ليلة اعتقالات ساخنة.. استقرار داخلي ودعم عربي ودولي
"ليلة ساخنة " شهدها الأردن عقب انتشار أخبار على وسائل التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج باعتقال الأمير حمزة بن الحسين وحرسه ومداهمة منزل مدير مكتبه، أخبار تناقلتها وسائل إعلام أجنبية مثل الواشنطن بوست وتابعتها قناتي الجزيرة والعربية. وتسجيل مصور للأمير حمزة يشرح فيه ما تعرض له هو وحرسه بثته قناة ال bbc، كما انبرت شخوص معارضة خارجية على مواقع التواصل للدفاع عن الأمير حمزة وتحريض الناس للوقوف إلى جانبه. وصدر كذلك بيان من مصدر أمني بثته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ، أنه تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة، "وأنّ التحقيق في الموضوع جارٍ."
الأمير حمزة بن الحسين أعلن عبر تسجيل مصور نشره ليلة أمس أنه طلب منه عدم مغادرة منزله وتم اعتقال حرسه الخاص، مبينا أن رئيس هيئة الاركان حذره من التحرك بما يؤثر على استقرار الوطن أو التواصل مع الناس والكلام معهم. وقال الأمير أن التواصل الإلكتروني سيحجب عنه.
وقال الأمير حمزة " لا يوجد أي اجندة خارجية ولا تخطيط خارجي ولا مؤامرات من خلف الكواليس، وما حدث يأتي من أجل التغطية والتشتيت عن التراجع الذي نلمسه في وطننا الغالي "ونفى أن يكون جزءا من مؤامرة خارجية وأكد على إخلاصه التام للوطن ورسالة آبائه وأجداده، وأسف على أن الإخلاص للوطن والكلام بالحق يستدعي الاتهام والمحاربة.
وتابع الأمير حمزة قائلا.. "أستغرب أن يؤدي انتقادي البسيط للسياسات في البلاد إلى تعرضي للاحتجاز".
بينما غردت والدته الملكة نور صباح اليوم بأنها تدعو بأن تظهر الحقيقة
استقرار داخلي ودعم عربي ودولي
هدوء تام في العاصمة وجميع المدن الأردنية، لم تكن هناك مظاهر انقلاب، ولا أي مظاهر عسكرية في الشوارع، ولم نسمع صوت إطلاق نار، لكن الحدث ألقى بظلاله على الشارع الأردني وعلى المستوى العربي والإقليمي، لعدم وضوح الرؤية، وخاصة بعد أن نشرت وكالات أنباء وصحف دولية واقعة حمى ليلة السبت في الأردن ووصفتها بالانقلاب.
هذا الأمر دفع السلطات الاردنية إلى طمأنه الناس بانتظار بيان أخر ، حيث صدر بيان من رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي يؤكد عدم صحة الأخبار المتداولة عن اعتقال الأمير حمزة، لكنه بيّن أنه طلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون.
وقال اللواء الحنيطي إن التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح.
وأكد أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها، مثلما أكد أن لا أحد فوق القانون وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار.
و بعد الأنباء التي تواردت عن محاولة انقلاب تم إفشالها، ولأن استقرار الأردن يرتبط بأمن ومصالح اقليمية ،سارعت العديد من الدول وابرزها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية إلى إعلان تضامنها مع الأردن ودعمها للإجراءات التي يقوم بها، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن دعمها للإجراءات التي يقوم بها الملك عبد الثاني من اعتقالات على خلفية أمنية حفاظا على استقرار المملكة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن "تتابع عن كثب" التقارير الواردة من الأردن"..نحن... على اتصال بمسؤولين أردنيين، فالملك عبد الله الثاني شريك رئيسي للولايات المتحدة و هو يحظى بدعمنا الكامل".
كما أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا أكد فيه تضامن و وقوف السعودية مع الاردن، " انطلاقاً مما يربط البلدين من روابط وثيقة راسخة قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك وأن أمنهما كل لا يتجزأ".
واكدت السعودية وقوفها التام إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار، ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما.
ما جرى في هذه الليلة ،دفع أيضا العديد من الدول والهيئات العربية والدولية إلى مساندة الأردن، إذ أعلنت جامعة الدول العربية عبر بيان من أمينها العام أحمد أبو الغيط، تضامنها مع الإجراءات التي اتخذتها القيادة الأردنية لصيانة أمن المملكة والحفاظ على استقرارها، مؤكدة "ثقتها في حكمة القيادة وحرصها على تأمين استقرار البلاد بالتوازي مع احترام الدستور والقانون".
وشدد أيضا مجلس التعاون الخليجي على أنه يقف إلى جانب الأردن ويدعم الإجراءات التي اتخذها لحفظ أمنه واستقراره..
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج نايف فلاح مبارك "وقوف مجلس التعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ودعمها في كلّ ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في الأردن ".
دول عديدة ما تزال تعلن عن تضامنها مع الأردن والوقوف إلى جانبه حيث اعتبرت مصر والكويت والبحرين وقطر ولبنان واليمن والعراق وغيرها من الدول ،أن أمن واستقرار الأردن جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.