أقام ملتقى القدس الثقافي بالتعاون مع كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية أمس السبت، المؤتمر الثاني لدراسات القدس تحت شعار "الأقصى مركزية
الوضع في القدس يتجه تحو التصعيد وزيارة الملك للتهدئة
تخشى أوساط سياسية عربية ودولية من حدوث تصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر رمضان المبارك الذي يتزامن هذا العام مع أعياد الفصح اليهودي حيث تقوم جماعات يهودية متطرفة باقتحامات لساحات المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي قد يشعل مواجهات بين الفلسطينيين والمتطرفين اليهود في المدينة المقدسة.
ومن هنا فإن زيارة الملك عبدالله الثاني إلى رام الله الأسبوع المقبل، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام، ستكون في هذا الاتجاه من أجل تهدئة الأمور، وتخفيف حدة التوتر في المناطق الفلسطينية وبالذات في القدس خوفا من أي احتكاكات خلال شهر رمضان المبارك.
الملك عبدالله الثاني ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيلتقي خلال الزيارة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل ايجاد أفق سياسية ودفع عملية السلام بين الجانبين بعد أن تعطلت خلال الفترة الماضية جراء التعنت الإسرائيلي وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
مصدر مسؤول في السلطة الوطنية الفلسطينية قال "إذا أرادت إسرائيل منع الاحتكاكات، فيجب عليها منع اقتحامات المستوطنين إلى الحرم القدسي طوال شهر رمضان - على الرغم من أنه قد يتزامن مع عيد الفصح اليهودي".، مؤكدا أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين التصعيد ولكن الاحتلال يضغط بهذا الاتجاه.
والرسالة التي سينقلها الفلسطينيون للملك عبدالله الثاني ، مفادها أن على اليهود أن يتركوا الحرم القدسي خلال شهر رمضان للمسلمين لأداء صلواتهم،وخاصة أن مستوطنين ومتطرفين يقوم في مثل هذه الأوقات باقتحامات لاستفزاز المصلين .
رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، يرى أن ثمة احتمالية لاشتعال الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية، خلال شهر رمضان المقبل، حيث أبلغ بار مسؤولين أميركيين بهذه التقديرات.
واشتكى قادة فلسطينيون خلال لقاء جمعهم هذا الاسبوع مع المبعوث الأمريكي هادي عمرو من أن السياسة الأمريكية الحالية "تأتي بنتائج عكسية" لجهود واشنطن في إحلال الاستقرار السياسي والاقتصادي للفلسطينيين.
وقال مسؤول فلسطيني إن عمرو جاء إلى رام الله دون إحضار أي شيء جديد وأن واشنطن لم تقدم أي شيء للسلطة الفلسطينية منذ أن تولى الرئيس جو بايدن السلطة قبل أكثر من عام، وأن زيارة عمرو محاولة لتهدئة الأمور قبل بدء شهر رمضان في غضون أسبوعين.
وفي العاشر من آذار/ مارس الجاري التقى وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، يائير لبيد، بالملك عبد الله الثاني، في عمان، وذلك "مع اقتراب شهر رمضان، وفي ظلّ القلق من تصاعُد التوترات في القدس" المحتلّة، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية حينها.
ونقل البيان عن لبيد قوله: "اتفقنا على ضرورة العمل معا لتهدئة التوتر وتعزيز التفاهم، وبخاصة في الفترة التي تسبق شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي". وأضاف لبيد "علاقتنا المميزة مع الأردن تضمن مستقبلا أفضل لأطفالنا، والسلام بيننا لا يتمثل فقط بحُسن الجوار ولكن أيضًا مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه كلا الشعبين".
لا تزال السلطة الفلسطينية تعول على الإدارة الأمريكية وتنتظر منها اقتراح طرق لإحياء المسار السياسي وتنفيذ وعودها على الأرض ، وفقًا للعديد من كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية،حيث تنظر إلى الوضع في القدس خلال هذه الفترة بأنه يتجه نحو التصعيد، وهذا ما يثير القلق لدى كل الأطراف في المنطقة .