أطلقت مؤسسة الحسين للسرطان مؤخرا ورقة سياسات جديدة تسلط الضوء على حقوق مرضى السرطان العمالية وحقوق مقدمي الرعاية لهم، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى حماية هذه الفئة خلال رحلتهم العلاجية الطويلة، وضمان عدم فقدانهم وظائفهم بسبب ظروف صحية طارئة.

الورقة تهدف لمساعدة مرضى السرطان وذويهم في بيئة عملهم

وقالت مدير عام المؤسسة نسرين قطامش لـ حسنى اليوم الأربعاء إن هذه الورقة جاءت استجابة لشكاوى عديدة وردت من مرضى السرطان وأهاليهم الذين اضطروا لترك أعمالهم لمرافقة ذويهم خلال رحلة العلاج، لا سيما في السنة الأولى من العلاج التي تتطلب مراجعات طبية مكثفة ومستمرة.

حماية المريض وأسرته من التهميش

وأضافت قطامش أن الهدف الأساسي من إطلاق هذه الورقة هو دراسة حجم المشكلة، وتحديد ما إذا كانت ناتجة عن تصرفات فردية أو خلل تشريعي في قانون العمل أو قانون الضمان الاجتماعي، موضحة أن المؤسسة رصدت بالفعل ثغرات في القوانين الحالية تتطلب المعالجة.

وشددت على أن الورقة لا تسعى إلى منح امتيازات خاصة، بل إلى توفير إطار قانوني يحفظ كرامة المريض وحقه في العودة للعمل بعد التعافي، وكذلك تمكين أفراد أسرته من الاستمرار في أعمالهم خلال فترة العلاج، دون أن يصبحوا عبئا على الاقتصاد أو على صناديق المعونة.

إجازات مرضية أطول وتمويل مشترك

وتطرقت الورقة إلى اقتراحات محددة، أبرزها تمديد الإجازة المرضية للمصابين بالسرطان وفق شروط طبية واضحة وتصل لمدة 6 أشهر وأكثر حسب الحاجة، على غرار ما حدث سابقا مع تأمين الأمومة في الضمان الاجتماعي.

وأوضحت قطامش لـ حسنى أن المؤسسة تعمل على فتح حوار تشاركي مع مختلف الجهات المعنية، مثل وزارة العمل ولجنة العمل في مجلس النواب ومؤسسات القطاع الخاص، لضمان تبني التوصيات المناسبة ضمن تعديلات قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي، في ظل توفر "فرصة ذهبية" حاليا لطرح هذه الملفات على طاولة النقاش التشريعي -وفق قولها-.

لا علاقة للسياسات بالتمويل الخارجي

وردا على تساؤل حول ما إذا كانت هذه السياسات تهدف إلى تحسين صورة المؤسسة أمام الجهات المانحة، نفت قطامش وجود أي دافع تمويلي خلف الورقة، مؤكدة أن الدافع الوحيد هو مصلحة المرضى.

اقرأ المزيد.. من هي الفئة المشمولة في تأمين السرطان الحكومي؟