تصريحات الملك عبد الله خلال لقائه ترامب: كيف أخرجها صحفيا رويترز عن سياقها؟

الصورة
ترامب والملك عبد الله في البيت الأبيض 11/2/2025 | المصدر: رويترز
ترامب والملك عبد الله في البيت الأبيض 11/2/2025 | المصدر: رويترز

حالة من الجدل شهدتها الساحة المحلية والعربية إثر تصريحات للملك عبد الله نقلتها وكالة رويترز خارج سياقها

المصدر
آخر تحديث

بعد بحث موسع حول تصريحات الملك عبد الله الثاني أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي سببت زوبعة إعلامية، وتحديدا عبر تقارير وكالة رويترز، ثبت أن التصريحات قد تم اقتباسها بشكل مغلوط.

الملك عبد الله الثاني يحافظ على توازن هادئ رغم محاولات ترامب

مقابلة الملك مع ترامب كانت غير مبرمجة مع الصحافة، فقد أكدت مصادر أن اللقاء مع الإعلام لم يكن جزءا من الترتيبات المقررة، وأنه جرى كـ"ورقة ضغط نفسي" قبيل الاجتماعات المغلقة بين الزعيمين. 

وفي الوقت الذي حاول فيه ترامب إظهار السيطرة في اللقاء، حافظ الملك على توازن هادئ، إذ امتنع عن الرد على التصريحات المثيرة التي حاول ترامب استخدامها أمام الكاميرات، ملتزما بسياسة عدم التفاعل سواء بالإيجاب أو السلب. 

في لحظة من اللقاء، بدا أن ترامب حاول دفع الملك عبد الله للحديث عن استقباله لفلسطينيين من غزة، حيث قال الملك إنه سيبذل ما في وسعه لخدمة مصلحة بلاده، ولكنه أضاف أن الأردن سيستقبل 2000 طفل مريض من غزة لتلقي العلاج، وهو العرض الذي أشاد به ترامب. كما أشار الملك إلى أن الدول العربية ستقدم مقترحا مضادا في واشنطن، مؤكدا على أهمية جعل هذه المبادرة ناجحة بما يعود بالنفع على جميع الأطراف، لكنه تجنب تقديم دعم أو رفض صريح لخطة ترامب. 

وتحدث الرجلان أمام الصحفيين بحضور ولي العهد الأمير حسين ووزير الخارجية أيمن الصفدي، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومسؤولين آخرين. 

وفي وقت لاحق، التقى الملك بمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين، ومن بينهم زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون.

تصريحات الملك عبد الله تحت المجهر: كيف خرجت عن سياقها في تقرير رويترز؟

الخطأ الأكبر كان في التصريحات التي تم نقلها عن الصحفيين سايمن لويز "Simon Lewis" وهو صحفي يهودي يحمل الجنسية الإيرلندية، له كتابات في صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل "The times of Israel" والصحفي وجيف ماسون "Jeff Mason" وهو أيضا يكتب في الصحيفة ذاتها وهو أمريكي ولد في ألمانيا، وبعد التدقيق وجد أن الصحفيان أساءا اقتباس كلمات الملك، حيث تم تغيير سياق كلامه، ففي الوقت الذي كان الملك يشير إلى مشروع عربي سيقدمه العرب للولايات المتحدة ردا على المقترح الذي تحدث به ترامب والمتعلق بـ"تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع"، أوحى الصحفيان للقارئ أن كلام الملك وضمير "هذا" يعود إلى مقترح ترامب والتهجير، وهذا نقل خاطئ أخرج الإجابة عن السياق، ليبدو وكأن الملك يوافق على مقترح ترامب بهذا الشأن، وهو ما لم يحدث.

مقترح عربي مضاد: خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير

في وقت لاحق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تصريحات تلفزيونية أن هناك خطة عربية بقيادة مصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها. وأوضح مسؤولون أردنيون أن الهدف كان تجنب التصريحات العلنية التي قد تضع الملك في موقف محرج، حيث لم يكن مخططا أن تتم التصريحات داخل المكتب البيضاوي.

اقرأ المزيد.. قراءة تحليلية للقاء ترامب والملك عبد الله

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00