أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية سقوط طائرتين مسيرتين في منطقة وادي صيدور التابعة لمحافظة إربد شمالي الأردن صباح اليوم الثلاثاء،
الأردن يسدد ضربات جوية على معاقل مهربي مخدرات في درعا والسويداء
أفادت وكالة أنباء "رويترز" نقلا عن مسؤولين أردنيين قولهم إن حزب الله اللبناني وجماعات مسلحة موالية لإيران والتي تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا تقف وراء تزايد عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود الشمالية للأردن.
غارات لسلاح الجو الأردني على معاقل المهربين داخل الأراضي السورية
وذكرت "رويترز" عن مصادر في مخابرات إقليمية تأكيدها أن الطيران الحربي الأردني شن ليلة أمس الإثنين عدة غارات جوية نادرة داخل سوريا استهدفت مخابئ مهربي مخدرات ردا على عملية التهريب.
وأضافت أن القصف استهدف منازل كبار تجار المخدرات ومزارع، حيث أظهرت معلومات المخابرات أنها مخابئ للمهربين المدججين بالسلاح الذين استخدموا أيضا مسيرة لإسقاط شحناتهم.
ويقول خبراء أمميون ومسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن تجارة المخدرات هي مصدر التمويل للمليشيات المسلحة الموالية لطهران والقوات شبه العسكرية الموالية لنظام بشار الأسد التي زادت عددا خلال الحرب الذي يشنها النظام على شعبه منذ أكثر من عشر سنوات.
وأصبحت سوريا التي مزقتها الحرب مركزا رئيسا لتجارة المخدرات والتي يقدر حجمها بمليارات الدولارات. وأصبح الأردن طريق عبور إلى دول الخليج للمخدرات المصنعة في سوريا وخصوصا حبوب "الكبتاجون".
وتنفي حكومة النظام السوري تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها. وتقول إيران إن اتهام طهران بالوقوف وراء تجارة المخدرات هي جزء من مؤامرات غربية ضدها.
اقرأ المزيد.. اشتباكات حدودية: قواتنا المسلحة تحبط تهريب مخدرات وأسلحة
وفي وقت سابق أمس أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ طائرات أردنية غارات على مناطق في ريفي درعا والسويداء داخل سوريا.
وبين المرصد أن تاجر المخدرات ناصر فيصل السعدي قتل، وهو مقرب من حزب الله والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.
وبحسب المرصد فقد استهدفت الغارات الأردنية مواقع في كل من مزرعة فيصل السعدي بالقرب من مدينة صلخد، وقرب قرية الشعاب، ومزرعة في منطقة ذيبين قرب الحدود السورية الأردنية، وموقع قرب قرية المتاعية في ريف درعا.
ويأتي ذلك بعيد إعلان القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي في ساعة متأخرة من أمس الإثنين عن اعتقال مجموعة مهربين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة، أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الأردنية بعد خوض اشتباكات عنيفة معهم على الحدود الشمالية للمملكة منذ ساعات فجر الإثنين.
وقالت شبكة "السويداء 24" السورية إن طائرات حربية أردنية استهدفت عدة مواقع في ريف السويداء الجنوبي والجنوبي الشرقي، مؤكدة أن أول ضربة كانت قرب مدينة صلخد، أما الثانية فقد كانت قرب قرية الشعاب، قرب الحدود مع الأردن.
وأضافت أن قصفا استهدف مزرعة قرب ذيبين في ريف السويداء الجنوبي، قرب الحدود السورية-الأردنية، لكن نتائج القصف غير معروفة، كما أشارات إلى أن المواقع المستهدفة تعد نقطة انطلاق عمليات التهريب نحو الأردن، وأن القصف سبقه تحليق مكثف لعدد من الطائرات في الأجواء.
من جهته، قال "تجمع أحرار حوران" إن طائرة حربية يرجح أن تكون أردنية استهدفت موقعا في جنوب بلدة المتاعية في ريف درعا الشرقي، مبينا أن الموقع هو مرفق عام يحتوي آبار مياه وألواح طاقة شمسية تعرضت للتدمير جراء الغارة.
يوم كامل من الاشتباك المسلح بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات المهربين
وأتت الغارات الأردنية بعد ساعات طويلة من الاشتباكات والتي بدأت فجر أمس الإثنين، بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات المهربين على الحدود مع سوريا ولم تتوقف حتى ساعات المساء.
وأعلنت قوات حرس الحدود اعتقال 9 مهربين مخدرات جميعهم من الجنسية السورية، فضلا عن تدمير آلية تحمل متفجرات. بينما قال بيان صادر عن الجيش إنه ضبط 4 صواريخ نوع "روكيت لانشر"، و4 صواريخ نوع "آر بي جي"، و10 ألغام ضد الأفراد، وبندقية قنص نوع "جي-3"، وبندقية نوع "إم-16"، بالإضافة لكميات كبيرة من المخدرات.
ونقل البيان عن مصدر في القيادة العامة للقوات المسلحة قوله:
"إن التحقيقات الأولية تفيد بأن تلك العمليات تستهدف الأمن الوطني الأردني، وإن القوات المسلحة تتابع تحركات المجموعات المسلحة وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني، وستقوم بملاحقتها أينما كانت".
ميلشيات مدعومة إقليميا
من جهته قال الناطق باسم الحكومة مهند مبيضين في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية:
"إن المواجهات على الحدود الشمالية مع سوريا، هي نتيجة الفوضى الموجودة وانفلات السلطة الذي يؤدي إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات التي تقود حربا إقليمية وتصدر المخدرات للأردن وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية".
وأضاف مبيضين أن الإشكالية كبرى وليست أردنية فقط بقدر ما هي مشكلة إقليمية وجزء من الصراع الذي تقوده هذه المليشيات المدعومة من قوى إقليمية وهي تستهدف للأسف أمن واستقرار الأردن. حسب قوله.