الأونروا في وضع مالي حرج وفلسطينيو سوريا ينتظرون الفرج

الصورة
أطفال في مخيم الحديقة- الرمثا  2022
أطفال في مخيم الحديقة- الرمثا 2022
المصدر

حتى منتصف حزيران المنصرم،لم تحصل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في الشرق الأدنى (أونروا)، سوى على 20% فقط من الموازنة المخصصة للاستجابة الإنسانية في الأردن و سوريا ولبنان، وفق تقرير صادر عن الوكالة مؤخرا.

وتحتاج الوكالة من أجل استجابتها الإنسانية في الدول الثلاث إلى 365 مليون دولار أميركي، لتوفير المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة للاجئين الأكثر ضعفًا، والوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والصحة، للذين أجبروا على الفرار من الحرب في سوريا.

في الأردن يوجد 19 ألف لاجئ فلسطيني قادم من سوريا، وفق تقديرات وكالة أونروا التي تتحدث عن حاجة 100% منهم إلى مساعدات نقدية طارئة.

وتبرز الحاجة أيضا لـ 5 ملايين دولار أمريكي لضمان توفير المساعدة النقدية الطارئة للاجئين الفلسطينيين من سوريا،ويعيشون في الأردن،

مخيم الحديقة في الرمثا

زار فريق حسنى مخيم الحديقة الذي يقع على أطراف مدينة الرمثا شمالي الأردن، والذي خصص للاجئين الفلسطينين القادمين من سوريا طلبا للأمن والطمانينة.

 

ذهبت حسنى إلى المخيم بعد تلقيها عدة ملاحظات من جهات عدة حول ظروف اللاجئين داخل المخيم، من حيث مزاعم بسوء المعاملة من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية المشرفة على المخيم، الأمر الذي تعداه إلى مزاعم بتهديدهم بالترحيل.

خلال الزيارة للمخيم الذي يتسع لقرابة 560 شخصا ، تم الاطلاع على ظروفه والحديث إلى عدد من العائلات الفلسطينية التي تقيم فيه ، داخل كرفانات أعدت خصيصا لهم.

الكرفانات مجهزة بخدمات الكهرباء والمياه الصالحة للشرب على مدار الساعة، كما أن المخيم مجهز بمتجر مزود بأغلب المواد والسلع الغذائية التي تحتاجها العائلات كالأرز والسكر والزيت والبقوليات والحليب والألبان والأجبان وغيرها بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه.

يحتوي المخيم على عيادة طبية لتقديم الخدمات والعلاجات الأساسية للاجئين، كما يتضمن ساحة صغيرة جهزت ببعض الألعاب للأطفال.

وتعمل مفوضية شؤون اللاجئين داخل المخيم على تأمين العائلات باحتياجاتهم من مياه الشرب، وأكدت الموفوضية لـ حسنى، أن المياه المخصصة للشرب تخضع للفحوصات للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري .

صهريج ماء يزود اللاجئين بمخيم الحديقة بالمياه الصالحة للشرب

كما تعمل المفوضية على إفراغ الحفر المخصصة لتجميع مياه الصرف الصحي عبر صهاريج أولا بأول .

ويتم توزيع المتواجدين في المخيم حسب الفئات العمرية على النحو التالي ..

الفئات العمرية النوع العدد
من سنة إلى 18 ذكور وإناث 375
من 19-30 سنة ذكور وإناث 187
من 31-59 سنة ذكور وإناث 142
من 60   عام فأكثر ذكور وإناث 9

 

مساعد مدير المخيم المقدم مالك حواتمة أكد لـ حسنى متابعة شؤون اللاجئين لحظة دخولهم إلى المخيم، حيث يستقبلهم ضابط الشؤون الإنسانية في المخيم ويعمل على توثيق جميع بياناتهم ،وتؤخذ لهم بصمة العين، ومن ثم يعطون رقما شخصيا ،لغايات تسكينهم داخل المخيم،

 

وكشف المقدم الحواتمة ، أن عددا من اللاجئين تم نقلهم من مخيم الزعتري، والذي دخلوه بزعم أنهم من السوريين، إلا أنه تم نقلهم إلى مخيم الحديقة بعد اكتشاف أنهم يحملون وثائق فلسطينية وجاءوا من سوريا.

 

اللاجئون يحصلون على إجازات يغادرون خلالها المخيم

الحواتمة أكد أن اللاجئين يحصلون على إجازات يومية تتراوح من 5-21 يوما يقومون خلالها بمغادرة المخيم لزيارة أقاربهم المتواجدين خارجه ، كما أن بعض اللاجئين يحصلون على إجازات شهرية وتحديدا طلبة الجامعات، و المتزوجات من خارج المخيم ومن يحتاج لتلقي العلاج في المستشفيات .

من خلال المقابلات التي أجرتها حسنى مع عدد من اللاجئين الفلسطينيين فإن جل ما يطمحون إليه هو الخروج من المخيم، والحصول على فرص عمل لهم ، تعينهم على تجاوز صعوبة الحياة حيث إن اللاجيء منهم يحصل على مبلغ 85 دينارا تصرف له كل ثلاثة أشهر من قبل الأونروا.

كما يحصل الفرد على بطاقة تموينية بقيمة 23 دينارا من المفوضية .

اللاجئون أكدوا، أن تلك المساعدات قليلة ولا تكاد تكفي حاجتهم أو تغطية متطلبات حياتهم .

مصدر رسمي من الأونروا أكد لــ حسنى، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في الأردن يبلغ 19,004 وهم متواجدون في مختلف مناطق المملكة وبالذات في المخيمات لسهولة إمكانية الوصول لخدمات الأونروا.

الخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين من سوريا

وتشمل الخدمات التي تقدمها الوكالة الأممية للاجئين:

  1. الرعاية الصحية الأولية في جميع مراكز الأونروا الصحية وخدمات الاستشفاء أو التحويل للمستشفيات وتغطية تكاليف العلاج.
  2.  خدمات التعليم الأساسي في جميع مدارس الأونروا.
  3.  التعليم العالي في كليات الأونروا مثل كلية وادي السير وكلية تدريب عمان (تعليم تقني وتدريب مهني) وجامعة العلوم التربوية والآداب.
  4. المساعدات النقدية المنتظمة (ربع سنوي) (والمساعدات الطارئة).
  5. خدمات الحماية، والاستشارات والتحويلات في قضايا الحماية والعنف المبني على النوع الاجتماعي ، والمساعدة القانونية بشأن عدم وجود وثائق رسمية لللاجئين.
  6. المساعدات المالية مع بداية فصل الشتاء حيث يحصل جميع المسجلين مع الأونروا، بناء على عدد أفراد العائلة، (من 196 دينار إلى 321 دينارا ) حسب عدد الأفراد.
  7. تحويل لمراكز المرأة ومراكز ذوي الإعاقة (24 مركزا في مختلف المخيمات).

يتواجد معظم لاجئي فلسطيني سوريا في الأردن، وفق ما بينت الأونروا لـ حسنى في كافة مناطق المملكة وخاصة في عمان (ما يقارب 8500 شخص) وفي إربد قرابة 6000 شخص وفي الزرقاء 3500 شخص وأعداد متفرقة في باقي المحافظات.

وأوضحت الأونروا أن مجموع التعهدات التي قُدمت في مؤتمر استضافته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا ، بلغ 160 مليون دولار، بالإضافة إلى ما تلقته الوكالة خلال 2022، "ودفعات ما زالت تتوقعها خلال الصيف تضع الوكالة أمام عجز يفوق 100 مليون دولار”.

وتُمول الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية التي لم تواكب “مستوى النمو في الاحتياجات” ونتيجة لذلك تعاني الموازنة البرامجية التي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسية من عجز كبير.

وطالبت الأونروا من خلال حسنى ، المجتمع الدولي بضرورة زيادة التمويل حيث أن هذه الفئة من اللاجئين عانت لأكثر من لجوء وليس سهلا عليهم التكيف والتأقلم في ظل الظروف الصعبة وخاصة الارتفاع في تكاليف المعيشة والغلاء وفقدان سبل العيش.

اقرأ المزيد:فلسطينيو سوريا في مخيم الحديقة معاناة ومصير مجهول

اللاجئون في مخيم الحديقة نفوا لـ حسنى، المعلومات التي تتحدث عن تعرضهم للامتهان وسوء المعاملة من الأجهزة الأمنية الأردنية، وأكدوا أنهم يلقون معاملة حسنة، لكن أكثر ما يقلقهم ، هو غياب الأفق نحو أي حل ينهي معاناة لجوئهم، فهم يحلمون باليوم الذي تفتح لهم فيه الأبواب، نحو حياة خارج أسوار المخيم، ويطالبون بأن يعاملوا أسوة بباقي اللاجئين من خلال الحصول على تصاريح عمل، تمكنهم من كسب قوتهم بشكل لائق .

00:00:00