بالشراكة مع المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، وبدعم من منظمة الصحة العالمية، أطلقت وزارة الصحة الحسابات الصحية الوطنية للأعوام 2020–2022 مع مصفوفة التقدم في التمويل الصحي ونتائج دراسة الإنفاق الحكومي على جائحة كورونا. 

وفي حفل الإطلاق الذي رعاه وزير الصحة فراس الهواري، اليوم الخميس، تم الكشف عن مجموعة من المؤشرات الصحية والمالية التي تشكل قاعدة بيانات مرجعية لإصلاح نظام التمويل الصحي في الأردن وتحقيق التغطية الصحية الشاملة حتى عام 2030.

خارطة طريق لإصلاح التمويل الصحي

قال وزير الصحة فراس الهواري إن الجهود البحثية تمثل حجر الأساس لوضع خارطة الطريق لإصلاح التمويل الصحي وتحقيق التغطية الشاملة للفترة 2024–2030، مؤكدا التزام الأردن منذ 15 عاما بإصدار الحسابات الصحية الوطنية وفق منهجية عالمية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

إنفاق صحي مرتفع مقارنة بالمعدلات العالمية

وأضاف الهواري بأن نتائج الحسابات أظهرت أن الإنفاق الصحي الجاري لعام 2022 بلغ 2.67 مليار دينار، ما يشكل 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تفوق المعدل العالمي (6.7%) ومعدل الدول ذات الدخل المتوسط المرتفع (7.6%)، وكذلك المعدل العربي (6%).

توزيع الإنفاق: تركيز على الوقاية والرعاية الأولية

أوضح الهواري أن الإنفاق الدوائي شكل نحو 30% من الإنفاق الصحي، بينما استحوذت خدمات الرعاية الأولية على 40%، مما يعكس توجه النظام الصحي نحو الوقاية وتعزيز الصحة المجتمعية.

إنفاق حكومي كبير على كورونا

وبين أن حجم الإنفاق الحكومي على جائحة كورونا خلال الأعوام الثلاثة بلغ 597 مليون دينار، في ظل تغطية الكلف العلاجية والوقائية بشكل مجاني، وتوسع وزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية النوعية.

تراجع الإنفاق المباشر من الجيب

نجحت السياسات الصحية والمالية في التقليل من عبء الإنفاق المباشر من جيب المواطنين، ليبقى أقل من 36% بين عامي 2016–2022، وهو مؤشر إيجابي يعزز الحماية المالية للسكان، حسب قوله.

خطة إصلاح شاملة تبدأ من 2024

أطلقت الحكومة خطة لإصلاح التمويل الصحي والتغطية الصحية الشاملة 2024–2030، تشمل إنشاء صندوق تأمين صحي لمشتركي الضمان غير المؤمنين، والتوسع التدريجي نحو شمول جميع السكان بحزم الخدمات الوقائية والأولية.

مأسسة الحسابات الصحية الوطنية

أكد الهواري أن الوزارة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، طورت قسم الاقتصاد الصحي ورفدته بالكوادر المؤهلة لضمان استدامة إصدار الحسابات الصحية، وتحويلها إلى أداة استراتيجية للتخطيط وتقييم الأداء وتحسين جودة الخدمات.

عروض متخصصة ودراسات داعمة

قدم د. عادل البلبيسي، رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، عرضا حول الإجراءات المتبعة خلال جائحة كورونا، كما قدم كل من د. عماد المومني، ود. كوثر أبداح، ود. يوسف زوانة، ود. أنس المحتسب، عروضا تحليلية وملخصات حول الإنفاق على كورونا، ونتائج الحسابات الصحية، ومصفوفة التقدم في التمويل، وخطة الإصلاح الصحي للأعوام المقبلة.

اقرأ المزيد.. زراعة الكبد في الأردن: نجاحات طبية محلية وتحديات في التبرع