في شهر التوعية بسرطان الثدي.. لطف الله لا يغيب

الصورة
صورة تعبيرية - سرطان الثدي
صورة تعبيرية - سرطان الثدي

هذه العلامة ليست حكرا على النساء إذ يشكل الرجال ما نسبته 20% من المصابين بسرطان الثدي

المصدر
آخر تحديث

أجمع العالم على أن يكون شهر تشرين أول من كل عام شهرا عالميا للتوعية من مخاطر الإصابة بـ "سرطان الثدي" وأهمية الكشف المبكر عنه في تعزيز حظوظ الشفاء منه.

يخوض المصابون بسرطان الثدي معركة شرسة ضده تنتهي في حالات كثيرة بالانتصار عليه، وبينما يخوض البعض تلك المعركة متسلحا بإيمانه بالله تعالى وبالأمل، ينهي الموت معاناة آخرين أصيبوا به.

الدكتور براء أبو نعمة روى لـ حسنى قصة والدته التي هيأت العناية الإلهية لها الظروف والأسباب لمساعدتها على اكتشاف ذلك المرض، الذي كان قد بدأ بزرع خلاياه الخبيثة في جسدها دون علمها.

 

لطف إلهي وأمل.. السلاح في رحلة العلاج

يقول أبو نعمة إن والدته -وهي في بداية العقد الرابع من عمرها- اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي دون تخطيط، فهي ناشطة في مجال العمل الخيري التطوعي و العناية الإلهة قادت والدته إلى إحدى الجمعيات للإشراف على إجراء فحص سرطان الثدي "ماموغرام" لعشر نساء، وذلك بعد ظروف حالت دون حضور مشرفة الجمعية.

ولا حدود لتدبير الله، هكذا يضيف أبو نعمة، حيث أن 9 نساء من أصل 10 أتين لإجراء الفحص فقط، وبقيت حصة الجمعية في الفحص العاشر لم تمس، فاقترح الأطباء الموجودون على والدة براء أن يكون الفحص العاشر لها، وبالفعل تم الفحص ليتبين أنها المصابة الوحيدة من بين السيدات العشر اللاتي أجرين الفحص، وكان المرض في مراحله المبكرة جدا.

يتذكر أبو نعمة في حديثه لـ حسنى أنه كان آنذاك طالبا في سنته الثالثة بكلية الطب في جامعة مؤتة في الكرك، وأن أول إحساس انتابه عندما أخبرته والدته على الهاتف بإصابتها بسرطان الثدي هو القلق والخوف الشديدان، إلا أن والدته المصابرة كانت سببا في إعادة التوازن إليه.

وأضاف أبو نعمة "بفضل الله لما ربنا يبعث مشكلة يبعث معها الصبر ويبعث معها الحل تبعها " حسب تعبيره.

وباشرت والدته رحلة العلاج في مركز الحسين للسرطان حيث أجريت لها عملية جراحية لاستئصال الورم، تبعته 16 جلسة علاج إشعاعي ومتابعة مع المركز استمرت 5 سنوات متتالية، حتى قرر الأطباء أن والدته من الناجين المعافين من سرطان الثدي.

 

20 % نسبة الإصابة بـ "سرطان الثدي" بين الرجال

ولا تقتصر الإصابة بسرطان الثدي على النساء، فما نسبته 20% من السرطانات التي يصاب بها الرجال هي من هذا النوع.

وأوضحت اختصاصية الأشعة التشخيصية الدكتورة نور أبو رميلة لــ حسنى أن سرطان الثدي هو ثالث أكبر سبب للوفاة بين المصابين بالسرطان، وثاني سبب للوفاة بشكل عام بعد أمراض القلب.

وبأسف شديد قالت أبو رميلة إن نسب الإصابة بسرطان الثدي في تزايد محليا، وبأن الأعمار التي تشخص في مراحل متقدمة باتت تشمل من هم في العشرينات والثلاثينات من العمر.

وأضافت أبو رميلة أن العامل الوراثي لا يشكل السبب الوحيد للإصابة بسرطان الثدي، موضحة أن 25% من الإصابات سببها العامل الوراثي فقط، أي أن من بين كل 4 سيدات يشخصن به، امرأة واحدة فقط يكون سبب إصابتها الموروث الجيني.

البدانة عامل رئيسي في الإصابة بسرطان الثدي

وقالت أبو ارميلة إن البدانة سبب رئيس في الإصابة بسرطان الثدي، إضافة إلى نظام الحياة غير الصحي وعدم الحركة والأنظمة الغذائية التي تعتمد على الدهون المهدرجة والأغذية المصنعة والكيماوية.

الكشف المبكر سبب للنجاة

وأكدت أبو رميلة أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي عامل رئيسي في زيادة نسبة التعافي، فقد تصل إلى 99% وذلك بدءا من الفحص الذاتي والذي يجب أن تجريه السيدة من عمر 20 عاما وترشدها فيه طبيبتها النسائية.

أما بالنسبة للسيدات من عمر 30 - 40 فإن الفحص الذاتي يصبح غير كاف للاختلافات الفسيولوجية التي تطرأ على جسم الإنسان، لذا نصحت أبو رميلة أن يجرين فحص "الموجات فوق الصوتية - ألترا ساوند" للثدي وبشكل سنوي.

وللنساء من عمر أربعين عاما فما فوق فعليها إجراء فحص الأشعة "ماموغرام" بشكل سنوي، وقالت إنه ليس مؤلما أومزعجا بالقدر الذي يشاع عنه إلا أن الفائدة المرجوة من الكشف المبكر في حال وجود مرض تفوق أي شعور بعدم الراحة من إجراء الفحص.

وقالت أبو رميلة إن هناك حالات استثنائية يتطلب فيها إجراء فحص رنين مغناطيسي للثدي.

جهاز فحص الثدي - ماموغرام

 

40 % نسبة الإصابة بسرطان الثدي من الحالات المشخصة في الأردن سنويا

الرئيس التنفيذي ومدير مركز الحسين للسرطان د. عاصم منصور قال لـ حسنى إن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تشكل 40% من مجموع حالات السرطان التي يتم تشخيصها في الأردن سنويا، والتي تقدر بــ 1300 إصابة.

وتتماشى هذه النسبة، بحسب منصور، مع الأرقام العالمية، مع الانتباه إلى أن زيادة أعداد الفحوصات للكشف عن السرطان تؤدي بالضرورة إلى زيادة عدد الحالات المصابة، كما أن الزيادة الطبيعية للسكان تؤدي إلى زيادة عدد الحالات.

وأكد منصور أن التوعية من سرطان الثدي لا تقتصر على شهر تشرين أول، وأن العمل في هذا المضمار مستمر طيلة العام من خلال "برنامج الأردن لسرطان الثدي" من خلال تدريب عشرات الآلاف من المتطوعات والّاتي يتكفّلن بالذهاب إلى المنازل في مختلف مناطق المملكة للتوعية من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وقد بيّن منصور أن السيدات الّاتي تنطبق عليهن شروط الفحص من حيث العمر وظهور بعض الأعراض يُمنحنَ كوبونا يتيح لهن الفحص من خلاله.

كما يتضمن "برنامج الأردن لسرطان الثدي" وحدات فحص متنقلة ومزودة بجهاز تصوير للثدي، وتجوب مناطق المملكة وتجري فحوصات مجانية للسيدات وصولا إلى التشخيص، مضيفا أن وحدات الفحص المتنقلة كشفت عن أكثر من 200 حالة إصابة بسرطان الثدي بين السيدات خلال السنوات الماضية.

 

الدعم النفسي "حاجة" في مسيرة العلاج 

يشكل الدعم النفسي من أسرة وأهل وأصدقاء المصابين بأي نوع من أنواع السرطان عاملا أساسياً في نجاح مسيرة التعافي، بالإضافة إلى الخطة العلاجية، كما يعيد الدعم النفسي المريض إلى حياته الطبيعية.

وأكدت عدد من السيدات اللاتي نشرن قصة إصابتهن وتعافيهن من مرض سرطان الثدي، أو ممن عايشن تلك الفترة العصيبة مع قريبات أو صديقات لهن أصبن بالمرض، أن الإيمان بالله تعالى والتسليم بقضائه ومن ثم الثقة بالنفس والدعم النفسي من الأسرة والأقارب والأصدقاء والمجتمع، كانت عوامل أساسية للوصول إلى الشفاء والنجاة من السرطان.

 

الغذاء الصحي يبعدك عن السرطان

تشير الدراسات والبحوث الطبية أن الحفاظ على نظام غذائي سليم وصحي يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض السرطان، حيث أن النظام الصحي يبعد الأشخاص عن الوصول إلى مرحلة البدانة التي تعتبر سببا في حدوث كثير من الأمراض ومنها أمراض السرطان.

ويوصي اختصاصيو التغذية الجميع باتباع نظام غذائي صحي، والاعتماد على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، ومراقبة السعرات الحرارية للمساعدة في الحفاظ على الوزن الطبيعي.

 مرض السرطان بالأرقام

  • ما يقارب 70% من حالات الوفاة إثر الإصابة بالسرطان، تكون في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.
  • "تعاطي التبغ والكحول، ارتفاع الكتلة في الجسم، انخفاض نسبة الخضار والفاكهة مما يُتناول، قلة النشاط الرياضي" سبب لما يقارب ثلث حالات الوفاة بالسرطان.
  • حالات العدوى المسببة للسرطان، مثل عدوى التهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري، مسؤولة عن 30% من حالات السرطان في الدول منخفضة الدخل والتي تنتمي للشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.
  • يشيع ظهور أعراض السرطان في وقت متأخر وعدم إتاحة الخدمات التشخيصية والعلاج، تحديدا في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وتقول تقارير بأن علاج السرطان الشامل يتاح في أكثر من 90% من الدول مرتفعة الدخل، ولكنه ليس متاحا إلا بنسبة تقل عن 15% من الدول منخفضة الدخل.
  • تقول منظمة الصحة العالمية بأن السرطان بأنواعه مسبب رئيس للموت في كافة أنحاء العالم، وقد أزهق قرابة 10 ملايـين من أرواح المصابين سنة 2020.

وفيما يلي أكثر أنواعه شيوعاً في عام 2020:

نوع السرطان عدد الوفيات
سرطان الثدي (2.26 مليون حالة)
سرطان الرئة (2.21 مليون حالة)
سرطان القولون والمستقيم (1.93 مليون حالة)
سرطان البروستات (1.41 مليون حالة)
سرطان الجلد (1.20 مليون حالة)
سرطان المعدة (1.09 مليون حالة)

 

كيف ينشأ السرطان؟

ينشأ السرطان عن تحول خلايا عادية إلى خلايا ورمية، وينجم ذلك عن تفاعل عوامل وراثية و 3 فئات من العوامل المسرطنة الخارجية، منها مادية مثل الأشعة الفوق بنفسجية، أو كيميائية مثل الأسبستوس ومكونات التبـغ والزرنيـخ، أو بيولوجية مثل التهابات ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا أو طفيليات.

ووفقا للمنظمة فإن معدل الإصابة بمرض السرطان يرتفع مع تقدم السن، ويعزى ذلك غالبا لتراكم مخاطر الإصابة بأنواع محددة منه، ويقترن تراكم المخاطر بميل فعالية آليات إصلاح الخلايا الذاتي للاضمحلال مع تقدّم الشخص في السن.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00