أكد رئيس مجلس إدارة البريد الأردني، سامي الداوود لـ حسنى أن الشركة تشهد تحولا جذريا من مؤسسة مهمشة إلى قصة نجاح وطنية، وأوضح أن الشركة، وبالتعاون مع صندوق التنمية والتشغيل، بدأت بتمكين الشباب العاطلين عن العمل من خلال توفير قروض ميسرة لشراء مركبات أو دراجات نارية "سكوترات" مخصصة لأعمال التوصيل.

تمكين الشباب وتشغيلهم ضمن مشروع التوصيل

وأشار الداوود إلى أن فكرة المبادرة جاءت لتوفير قروض تشغيلية للشباب الأردني لتمكينهم من العمل في خدمات التوصيل عبر البريد الأردني وذلك بالتعاون مع صندوق التنمية والتشغيل.

وبحسب التفاصيل، التي ذكرها الداوود لـ حسنى، خصص مبلغ مليون دينار كمرحلة أولى، يمنح كقروض للشباب لشراء مركبات أو "سكوترات". وتصل قيمة القرض إلى 15 ألف دينار للمركبات و5 آلاف دينار "للسكوترات"، وبنسبة مرابحة ثابتة تبلغ 3%، وهي نسبة شبه صفرية كونها تغطي الكلفة التشغيلية فقط.

آلية الحصول على قرض من البريد الأردني

الفئة المستهدفة هي الشباب العاطلين عن العمل الذين لا يمتلكون وسيلة نقل، ويبدأ الإجراء من خلال تقديم الطلب إلى البريد الأردني، ثم الخضوع لتدريب ومقابلات، وبعدها يحصل المتقدم على كتاب ترشيح لصندوق التنمية والتشغيل.

شروط الحصول على القرض 

• وجود عدم محكومية.

• تخمين للمركبة.

• كفيل حكومي واحد أو كفيلان اثنان من القطاع الخاص. 

بعد ذلك يتم صرف القرض ويبدأ المتقدم عمله الفوري، والأهم من ذلك أن البريد الأردني يلتزم بتوفير فرص تشغيل تكفل سداد الحد الأدنى من القسط الشهري للمركبة، والذي يتراوح مثلا في حالة قرض بـ10.000 دينار إلى نحو 180 دينارا شهريا، وأكد الداوود أن البريد الأردني ملتزم بتأمين طلبات للشباب تغطي على الأقل هذا القسط، بالإضافة إلى إمكانية العمل مع منصات توصيل أخرى مثل "طلبات" و"كريم بوكس". 

وأوضح الداوود أن النظام الذكي المستخدم يعطي الأولوية في توزيع الطلبات لمن حصلوا على قروض من الصندوق، ثم ينتقل لأصحاب السيارات القائمة.

تدريب نوعي وخدمة بريدية متقدمة

 وأوضح الداوود أن البرنامج يشمل تدريبا متقدما في عدة مجالات، منها:

• قيادة السكوتر أو المركبة.

• مهارات التعامل مع المواطنين.

• تدريب لوجستي على مسارات بريدية تشمل تحميل وتوزيع عدد كبير من الطرود يوميا في مختلف المحافظات، وليس مجرد توصيل طلب أو اثنين كما في بعض التطبيقات التجارية.

وأكد الداوود أن البريد يعمل وفق "مسار بريدي متحرك"، بحيث توزع الطلبات إلى المناطق في أوقات محددة، تماما كما هو الحال في توزيع البلاغات القضائية أو الطرود البريدية.

"خيرات الدار": منصة دعم لنساء الريف

وأشار الداوود إلى مشروع مواز بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي تحت اسم "خيرات الأردن"، وهو مشروع يهدف إلى دعم السيدات العاملات في الحرف اليدوية والأطعمة طويلة الأمد مثل الجميد والسمن البلدي واللبنة.

حيث سيسهم المشروع بمواجهة التحديات التي تواجهها السيدات وهي:

1. كلفة التوصيل المرتفعة: لذلك سيقدم البريد الأردني خدمات التوصيل بأسعار رمزية مستفيدا من المسارات البريدية اليومية.

2. صعوبة التحصيل المالي: سيتم تزويد السيدات ببطاقات فيزا مدفوعة مسبقا، تحول إليها المدفوعات مباشرة، مع إمكانية السحب نقدا من أي مكتب بريد أو تحويلها عبر خدمة "كليك".

3. عرض المنتجات: سيتم عرض منتجات السيدات في مكاتب البريد بالقرى والمناطق السياحية مجانا، مع توصيل مباشر للمنازل.

وبذلك يحقق المشروع دعما تكامليا للمرأة الريفية، ويوفر فرصة عمل لأزواجهن أيضا من خلال القروض للعمل في التوصيل.

الأولوية لمن حصلوا على قروض.. ولكن الباب مفتوح للجميع

وحول أحقية العمل في هذه المنظومة، أوضح الداوود أن الأولوية تمنح للشباب الحاصلين على قروض من الصندوق، إذ إن النظام الآلي "السيستم" يوزع الطلبات تلقائيا وفق التسلسل: أولا لمن عليه التزامات قرضية، ثم لمن يمتلك مركبة ويعمل بالفعل. 

لكن شدد على أن "باب العمل مفتوح للجميع"، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على خدمات التوصيل.

حاجة متنامية لسوق التوصيل: أكثر من 2.7 مليون طلب في 2024

كشف الداوود عن أرقام لافتة تظهر حجم السوق المتنامي في خدمات التوصيل داخل المملكة، إذ سجل عام 2024 أكثر من 2.7 مليون طلب داخلي عبر التجارة الإلكترونية، والرقم في تزايد مستمر في عام 2025. وأكد أن هذا السوق الضخم يتطلب استثمارا في الأيدي العاملة والخدمات اللوجستية.

البريد الأردني هو الجهة الوحيدة المرخصة لتوصيل الأدوية

وحول خدمة توصيل الأدوية، شدد الداوود على أن البريد الأردني هو الجهة الوحيدة المخولة قانونا بتقديم هذه الخدمة وفق قانون الدواء الأردني واعتبر أي جهة أخرى -حكومية كانت أو خاصة- تقوم بالتوصيل مخالفة للقانون، سواء رسميا أو عبر ترتيبات غير معتمدة.

اقرأ المزيد.. البريد الأردني يتحول إلى مركز جمركي موحد للتجارة الإلكترونية