أكد وزير التربية والتعليم عزمي محافظة اليوم والذي يصادف اليوم العالمي للغة العربية على استمرار الوزارة في بذل الجهود للنهوض باللغة العربية والارتقاء بها، وذلك عبر اعتماد سلسلة متقدمة من المناهج المطورة لتغطية جميع المراحل التعليمية، وبالشكل الذي يحافظ على تراث اللغة العربية ويواكب مستجدات العصر، وذلك في كلمة له وجهها إلى الطلبة والمعلمين بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. 

وقال محافظة في رسالته:

"نعوّل كثيرا على العطاء المخلص لمعلمينا الأكفياء وتمكينهم المعرفي والثقافي في لغتنا الأم، ونثق بأن أبناءنا الطلبة قادرون على نسج مصفوفة لا نهائية من الإبداع الأدبي والعلمي، عمادها 28 حرفا".

وأشار الوزير في كلمته إلى صفات اللغة العربية الفريدة من نوعها، لافتا إلى أن الوزارة ترى في اللغة العربية لغة الحضارات والأدب والعلوم. 

ما سبب تحديد اليوم العالمي للغة العربية بـ18 كانون الأول؟

ويوافق الثامن عشر من كانون الأول من كل عام اليوم العالمي للغة العربية، حيث اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1973 بها كإحدى اللغات الرسمية المعتمدة التي يتحدث بها يوميا أكثر من 400 مليون نسمة.

فقر لغوي لدى الطلبة بسبب تدني مستويات القراءة 

ومن جانبه، قال الخبير المشارك في إنجاز المعجم وأستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة فيلادلفيا، يوسف الربابعة، إن اللغة العربية هي أقدم لغة محكية حية عرفها التاريخ، لافتا إلى وجود لغات أقدم لكنها اندثرت ولم تعد مستخدمة، مشيرا إلى أن القرآن الكريم كان ولا يزال له دور كبير في حفظ اللغة العربية. 

وشدد الربابعة على أهمية المحافظة على اللغة العربية من خلال الإنتاج العلمي والمعرفي والديني.

ويعتقد الربابعة أن من أصعب التحديات أمام اللغة العربية اليوم، هو الفقر الشديد في معاني المفردات لدى الطلبة في المدارس والجامعات، قائلا: 

"إذا قسنا القدرة اللغوية لدى الطلبة العرب أو الأجانب الذين يتعلمون العربية، نجد أن الطالب الجامعي يستخدم في حياته اليومية من 100 إلى 200 مفردة فقط."

أسباب الفقر اللغوي والتحديات الثقافية والفكرية

وعن أسباب هذا الفقر اللغوي، عزا الربابعة ذلك إلى تكرار الكلمات والمفردات نفسها، بسبب عدم قراءة الكتب العربية، وعدم ممارسة اللغة في حياتهم اليومية واقتصارها على المستوى السطحي من المفردات.

وبحسب الربابعة، فإن الفقر اللغوي لم يتوقف عند مفردات الكلمات فقط، بل شمل المستوى الثقافي والفكري والأدبي والجدلي، فعند قياس مستويات اللغة العربية لدى الطلبة في الامتحانات، فإن مستواهم لا يتجاوز A2 إلى B1، وهي مستويات منخفضة جدا.

اقتراحات لإثراء اللغة العربية لدى الطلبة 

وعن حل هذه المعضلة، اقترح الربابعة تغيير نمطية تدريس اللغة العربية في المدارس إلى طريقة المستويات بدلا من الصفوف إضافة إلى ضرورة العمل على تحسين التدريس في الجامعات.

مجمع اللغة العربية الأردني يحتفل باليوم العالمي للغة العربية

وفي سياق متصل، نظم مجمع اللغة العربية الأردني اليوم الأربعاء ندوة علمية حول أهمية اللغة العربية؛ وذلك احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، بحضور عدد من النخب والمشاركين.

كما تم تكريم المحكّمين والخبراء والفائزين في عدد من المسابقات، بالإضافة إلى تكريم العشرة الأوائل في امتحان الكفاءة للغة العربية.