أصدرت منظمة الصحة العالمية في الخامس عشر من آب الماضي إنذارا بأن جدري القرود يشكل حالة طوارئ بعد أن تم تسجيل أكثر من 17 ألف حالة في أفريقيا وفي الكونغو تحديدا، وبعد نحو أسبوعين، سجل الأردن أول حالة إصابة بجدري القرود، فهل ستذهب الحالة الصحية نحو التأهب وإصدار تعليمات مشابهة لما تم في وباء كورونا؟

الصحة: المصاب بجدري القرود غير أردني مقيم في الأردن

وأصيب بجدري القرود شاب يبلغ من العمر 33 عاما، حيث ظهرت عليه أعراض الطفح الجلدي، وقامت وزارة الصحة بعزله في مستشفى البشير بعد أن تم تشخيصه عبر فحص "PCR".

وأكدت وزارة الصحة في بيان لها اليوم أن حالة المريض مستقرة، مؤكدة استمرارها بتتبع أي حالات قد يتم رصدها والإعلان عنها بكل شفافية.

هذا وسبق أن تعامل الأردن مع حالة لمرض جدري القرود عام 2022، حيث تم اتباع الإجراءات الروتينية حينها وكانت كفيلة بعدم انتشار العدوى.

لا يمكن لهذا المرض أن يكون جائحة

وفي مقابلة سابقة كان رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض عادل البلبيسي قد أكد لـ حسنى أن المرض منتشر بشكل رئيسي في أفريقيا وتحديدا في الكونغو، إذ سُجلت 17 ألف حالة منذ بداية العام منها 12 ألف حالة بأفريقيا وفي الكونغو تحديدا. 

وشدد البلبيسي على أنه لا يمكن لهذا المرض أن يكون جائحة، إذ إن طريقة انتقاله والعدوى به تعتمد على الاتصال المباشر أو الاحتكاك المباشر بالشخص المريض أو استعمال الملابس والأغراض الشخصية للمريض مما يحد من طريقة انتشاره. 

لا يوجد مطعوم لهذا المرض

ولم تعلن وزارة الصحة ولا الحكومة عن نيتها بإعطاء مطاعيم ضد جدري القرود، حيث كان البلبيسي قد بين أنه لا يوجد مطعوم لهذا المرض سوى عدد ضئيل يقدر بـ 3 مليون مطعوم متوفر لدى منظمة الصحة العالمية، وهي كمية احتياطية للسيطرة على بؤرة ما في حال انتشاره فيها. 

أعراض جدري القرود

وتعد أبرز أعراض جدري القرود:

• الحمى.

• الصداع.

• آلام بالعضلات والمفاصل.

• تضخم بالغدد الليمفاوية.

• الطفح الجلدي الذي يتحول إلى تقرحات في الجلد، وغالبا ما يظهر في الأعضاء التناسلية.

حجر منزلي للمريض

وبحسب البروتكول المتبع في حالات الإصابة بجدري القرود، فإنه يستلزم إخضاع المريض للعزل المنزلي أو في المستشفى حسب ما تتطلب حالته الصحية، وعدم اختلاطه بأحد آخر أو ملامسته له؛ للحد من تناقل العدوى، كما يتم تتبع الأماكن التي أقام فيها المريض والأشخاص الذين قد استخدموا أدوات المريض الشخصية أو ملابسه. 

ويعد العزل أو الحجر المنزلي لمريض جدري القرود إجراء روتينيا؛ وذلك حرصا على سلامة المريض والمجتمع المحيط به من العدوى، حتى وإن كانت لا تنتقل إلا عبر التلامس القريب جدا، وملامسة الطفح الجلدي خاصة، وليس عبر التنفس كما كان الحال في وباء كورونا، والذي كان يستلزم الحجر المنزلي لحصر انتشار العدوى التي قد تنتقل سريعا عبر الهواء.

لماذا سمي بجدري القرود؟

لا يرتبط جدري القرود بالقردة، بحسب ما بين البلبيسي سابقا لـ حسنى قائلا إن القردة مظلومون بهذه التسمية، إلا أن كثيرا من أمراض العصر ذات منشأ حيواني. 

كما تشير التنبؤات المستقبلية إلى أن الإنسان سيصبح أكثر عرضة للأمراض ذات المنشأ الحيواني؛ وذلك بفعل الإنسان نفسه الذي عمل على تغيير بيئة الحيوان من حيث الطعام والهرمونات والاتصال المباشر به، ما أدى إلى تطور الفيروسات وانتقالها المباشر إلى الإنسان.