كشفت وزارة الصحة عن وفاة 9027 أردنيا سنويا بسبب تعاطي التبغ أو التدخين، 56% منهم ما دون عمر الـ 70 عاما . يأتي ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي
الـVAPE.. من الإقلاع عن السجائر التقليدية إلى الإدمان على السجائر الإلكترونية
أكد استشاري الباطنية والأورام في ولاية إلينوي الأمريكية الدكتور رامي أبو مسمح لـ حسنى، أن السجائر الإلكترونية أو ما يعرف بالـ"VAPE"، ليس بديلا آمنا للتدخين، إذ كشف عن إجراء تجارب باستخدام السجائر الإلكترونية على الفئران، أثبتت بشكل قطعي أن السجائر الإلكترونية تتسبب بالسرطانات؛ وتمثلت نتيجة التجارب بإصابة 22% من الفئران بالسرطانات، ما أدى إلى موتهم بعد عام واحد فقط من إخضاعهم للتجربة.
كميات النيكوتين الموجودة في السجائر الإلكترونية تفوق الكميات الموجودة في السجائر
وأضاف أبو مسمح، أن معرفة المضار التي قد تطرأ على حياة الإنسان تحتاج إلى وقت أطول؛ إذ لا يمكن تطبيق التجربة ذاتها على الإنسان، ولكن من المعروف أن كميات النيكوتين الموجودة في السجائر الإلكترونية تفوق الكميات الموجودة في سجائر التبغ "الدخان"، مشيرا إلى أن الوقت الذي استغرقه الأطباء لمعرفة مضار الدخان كان طويلا جدا، فالإصابة بالسرطانات بفعل السجائر الإلكترونية مثبت علميا لكنه لم يثبت على الواقع بعد.
وقد أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة التركية في عام 2022، أرقاما صادمة حول أعداد المتضررين من استخدام التبغ سنويا، إذ تشير التوقعات إلى تضاعف الوفيات خلال الأعوام الـ8 المقبلة، فيما أكدت الدراسة أن 8 ملايين شخص حول العالم يموتون سنويا جراء الأمراض الناتجة عن استهلاك التبغ، في حين يموت 70 ألف طفل حول العالم بسبب ما يسمى بالتدخين السلبي، وهو بأن يستنشق الشخص بشكل مباشر الدخان المنبعث من "السيجارة"، أو من أي منتج يحتوي على التبغ.
فيما أثبتت دراسة أسترالية، بأن السجائر الإلكترونية تحتوي على 240 مادة كيميائية، منها 38 مادة سامة، و27 مادة أخرى ذات تأثير ضار على الصحة وخصوصا الرئتين.
هل تساعد السجائر الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين؟
في ظل ما نشهده من ظاهرة انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب ظنا منهم أنها تساعدهم على التخلص من التدخين أو الإقلاع عنه أو حتى التخفيف منه، بين أبو مسمح أن أول استخدام للسجائر الإلكترونية كان عام 2003، وقد اخترعها شخص صيني مدمن على "الدخان" لتساعده على التخلص منه وتزامن ذلك مع إرادة منه بالإقلاع عن التدخين، ليبدأ بعد ذلك التسويق لها على أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين، وهذا كلام خاطئ تماما، عازيا ذلك إلى أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد تسبب الإدمان تفوق نسبتها النسبة الموجودة في الدخان.
أسباب انتشار السجائر الإلكترونية
وعن سبب الانتشار الكبير للـ"VAPE"، أكد الدكتور رامي أنه يعود لعدة عوامل رئيسية:
-
كمية النيكوتين الكبيرة الموجودة فيها، والتي تعمل على زيادة الانتباه، وزيادة الشعور بالسعادة لدى مستخدميها.
-
الرائحة الجذابة التي تصدر من السجائر الإلكترونية، والتي تعد عاملا جاذبا لدى الشباب مقارنة برائحة "الدخان" الكريهة، وذلك بسبب عدم وجود عملية الاحتراق التي تحدث عند إشعال "الدخان"، إلا أن أبو مسمح أشار إلى معلومة تدحض عامل الجذب هذا، وبين أن 8 آلاف نكهة صناعية مختلفة تضاف للـ"VAPE"، جميعها تحتوي على مواد كيماوية خطيرة تؤدي إلى ضرر كبير على حياة الإنسان.
-
المظهر الذي يظنه الشباب جذابا، بسبب الأشكال والتصاميم المختلفة والألوان التي يتم التسويق للمنتج من خلالها.
وأشار أيضا إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية معظمهم من فئة الشباب، وصغار السن، دونا عن الكبار.
آلية عمل السجائر الإلكترونية
وذكر الدكتور رامي أن آلية عمل السيجارة الإلكترونية، تكمن في نظام تسخين النيكوتين السائل وتحويله إلى بخار بطريقة إلكترونية، وأضاف أن السجائر الإلكترونية مصنفة في جميع دول العالم على أنها من منتجات النيكوتين، والذي هو موجود بشكل أساسي في التبغ الذي هو من المكونات الأساسية "للدخان".
أما عن النيكوتين، فقد أوضح الدكتور رامي أنه مادة كيميائية منبهة، تسبب الإدمان لمستخدميها، وهو موجود بشكل طبيعي في نبات التبغ.
لماذا يجب الإقلاع عن السجائر الإلكترونية والدخان؟
وعن الإقلاع عن استخدام الـ"VAPE"، دعا الدكتور أبو مسمح المواطنين إلى أن يكون الدافع شخصيا ونابعا من الذات، نظرا إلى الأضرار الكبيرة التي يتسبب بها، مؤكدا أن الحفاظ على الصحة لا يتطلب قوانين رادعة تمنع التدخين سواء بالدخان أو السجائر الإلكترونية، وإنما يتطلب دافعا داخليا.
أما عن الحكم الشرعي للسجائر الإلكترونية، والذي يعد الأكثر أهمية للأخذ بعين الاعتبار من المستخدمين، فقد بين رئيس رابطة علماء الأردن الدكتور عبد الله الصيفي لـ حسنى أنه إذا تم استخدام المواد الضارة ذاتها المستخدمة في "الدخان"، فإنها تأخذ الحكم نفسه للدخان في الحرمة، إذ إنها تضر بحياة الإنسان وصحته وتؤدي إلى الهلاك، وكل ما يضر بحياة الإنسان حرّمه الله تعالى، وإن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
اقرأ المزيد.. كيف تعامل مدمنو الدخان في غزة مع انقطاعه؟ وكيف استغل الاحتلال ذلك؟