التعليم الوجاهي.. شوق للطلبة والأهالي، وحذر بإجراءات وزارة التربية

الصورة
التعليم الوجاهي
التعليم الوجاهي

حسنى -  يعتبر  التعليم عن بعد أحد أهم التحديات التي تواجه العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا، حيث ابتعد الطلبة عن مدارسهم وصفوفهم، وفقدوا التواصل مع مدرسيهم، الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم إلى إعادة فتح المدارس ضمن شروط صحية تخضع للتقييم اليومي.

ومع اتخاذ قرار  بأن يكون التعليم الجامعي عن بعد، وازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا، كان الشارع الأردني يترقب إجراءات جديدة تتعلق بالحظر والناحية التعليمية، حيث ناقش اجتماع برئاسة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الوضع الوبائي والخيارات المطروحة للتعامل مع الحالة الوبائيّة في ظلّ المتغيّرات الجديدة، وتمّ الاتفاق على مراقبة الوضع الوبائي خلال الأيّام القليلة المقبلة بحيث يتخذ القرار المناسب لهذه الغاية.

بعد أسبوع على فتح المدارس .. التربية تبدأ التقييم

في الأسبوع الماضي عاد الطلبة إلى مدارسهم تدريجيا وعلى مراحل، الأمر الذي يفتح الباب أمام سؤال كبير حول تقييم المجريات و إمكانية الاستمرارية في التعليم الوجاهي وفق مقتضيات الصحة الملحة لحماية الطلبة ومعلميهم وأولياء أمورهم؟

يعطي الناطق باسم وزارة التربية والتعليم عبد الغفور القرعان مؤشرا إيجابيا حول التحاق الطلبة بالمدارس حيث قال ل(حسنى ) إن نسبة الالتزام بإجراءات السلامة العامة في المدارس بلغت أكثر من 97%.

ولا يقف القرعان عند الإصابات التي حصلت في بعض المدارس ، معتبرا أن الإصابات بين الطلبة والمعلمين لا يمكن تعد أنها حصلت داخل المدارس، بل أتت من خارجها وتم تطبيق البروتوكول الصحي عليها .

وطمأن بهذه الناحية أولياء الأمور قائلا" إن المعلمين المصابين لم يلتحقوا أصلا بالدوام الوجاهي".

وحول آلية اتخاذ قرار التحول إلى التعليم عن بعد ، يشير  القرعان إلى التعاون  بين الوزارة ولجنة الأوبئة الوطنية و وزارة الصحة لدراسة الحالة الوبائية ، قائلا ان هناك تقييم يومي لآلاف المدارس كل على حده لاتخاذ القرار المناسب في غرفة العمليات.

وشدد القرعان أن ما يشاع حول اتخاذ قرار بالتحول إلى التعليم عن بعد هو كلام غير صحيح وان العملية التعليمية مستمرة ،والمسؤولية مشتركة بين المعلمين وأولياء الأمور و الهيئات الإدارية ووزارة التربية وتعتمد على مدى الالتزام بالكمامة والتباعد الجسدي.

المدارس وجاهي.. والجامعات عن بعد

وبرغم أن الحكومة ذهبت باتجاه التعليم الوجاهي للمدارس إلا أنها قررت إبقاء التعليم عن بعد للجامعات فكيف ينظر طلبة الجامعات إلى هذا القرار؟ وكيف يقيمون تجربة العام المنصرم في التعليم عن بعد؟

منار طالبة على مشارف التخرج  تقول إن التعليم الجامعي عن بعد "سيء "على حد تعبيرها لأن فيه ظلم في الامتحانات فالوقت قصير بالنسبة للأسئلة بالإضافة إلى سوء شبكة الانترنت في المنطقة التي تسكنها و استهجنت دفع تكاليف على شكل خدمات طلابية دون استخدامها خلال العام المنصرم

يحيى طالب في السنة الأولى لا يعرف من الجامعة إلا الكمبيوتر المحمول وصوت أستاذه في محاضرة علم البرمجيات يرى أن للتعليم عن بعد ميزة في إمكانية العودة للمحاضرة في أي وقت ولكنه يفتقد التفاعل مع زملائه الذين لا يعرفهم أصلا

أما على مواقع التواصل الاجتماعي فكانت اتجاهات الطلبة كالاتي :

محمد الشرعة يقول عبر فيس  " رح تعرفوا قيمة التعليم الوجاهي بعد تخرجكم، وبالوقت اللي رح تشتغلوا بشهادتكم  ، رح تعرفوا انكم مش دارسين تخصصاتكم زي ما بدكم.،ورح تعرفوا انو التعليم عن بعد كان سبب بفشلكم، وعدم فهمكم لتخصصاتهم "

مرح الغويري: "صح التعليم الاونلاين مشان صحتنا و صحة غيرنا بس وين في حدا ما عندو مرض كل الناس مريضه ، مستحيل اخذ علاجي عند دكتور ماخذ شهاده من أستاذ بالغش والتعليم عن بعد ،صرنا جاهلين ومناخد شهادة زيها زي شهادة ببجي باللعب

أمجد الخصاونة : تسأل عن كيفية تحويل تخصصات لا يمكن تدريسها إلا مباشرة الى التعليم عن بعد كالرياضة مثلا

بينما البعض الاخر لهم وجهة نظر اخرى ليس مؤيدة للتعليم عن بعد بل للتقليل حتى من اهمية التعليم الوجاهي: 

محمد علي  "التعليم الوجاهي هو وقلته واحد ... ولا شي من اللي اخذته بالجامعة شفته بالشغل "

أمجد عليان يقول "برأي وجاهي او بعد دام عندك معارف تزبط امورك حتى لونك تخرجت وانت مبتعرفش تقرأ حرف فعادي خليه عن بعد و خلي الناس تفرح شوي 

بينما تقول دانا خضر " .. صرنا نفكر نوقف جامعة...ونأجلها...لحد ما نشوف الظروف شو بده يصير فيها "

التعليم التحدي الأكبر على مستوى العالم

ليس الأردن وحده من تذبذب فيها واقع التعليم ، جميع دول العالم تأثر التعليم فيها سلباً.

عربيًا الإمارات أعلنت بدء من الأحد التحول إلى التعليم عن بعد في مدارسها في ظل تفشي الوباء في البلاد.

وفي الكويت بعد سجال تربوي حول إغلاق المدارس في دولة لم تغلق فيها منذ بدء الجائحة حتى مع انتشار الوباء وزير التربية الكويتي حسم الملف بجعل التعليم عن بعد ولكافة المراحل الدراسية.

عالميا بريطانيا منشأ كورونا المتحور ذي السلالة الجديدة أغلقت كل القطاعات إلا المدارس بقي التعليم فيها وجاهيًا.

البرازيل وبرغم أنها بؤرة تفشي الوباء في أمريكا اللاتينية إلا أنها أعادت فتح المدارس بعد عام من الإغلاق.

ترقب في الشارع.. وحذر حكومي

ما يجري من تحرك حكومي واجتماعات اعتيادية أو غير اعتيادية بالإضافة إلى قرارات لمحاولة احتواء الوباء وعقد مقاربة بين ما هو ممكن للحد من الخسائر وضروري لحماية المجتمع ما يظهر حالة من الترقب في الشارع يتزامن مع نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذن تعليم وجاهي مدرسي مستمر مع التقييم المتواصل للوضع الوبائي وتعليم آخر جامعي حسم الجدل فيه نحو التعليم عن بعد وما بين هذا وذاك يبقى التعليم المتأثر الأكبر جراء جائحة كورونا ومصدر الجدل الأوسع بين شرائح المجتمع كافة لما له من نتائج على المستقبل القريب وعلى المدى البعيد.

00:00:00