متحف الأردن فرصة أمام الأطفال وذويهم لاستثمار وقتهم في العطلة

الصورة

متحف يحكي كيف عاش الانسان منذ آلاف السنين على أرض الأردن

حضنت الأرض الأردنية محطات إبداع إنسانية على مر العصور، فقبل نحو 10 آلاف سنة كان الإنسان الذي يعيش على الأرض الأردنية متقدما عن غيره، فكان مثلا على علم واسع بالكيماء ومعادلاتها وتوصل من خلالها إلى تشكيل مادة الجبصين التي تعتبر مادة مصنعة وليست موجودة في الطبيعية بشكل تلقائي، لكن كيف عرف الأردنيون مثل هذه المعلومة عن ماضي أرضهم؟

تعتبر " تماثيل عين غزال" المصنوعة من الجبصين والمعروضة في متحف الأردن تحفة أثرية نادرة صنفت بأنها أقدم التماثيل في التاريخ البشري ويقدر عددها بـ 30 تمثالا.

ودللت هذه التماثيل عند اكتشافها على العديد من سمات الإنسان الذي عاش في عصور سابقة في الأردن، كما شكلَّ اكتشافها والحفاظ عليها صدمة في تاريخ الآثار على المستوى العالمي، ما دفع متحف اللوفر في كل من الإمارات وفرنسا بعرض قطعتين أثريتين منها، بحسب ما كشف لـ حسنى مدير عام متحف الأردن إيهاب العمارين.

متحف الأردن يحكي السيرة الذاتية للأرض الأردنية

لا يعتبر متحف الأردن متحفا لعرض القطع الأثرية فحسب، بل تم تصميمه بعناية ليسرد السيرة الذاتية لتاريخ الأردن، ويحكي بشكل متسلسل عن قصة الإبداع الإنساني للإنسان الذي عاش آلاف السنين على هذه الأرض.

ويقول العمارين أن أرض الأردن شهدت محطات مفصلية وتاريخية على مستوى البشرية، ففي الأردن اكتشف الإنسان الأول صهر النحاس، والأدوات الزراعية، ومادة الجبصين وغيرها من المحطات الإبداعية التي غيرت مجرى التاريخ.

 

ألف قطعة أثرية لقصص مختلفة

متحف الأردن الذي يتربع في قلب العاصمة عمان في منطقة رأس العين على مساحة تقدر بـ 10,000 متر مربع، يحتوي على 1000 قطعة أثرية في كل منها قصة تاريخية واكتشاف إنساني ومحطة إبداع على مستوى البشرية، فيما تحتوي مستودعات المتحف على نحو 3 آلاف قطعة أثرية أخرى -بحسب العمارين-، لافتا أن القيمة لا تكمن في عدد القطع بل بقصصها.

إقرأ المزيد..على ماذا تحتوي الكبسولة الزمنية التي كشف الأردن غطاءها أمس؟

زيارة المتحف ليس ترفا وإنما حاجة ماسة

يعرف متحف الأردن نفسه على أنه موسوعة ثقافية وتاريخية تحكي قصة الأردن، ومركز وطني شامل للعلم والمعرفة يعكس تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، ليروي قصة الأردن في الماضي والحاضر، وبين عمارين أن مادة المتحف صممت كمادة تعليمية وعلمية بحيث يستفيد منها الطلبة على الصعيد الأول، معتبرا أن زيارة المتحف ليس ترفا ثقافيا وإنما حاجة ماسة لرفع سوية الانتماء التاريخي والوطني.

 

لا تغيير على دوام المتحف صيفا!

ورغم الدعوات المتكررة لزيارة متحف الأردن إلا أن رواده في فصل الصيف يستغربون من إغلاقه مبكرا عند الساعة السادسة مساء، حيث يبدأ الأردنيون بالتنزه وقصد الأماكن الثقافية والترفيهية صيفا في المساء، وهو الأمر الذي قد يحد من عدد زواره.

العمارين برر اقتصار الدوام حتى الساعة السادسة مساء بارتفاع كلفة تمديد ساعات دوام المتحف، لافتا أن الحفاظ على مقتنيات المتحف والآثار يتطلب توفير بيئة متحفية وتشغيل أنظمة معينة تتطلب تكاليف مالية إضافية.

ويتمنى العمارين أن يكون دوام المتحف على مدى 24 ساعةـ لافتا أن المتحف اليوم يعاني من تحديات كبيرة تحول دون ذلك، على رأسها حاجته إلى 3 أضعاف  موازنته الحالية، إضافة إلى كادر أكبر حيث أن الكادر المتوفر لا يغطي سوى ثلث عدد العمالة المطلوبة.

 

الدوام الصباحي مهم لفئة السياح

ويعتبر البعض أن فتح المتحف أبوابه في الصباح الباكر عند الساعة التاسعة لا يتعبر ذات فائدة للأسر الأردنية، فيما يوضح العمارين أن الفترة الصباحية تعتبر فترة الذروة على مستوى المجموعات السياحية، كما أنها فترة مهمة على صعيد طلبة النوادي والمدارس، مؤكدا أن مختلف السيناريوهات لتمديد دوام المتحف أو تعديله هي قيد الدراسة الدائمة بما يصب بمصلحة المواطن ووفق القدرات والإمكانيات المتوفرة.

ويفتح المتحف أبوابه أمام الزوار بشكل يومي من الساعة التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء، باستثناء يوم الثلاثاء، الذي يعتبر عطلة لغايات الصيانة والتقييم الدوري للمتحف ومقتنياته.

دينار فقط رسوم الدخول للمتحف

وحددت إدارة المتحف رسوم دخوله بـ "دينار" واحد فقط لكل من الأردنيين والعرب والأجانب المقيمين.ويُعفى من الرسوم كل من الأطفال ما دون 12 عاما و الكبار ممن تجاوز الـ 60 عاما. فيما يدفع الأجانب السياح من غير المقيمين على أرض المملكة " 5  دنانير " لدخول المتحف.

00:00:00