مشاريع طاقة ضخمة في الأردن: اتفاقيات عربية واكتشافات جديدة، وخطط استراتيجية لتعزيز أمن التزود بالطاقة

الصورة
خطوط أنابيب في أحد المصانع | تعبيرية freepik
خطوط أنابيب في أحد المصانع | تعبيرية freepik

مشاريع استراتيجية

المصدر
آخر تحديث

كشف وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة لـ حسنى اليوم الأحد، عن تفاصيل مشاريع استراتيجية كبرى تعمل عليها الحكومة الأردنية لتعزيز أمن التزود بالطاقة وتنويع مصادرها، سواء عبر مشاريع الغاز الطبيعي أو الطاقة المتجددة أو الربط الكهربائي الإقليمي، ضمن رؤية شاملة لمستقبل الطاقة في المملكة وتعزيز أمن التزود بالطاقة كمحور رئيسي في السياسات الوطنية.

دعم المستثمرين في مشاريع الغاز الطبيعي والتعدين

وردا على بعض الانتقادات حول إعلان الحكومة عن فوز شركات محلية بعطاءات التعدين في منطقة وادي عربة، شدد الخرابشة على أن الوزارة فتحت باب الاستثمار لكل الشركات من خلال تقديم تعهدات وشروط مالية وفنية واضحة وشفافة. 

وأوضح أن ما تم ليس "امتيازا" بل "فرصة استثمار" وفق التزام مالي من الشركات الفائزة التي حققت كفاءة خبراتية ومالية، مقابل تطوير واستكشاف خامات مثل النحاس والفوسفات والليثيوم في مناطق مختلفة، مشيرا إلى أن منح الامتياز يحتاج لقانون يقر من قبل مجلس النواب، كما أكد أن أي تقصير في تنفيذ الالتزامات سيؤدي إلى سحب هذه الفرص. 

وكان توقيع وزارة الطاقة والثروة المعدنية اتفاقية قبل عدة أيام مع شركة "وادي عربة للمعادن" لاستخراج الذهب والمعادن الأخرى في منطقة أبو خشيبة بوادي عربة، قد أثار موجة من الانتقادات والتساؤلات، خاصة بعد الكشف عن أن الشركة حديثة التأسيس ولا تملك سجلا سابقا في قطاع التعدين، وبرأس مالي مسجل لا يتجاوز 10 آلاف دينار أردني، بينما يمتلك مستثمرون أجانب من جنسيات ماليزية وروسية ودومينيكية نحو 65% من أسهمها. وتظهر الوثائق أن المساهمات المالية الأجنبية تقل عن 7 آلاف دينار أردني، ما دفع خبراء إلى التشكيك بجدية المشروع وجدواه.

مشاريع الغاز الطبيعي: من التغييز العائم إلى التغييز الثابت

وفي سياق مشاريع الغاز الطبيعي التي تعد ركيزة مهمة في تحقيق أمن التزود بالطاقة أوضح الخرابشة أن وحدة التغييز العائمة في العقبة التي يستورد من خلالها الأردن الغاز الطبيعي المسال من الأسواق العالمية، تخضع حاليا لدراسة استراتيجية لتحديد الجدوى من استمرارها على المدى الطويل، في ظل انخفاض استخدامها إلى نحو 10% فقط، مشيرا إلى أن الحكومة تنوي إنشاء بنية تحتية ثابتة للتغييز في العقبة بدلا من الوحدة العائمة وستكون جاهزة مع نهاية العام المقبل.

وأكد وزير الطاقة أن الأردن يستورد أيضا الغاز من مصر عبر خط الغاز العربي، حيث يصل الغاز المصري إلى العقبة ويجري توزيعه عبر شبكة الغاز الوطنية. كما لفت إلى أن الحكومة تسعى لتعظيم استخدام الغاز المحلي المكتشف في حقل الريشة، حيث بدأت الإنتاجية تزداد تدريجيا بعد تحسينات تقنية واستكشافات جديدة.

اكتشافات واعدة في حقل الريشة

لفت الخرابشة إلى أن الوزارة بدأت بجني ثمار تطوير حقل الريشة من خلال ارتفاع الإنتاجية إلى أكثر من 50 مليون قدم مكعب يوميا، مع احتمالية زيادتها مستقبلا، إذ تعمل الحكومة على خطة لحفر 145 بئرا جديدا للوصول إلى مستويات إنتاج تقدر بحدود 418 مليون قدم مكعب يوميا بحلول عام 2030. 

وطرحت شركة البترول الوطنية كمرحلة أولى عطاء لحفر 80 بئرا، وبتكلفة عالية لا تستطيع الشركة تغطيتها، إذ وافقت الحكومة على تقديم دعم مالي لها بنحو 87 مليون دينار للشركة لتنفيذ المشروع خلال السنوات الثالث المقبلة.

مشروع الخط الناقل من الريشة إلى الخناصري

ومن أبرز المشاريع الجارية حاليا ما وصفه الوزير بـ"أكبر مشروع استراتيجي للغاز المحلي"، وهو إنشاء خط ناقل بطول 320 كم من حقل الريشة إلى منطقة الخناصري في المفرق، حيث توجد محطة كهرباء الخناصري التي تغذي شمال المملكة وشرقها، بالإضافة لربط الخط المحلي بخط الغاز العربي الذي يمر من الخناصري لبدء التصدير إلى البلدان المشبوكة بهذا الخط كسوريا ومصر ولبنان.

مشروعات الربط الكهربائي الإقليمي

وفيما يتعلق بالربط الكهربائي، أشار الوزير إلى أن الحكومة أنجزت المرحلة الأولى من الربط مع العراق، كما أنها تنوي رفع التزويد لسوريا بعد الانتهاء من إصلاح الشبكة الكهربائية من السلطات السورية.

استكشاف النفط في الأردن

وكشف الخرابشة لـ حسنى أن الحكومة طرحت عطاء لعمل مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد في منطقة الجفر جنوب الأردن وبتكلفة 30 مليون دينار للتأكد من توفر النفط في الأردن، ومن المخطط أن يتم الانتهاء من هذه الدراسة والتواصل للنتائج خلال الربع الأول من العام المقبل.

أمن التزود بالطاقة وتخفيض الكلفة

في ختام حديثه، أكد الوزير أن كل المشاريع الجارية تهدف إلى ضمان أمن التزود بالطاقة وتخفيض كلفتها على المواطنين والصناعة، مشيرا إلى أن مستقبل الطاقة في الأردن سيشهد تنوعا أكبر واستقلالية أعلى، مع التركيز على الإنتاج المحلي وتعزيز التكامل الإقليمي في قطاعي الغاز والكهرباء.

اقرأ المزيد.. العطارات وإنما مدينة مصغرة

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00