفينة علم دولة معترف بها.

  • أن يحمل الطاقم البحري جوازات سفر بحرية خاصة، ولا يمكنه التحرك دونها. 

  • أن تكون الباخرة مسجلة بأحد أندية الحماية من الضرر، أي مؤمن عليها. 

اقرأ المزيد.. جحر الديك.. بوابة الاجتياحات الإسرائيلية ومسرح للمقاومة

ما نوع الباخرة التي تؤدي مهمة كسر الحصار؟ 

وتختلف أنواع البواخر التي يتم تأجيرها لنقل البضائع أو الأفراد على مستوى العالم، حيث توجد بواخر مخصصة لنقل البضائع لا تحمل أفرادا على متنها، وأخرى مخصصة لنقل الأفراد، كما توجد بواخر مخصصة لنقل الأفراد والبضائع في الوقت ذاته.

الخطيب أكد أن البواخر المخصصة لنقل البضائع والأفراد في الوقت ذاته لا تستطيع حمل عدد كبير من الأفراد، وتسمى بالبواخر المشتركة أو "رورو"، وتابع:

"أكبر البواخر المشتركة في المنطقة لا تحمل أكثر من 100 شخص على متنها، واذا أردنا كسر الحصار عن قطاع غزة يجب أن تكون حمولة السفينة أكثر من العدد المسموح به وفق قوانين الملاحة البحرية". 

سفينة "رورو" المخصصة لنقل البضائع والأفراد

موانئ تركيا هي الأنسب لانطلاق سفن كسر الحصار

الخطيب قال لـ حسنى إن انطلاق السفينة من ميناء العقبة مرورا بالبحر الأحمر وخليج السويس وصولا إلى قناة السويس يعد خيارا غير موفق؛ وذلك بسبب احتمالية منعها من العبور في غالب الظن من قبل هيئة القناة تحت حجة مخالفة القانون، فضلا عن الرسوم الباهظة التي تفرضها القناة على السفن العابرة، كما أن السفينة في حال كانت غير مسجلة فإنها لن تمر عبر القناة المصرية. 

وبين أن انطلاق السفينة من أحد موانئ البحر الأبيض المتوسط كالموانئ التركية يعد خيارا أكثر سهولة وكلفة، ويسهم في تقليص المدة الزمنية بحكم قرب تلك الموانئ على قطاع غزة. 

وأوضح أن البواخر متوفرة بشكل أكبر في البحر الأبيض المتوسط من البحر الأحمر؛ بحكم وجود عدة موانئ. 

صورة تبين الموانئ التركية

اقرأ المزيد.. الاحتلال يسجل رقما دمويا بقتل الصحفيين لم تشهده الحرب العالمية الثانية

تاريخ محاولات كسر حصار غزة بحرا

ولا تعد فكرة تسيير سفن بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة فكرة جديدة، حيث نفذ هذه الخطوة عدد كبير من النشطاء قبل سنوات. 

وانطلق في عام 2010 "أسطول حرية" من تركيا واليونان باتجاه قطاع غزة لسفن إغاثة حملت على متنها 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا بينهم صحفيون، إضافة إلى الغذاء والدواء؛ بهدف كسر الحصار عن القطاع. 

وتكون الأسطول من 8 سفن تعود ملكيتها لدول عربية وأوروبية وشرق أوسطية، ضمت آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية، حيث تحركت 6 سفن من الأسطول باتجاه غزة. 

وفي الـ 31 من أيار لعام 2010 هاجمت "إسرائيل" الأسطول البحري واستشهد على إثر ذلك الهجوم أكثر من 10 نشطاء وأصابت أكثر من 56 آخرين، كما اعتقلت عددا ممن كانوا على متن سفينة مرمرة التركية. 

وفي عام 2011 تجددت المحاولات لجمع عدد من السفن وتحريكها باتجاه قطاع غزة بهدف كسر الحصار، إلا أنها لم تبحر مطلقا؛ حيث قوبل الأسطول بمعارضة علنية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة وتركيا وكندا واللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط والتي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والتي تمثلت آنذاك بأمينها العام بان كي مون. 

وفي الـ 10 من أيار لعام 2015 تحرك أسطول حرية ثالث من السويد باتجاه العاصمة اليونانية أثينا وصولا إلى قطاع غزة، حيث تكون الأسطول من 5 سفن وناشطين من مختلف الجنسيات. 

وبعد مرور 19 يوما على انطلاق الأسطول، حلقت طائرات دون طيار تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تبعتها زوارق من البحرية أحاطت بالسفينة السويدية "ماريان" بينما عادت السفن الأخرى أدراجها. 

ومع اقتراب السفينة السويدية من مشارف شواطئ غزة انقطع الاتصال بها؛ نتيجة اقتحامها من قبل الجيش الإسرائيلي الذي اقتادها إلى ميناء أسدود، ورحل النشطاء العرب الذين تواجدوا على متنها إلى الأردن، فيما رحل النشطاء الأوروبيين إلى بلدانهم.

السفينة ماريان التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية واقتادتها إلى أسدود

نحو 15 ألف دولار تكلفة الاستئجار

وتؤجر السفن وفقا لعدد الرحلات المنوي استئجارها لتأديتها ونوع تلك الرحلات، إضافة إلى وزن الحمولة التي ستنقل عبر السفينة. 

النائب الأول لرئيس إدارة غرفة تجارة عمان نبيل الخطيب قال لـ حسنى إن تكلفة اليوم الواحد لاستئجار سفينة تقل أكثر من 60 شخصا إضافة إلى البضائع تتراوح بين 10-15 ألف دولار. 

وأشار إلى أن تحرك السفينة المستأجرة من موانئ تركيا في البحر الأبيض المتوسط باتجاه قطاع غزة يستغرق مدة لا تزيد عن 48 ساعة.

استمع | حديث النائب الأول لرئيس غرفة تجارة عمان المهندس نبيل الخطيب

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ 61 الاحتلال يخلي مستشفى كمال عدوان قسرا

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00