يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ433، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي يخلف يوميا عشرات الشهداء والجرحى، فيما تتزايد
أيمن الصفدي: المجتمع الدولي عاجز عن لجم العدوان الإسرائيلي على غزة
قال وزير الخارجية أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، إن الوضع في قطاع غزة ما يزال كارثيا وإن المجتمع الدولي عاجز عن لجم العدوان الإسرائيلي.
وأكد الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، استمرار الأردن في دعم الوكالة الأممية في ظل ظروف مأساوية جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت وزير الخارجية إلى أن قدرة الأونروا على القيام بواجبها تجاه أهالي غزة لا تزال محدودة جدا بسبب المعوقات التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الوكالة، كما أشار إلى عدم تلبية المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع للحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين ومتطلباتهم.
حيث تراجعت وبشكل كبير قدرة "الأونروا" ومنظمات الأمم المتحدة على إيصال المساعدات بسبب عدم احترام قوات الاحتلال لالتزاماتها الدولية وتأمين الحماية للموظفين التابعين للأمم المتحدة في غزة.
تحسين الوضع الإنساني في غزة يحتاج موقفا دوليا حازما
أوضح الصفدي أنه ناقش مع لازاريني الطرق المتعلقة بتحسين الوضع إنسانيا في غزة، مؤكدا على عدم إمكانية تحقيق ذلك دون وجود موقف حازم وواضح وفوري من المجتمع الدولي بما يجعل الاحتلال الإسرائيلي ملزما بمسؤولياته كقوة احتلال، بما يشمل فتح المعابر كلها وإدخال المساعدات وضمان حماية المنظمات الأممية.
وأكد الصفدي أن عمّان تقف بكل إمكاناتها مع وكالة الأونروا، وتواصل دعمها المباشر للوكالة لضمان توفير الدعم اللازم لها.
وأشار الصفدي إلى عدم قدرة أي منظمة على أداء دور الأونروا، سواء أكان ذلك في تقديمها مساعدات إنسانية لسكان القطاع أو في توفيرها خدمات صحية وتعليمية.
وفي هذا السياق، ذكر الصفدي أن ما يزيد على 500 ألف طفل فلسطيني في غزة لم يلتحقوا بمدارسهم منذ ما يزيد على 9 أشهر، مما يبرز حجم الكارثة التي يفرضها هذا العدوان، بالإضافة إلى تبعاته التي ستستمر لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الحرب على القطاع.
الأونروا محاصرة في الضفة الغربية
وفيما يتعلق بأوضاع الوكالة في الضفة الغربية، قال الصفدي إن الأونروا تواجه عقبات كبيرة تعيق قدرتها على أداء دورها، في الوقت الذي ترتكب فيه "إسرائيل" جرائم حرب في الضفة، مما يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي ويقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
وأشار الصفدي إلى أن العام الحالي شهد أكبر عمليات لمصادرة أراضٍ فلسطينية منذ 30 عاما في الضفة الغربية، إضافة إلى الاقتحامات والعدوان على تجمعات الفلسطينيين هناك، مسلطا الضوء على إرهاب المستوطنين الذي لا يزال يوقع القتل والدمار في الضفة الغربية والقدس.
وأكد الصفدي أن الوضع ما يزال كارثيا، والمجتمع الدولي لا يزال عاجزا عن كبح العدوان الإسرائيلي وتوفير الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في الماء والغذاء والدواء والعلاج والتعليم.
لازاريني: 350 ألف فلسطيني ينزحون مجددا في غزة
من جانبه، قال فيليب لازاريني، إن 350 ألف فلسطيني ينزحون مجددا في قطاع غزة بعد أن نزح الكثيرون منهم عدة مرات منذ بداية الحرب.
وأضاف لازاريني خلال المؤتمر الصحفي أن الحرب التي دمرت قطاع غزة مرت عليها 9 أشهر، وسط مواصلة موجات النزوح القسري دون وجود أي منطقة آمنة في القطاع.
كما أشار إلى أن ما يقارب 17 ألف طفل باتوا دون أهاليهم و20 ألف آخرين مفقودون حاليا، كما أن 190 من موظفي الوكالة على الأقل ماتوا، وما يزيد على نصف منشآت الأونروا تضررت جراء الحرب على غزة.
اقرأ المزيد.. الفقير والمقتدر ينام جوعان.. شهادات من شمال القطاع عن توسع المجاعة