شهدت المملكة السبت، حالة من الهطولات المطرية الغزيرة التي تركزت بشكل خاص في محافظات الجنوب، وتسببت بجريان الأودية والسيول وارتفاع منسوب المياه في السدود خلال فترة وجيزة، في ظل تأكيد وزارة المياه والري أن هذه الظواهر باتت مرتبطة بشكل مباشر بتغير المناخ وشدة الهطول خلال أوقات قصيرة. 

وفي هذا السياق، أوضح الناطق باسم الوزارة ومساعد الأمين العام، عمر سلامة لـ حسنى شرحا مفصلا حول حالة السدود وكميات المياه المتدفقة، وإجراءات التحذير، وجهود الوزارة في إدارة الحفائر والسدود الصحراوية.

خطة الطوارئ ومتابعة الأحوال الجوية

أوضح سلامة أن الوزارة تعمل وفق خطة واضحة للتعامل مع الهطولات المطرية، بالتنسيق مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، حيث تحدث الإجراءات أولا بأول تبعا للتقلبات الجوية المفاجئة. 

وشدد على أن التحذيرات الحكومية، سواء من وزارة المياه أو الأجهزة المعنية، توجه باستمرار لتجنب الاقتراب من مجاري الأودية والمناطق المنخفضة، نظرا إلى أن تدفقات المياه قد تحدث فجأة وبقوة عالية.

خطورة السيول والتصرفات الخاطئة

أكد سلامة أن طبيعة الهطولات المطرية أصبحت شديدة ومركزة في وقت قصير جدا، ما يؤدي إلى جريان مفاجئ للسيول، لا يمكن للمركبات أو الأفراد التعامل معها، حتى في الدول المتقدمة.

ولفت إلى أن بعض المواطنين يركنون مركباتهم قرب مجاري السيول أو يحاولون عبورها، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة، داعيا إلى الابتعاد الكامل عن تلك المواقع في حالات عدم الاستقرار الجوي.

3.6 مليون متر مكعب في السدود خلال أقل من 12 ساعة 

أعلنت وزارة المياه، بحسب سلامة، أن السدود استقبلت منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم نحو 3.6 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، وهي كمية "ممتازة جدا".

كميات المياه في أبرز السدود:

• سد الموجب: 1.25 مليون متر مكعب.

• سد التنور: 1.23 مليون متر مكعب.

• سد الملك طلال: 600 ألف متر مكعب.

• سد الوالة: 250 ألف متر مكعب. 

وأشار إلى أن توزيع الهطولات كان متفاوتا، حيث تركزت الأمطار في عمان والجنوب، وبذلك ارتفع المخزون الكلي للسدود إلى 49.5 مليون متر مكعب، أي ما نسبته 17.2% من طاقتها التخزينية البالغة 288.128 مليون متر مكعب.

كما أوضحت الوزارة أن معدل الموسم المطري ارتفع إلى 12.5% من المعدل السنوي طويل الأمد البالغ نحو 8.1 مليار متر مكعب سنويا، في حين سجلت أعلى كمية هطول مطري في مدينة العقبة بواقع 36.9 ملم.

سد الوحيدي.. الامتلاء والإجراءات الوقائية

أوضح سلامة أن سد الوحيدي في معان، بسعة 1.5 مليون متر مكعب، وصل طاقته التخزينية الكاملة يوم أمس، بعد إجراءات صيانة وتحسينات نفذتها الوزارة خلال العام الماضي.

ما معنى تسييل السد؟

بين سلامة أن تسييل السد هو إجراء لحماية جسمه من التشققات الناتجة عن بقاء المياه فوق الحد الآمن، وتتم العملية إما عبر بوابات هيدروليكية أو عبر مفيضات علوية، ويجري تحذير المواطنين بسبب قوة التدفقات الخارجة.

630 حفيرة وسدا صحراويا 

كشف سلامة عن توسع كبير في مشاريع الحصاد المائي، حيث ارتفع العدد من 450 إلى 630 منشأة خلال عامين، بجهود مشتركة مع القوات المسلحة والهندسة الملكية ووزارة الزراعة. تتمثل أهميتها بالآتي:

• تغذية الأحواض الجوفية.

• خدمة مربي المواشي.

• توفير مصادر مياه في البادية.

• تعزيز الحياة البرية.

• إمكانية الاستفادة منها في مناطق التخييم في الربيع.

وأشار إلى أن بعض الحفائر والسدود الصحراوية تتحول إلى "واحات طبيعية" في قلب الصحراء، وتستقطب الطيور والحيوانات.

التحذير من ربط المزاريب على شبكات الصرف

أشار سلامة إلى أن ربط مزاريب أسطح المنازل على شبكات الصرف الصحي يؤدي إلى فيضانات، نظرا لضغط كميات الأمطار الكبيرة على هذه الشبكات، داعيا المواطنين إلى وقف هذه الممارسات. 

وفي السياق شددت سلطة وادي الأردن على ضرورة ابتعاد المواطنين عن مجاري السيول والأودية، واتباع الإرشادات حفاظا على السلامة العامة، خاصة في ظل استمرار التوقعات بهطولات مطرية خلال الأيام المقبلة.

اقرأ المزيد.. ارتفاع الهطولات المطرية