مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من رياح ومنخفضات جوية قد تتسبب بتشابك الأشجار مع خطوط الكهرباء أو إغلاق الطرق، تتكامل جهود شركة الكهرباء الأردنية وأمانة عمان الكبرى ووزارة الزراعة في حملات تقليم الأشجار ومعالجة أي تهديدات للبنية التحتية أو السلامة العامة. 

وأكد ممثلو الجهات الثلاث لـ حسنى أن العمل جار وفق اتفاقيات تنسيقية، وخطط مبرمجة، واستجابة مباشرة لشكاوى المواطنين، وبما يضمن حماية الشبكة الكهربائية والحفاظ على الأشجار والغطاء الحرجي دون تقليم جائر أو ترك مخلفات تؤثر على السكان.

شركة الكهرباء: تقليم الأشجار مستمر ضمن خطة وبرامج مشتركة

من جانبه أكد الناطق باسم شركة الكهرباء الأردنية محمد المحارمة أن تقليم الأشجار المتداخلة مع الشبكة الكهربائية مسؤولية مشتركة تجمع شركة الكهرباء ووزارة الزراعة وأمانة عمان، وذلك بموجب اتفاقيات تنظم آلية العمل. 

وأوضح المحارمة لـ حسنى أن الشركة تقوم بإطفاء الخطوط عند الحاجة لتأمين سلامة الفنيين خلال التقليم، فيما تتولى الجهات الأخرى التعامل مع مخلفات التقليم الكبيرة.

وأشار إلى أن عمليات تقليم الأشجار تعتمد على خطة مبرمجة تغطي الشوارع والمناطق بحسب آخر موعد تم فيه العمل، إضافة إلى استجابة مباشرة لشكاوى المواطنين التي تصل عبر مراكز الاتصال لدى الجهات الثلاث.

وعن مخاوف السكان من المخلفات أمام منازلهم، أوضح المحارمة أن وجود المخلفات مؤقت ويتم رفعها ضمن تنسيق كامل مع الأمانة. ولفت إلى ضرورة انتباه المواطنين لأشجارهم داخل الأسوار الخاصة، والتي قد تمتد فروعها لخطوط الكهرباء الداخلية مسببة خطرا على المنازل.

وأكد أن تقليم الأشجار عملية مستمرة طوال العام، مع زيادة وتيرة العمل قبل فصل الشتاء وخلاله لمنع حدوث الانقطاعات.

أمانة عمان: رفع المخلفات مسؤوليتنا ولا مخالفات على المواطنين

من جهته، أوضح محمد الفاعوري، نائب مدير المدينة لشؤون المناطق والبيئة، أن كوادر الأمانة مسؤولة عن رفع مخلفات الأشجار التي تقصها شركة الكهرباء ضمن التنسيق المشترك، مؤكدا أن وضع الشكوى على النظام لا يعني أن الموقع تم تنظيفه بالفعل، بل يعني أنه مدرج على برنامج العمل اليومي وستتم متابعته.

وأكد أن الأمانة لا تفرض مخالفات على المواطنين في حال كانت المخلفات ناتجة عن أعمال مشتركة مع شركة الكهرباء أو الزراعة، داعيا المواطنين إلى عدم القلق من ذلك.

وفيما يتعلق بزراعة الأشجار على الأرصفة، شدد الفاعوري على وجود تعليمات واضحة لأنواع الأشجار التي يسمح بزراعتها، نظرا إلى أن بعض الأنواع تتسبب في إغلاق الأرصفة أو تكسير الكندرين والبلاط، ودعا المواطنين إلى مراجعة مناطق الأمانة قبل الزراعة للحصول على الإرشادات اللازمة.

وزارة الزراعة: حماية الغطاء الحرجي ومنع التقليم الجائر

في حين أوضح الناطق باسم وزارة الزراعة لورنس المجالي أن الوزارة عملت خلال السنوات الثلاث الماضية على تبسيط الإجراءات المتعلقة بالتعامل مع الأشجار ذات النفع العام، وتحديدا ما يتداخل منها مع الشبكة الكهربائية أو الطرق أو البنية التحتية. وتم توقيع اتفاقيات مع شركة الكهرباء والأمانة والبلديات لتسهيل عمليات تقليم الأشجار دون بيروقراطية معقدة.

وبين أن أولوية الوزارة هي حماية الغطاء الحرجي ومنع أي إزالة أو تقليم جائر، لذلك ترسل الفرق صورا للمواقع إلى قسم الحراج لتقييم الحالة وتحديد الإجراء المناسب، سواء بالتقليم أو غيره.

وأكد المجالي أن العام الماضي لم يشهد أي انقطاعات كهربائية نتيجة تداخل الأشجار، ما يعكس نجاح التشاركية وسرعة الاستجابة. كما أشار إلى أن الوزارة تجري عمليات تقليم في الغابات ضمن خطة الحد من الحرائق، وتقوم بإزالة المخلفات مباشرة.

وحول الأشجار داخل الملكيات الخاصة، أكد أن تقليمها يحتاج إلى موافقة وزارة الزراعة حفاظا على الغطاء الحرجي ومنع التجاوزات، مشيرا إلى أن العملية اليوم أصبحت بسيطة ولا تستغرق أكثر من يوم.

تؤكد الجهات الثلاث، الكهرباء والأمانة والزراعة، أن العمل المشترك، وتبسيط الإجراءات، والاستجابة السريعة لشكاوى المواطنين هي عوامل أساسية لضمان سلامة الشبكات والبنية التحتية دون المساس بالأشجار والغطاء النباتي، كما دعا المتحدثون المواطنين إلى التعاون عبر الإبلاغ عن أي تداخل للأشجار، واتباع التعليمات الخاصة بزراعة الأشجار المناسبة على الأرصفة والمناطق السكنية. 

اقرأ المزيد.. إزالة عشوائيات البحر الميت.. إجراءات بيئية جديدة تمهيدا لإنشاء متنزه عام